أكد المركز المصري للدراسات الاستراتيجية وتنمية قيم الوطنية أهمية حدوث تحرك أمريكى لإنعاش أجواء السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من حيث المبدأ، ومحاولة كسر حالة الجمود الذى سيطر على عملية السلام منذ سنوات، بما ضاعف حالة الفوضى والعدوانية، ومنح الإرهاب بيئة خصبة لتوطين الدمار في ربوع المنطقة، خصوصا في هذه اللحظة الفارقة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، وفى ضوء إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن المبادرة الأمريكية للسلام.وشدد المركز، في بيانه الصادر تعليقا على المبادرة الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ "مبادرة ترامب للسلام"، على ضرورة التمسك بالثوابت التاريخية والقانونية والمنطقية في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ذلك لو كنا نريد حلا واقعيا ينتج عنه سلام حقيقي عادل ودائم، وبعيدا عن المناورات الانتخابية والمزايدات السياسية ضيقة الأفق التى لا تحل الأزمة وتعقد المشهد.ورأى المركز أن الجانب العربى قدم مبادرة متكاملة لتحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة، لقيت ترحيبا من إسرائيل والمجتمع الدولى، ويجب إعادة طرحها مرة أخرى.وقال إن الثوابت العربية لن تتغير، ولا يمكن أن يدفع الفلسطينيون ثمن الحفاظ على الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية الحالية في ضوء الضربات الأخيرة التي يتعرضان لها.وأضاف: "إننا نخشى أن تضيع المحاولة الأمريكية بلا نتيجة نظرا لأنها لا تلبي الحد الأدنى من طموح الشعب الفلسطيني، وسط مخططات من أطراف لتأجيج الصراع ودعم القوى المتطرفة لإجهاضها".وشدد المركز على ضرورة أن يكون الرد الفلسطينى عقلانيا وليس انفعاليا، وتابع: "كلنا ثابتون على دعم حقوق الشعب الفلسطينى، ومتمسكون بمحاور المبادرة العربية للسلام، وهناك أطراف دولية مقتنعة بها، وبالتالى يمكن أن يكون هذا داعم لنا، وأهم هذه الثوابت تمكين الشعب الفلسطينى من حقه الأصيل فى تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على أراضيه فى حدود الخامس من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، وإتاحة حق العودة أو التعويض للاجئين تنفيذا للقرار رقم ١٩٤".وأكد المركز أن كل المحاولات التي تصاغ لإجبار طرف على التنازل عن حقوقه المشروعة لحساب طرف آخر، باءت بالفشل ولم تولد سوى قلاقل وفوضى ودم وإرهاب، وهذه أجواء غير مفيدة بالمرة لكل الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة نفسها.وحذر المركز من أن الولايات المتحدة يمكن أن تفقد مصداقيتها كوسيط للسلام في أي عملية سياسية بين طرفى الصراع في الشرق الأوسط، ولهذا دعا واشنطن للعودة للحوار مع الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية المعنية للوصول لاتفاق مرضٍ للجميع، في إطار القرارات الأممية في هذا السياق، والعدول عن أي مبادرات أحادية تحت أي مسمى، سواء كان "صفقة القرن" أو غيره، حتى يتحقق سلام حقيقى وعادل ينعم فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بالاستقرار والهدوء، وتتحقق من خلاله المصالح الجماعية في المنطقة، بما فيها المصالح الأمريكية.
مشاركة :