قوات الرئيس السوري بشار الأسد تدخل معرة النعمان، وفق تأكيدات المرصد السوري، في خطوة قد تصبح مفصلية في آخر معقل يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في شمال غرب البلاد. سيطرت قوات النظام السوري على الجزء الأكبر من مدينة معرة النعمان، الاستراتيجية وثاني أكبر مدن محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بعد تطويقها بالكامل بعد أيام من الاشتباكات والقصف العنيف. وفق تأكيدات المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره العاصمة البريطانية لندن. وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، والتي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين، منذ كانون الأول/ ديسمبر تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق. وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً. وتمكنت قوات النظام خلال الأيام الماضية من السيطرة على 23 قرية وبلدة في محيط معرة النعمان، الواقعة على الطريق الدولي، لتطبق الحصار عليها تدريجياً. مدينة أشباح معرة النعمان، المدينة التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة في العام 2012، كان يسكنها قبل أربعة أشهر 150 ألفاً، إلا أنها اليوم باتت شبه خالية جراء موجات النزوح التي شهدتها، بحسب المرصد. وحسبما أكده مراسل لفرانس برس، زار المدينة قبل أيام قليلة، فإن معرة النعمان تحولت إلى مدينة أشباح تنتشر فيها الأبنية المدمرة أو المهجورة. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "وحدات الجيش حررت معظم أحياء مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي وبدأت عمليات تمشيطها". كما أشار التلفزيون الرسمي إلى أن وحدات الجيش قطعت "طرق إمدادات الإرهابيين وخطوط دفاعاتهم" قبل أن تتقدم داخل المدينة. الرد التركي وبالتوازي مع التقدم باتجاه معرة النعمان، تخوض قوات النظام اشتباكات في مواجهة هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى في ريف حلب الغربي، حيث يمر أيضاً الطريق الدولي. وكانت تركيا قد حذرت من الرد "بدون تردد في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس على أي محاولة تهديد" لتلك النقاط. مع العلم أنها تنشر نحو 12 نقطة تفتيش تابعة لها. وأفاد المرصد السوري الإثنين أن قوات النظام حاصرت نقطة مراقبة تركية في قرية معر حطاط جنوب معرة النعمان، لتكون بذلك ثالث نقطة مراقبة تركية يتم حصارها من قبل قوات النظام خلال عملياتها العسكرية في المحافظة. وتتجه الأنظار الآن إلى ما ستقوم به تركيا في ظل هذه التطورات، وسط ارتفاع شديد لعدد النازحين في جراء القصف الروسي-السوري. وتجدد القتال على الرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار في 12 يناير كانون الثاني بين تركيا وروسيا اللتين تساند كل منهما أحد طرفي الحرب. يذكر أن الهجوم العسكري الأخير الذي قامت به قوات النظام السوري والقوات الروسية الداعمة لها، دفع بـ358 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة وخصوصاً معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً. ووفق الأمم المتحدة فرّ 38 ألف شخص بين 15 و19 كانون الثاني/يناير، باتجاه غرب حلب. ولجأ الكثيرون منهم إلى مناطق شمال معرة النعمان بينها مدينة سراقب ومحيطها، إلا أنهم أجبروا مجدداً على النزوح مع اقتراب التصعيد العسكري منهم. و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مشاركة :