أبوظبي:نجاة الفارس أكدت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، أن دول العالم الإسلامي تمتلك طاقات إبداعية خلاّقة، وثروات بشرية تؤهلها للمساهمة في مسيرة الحضارة الإنسانية، وتطوير المجتمعات المحلية، وهو يحتم علينا تضافر الجهود، والتعاون بين الدول الأعضاء في «الإيسيسكو» لتنفيذ برامج ومشاريع تربوية وثقافية وعلمية وتقنية تنعكس إيجاباً على شباب مجتمعات الدول الإسلامية، من خلال توظيف الإبداع الثقافي، وتكنولوجيا المستقبل لتحقيق التغيير الإيجابي، وتمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة في معالجة التحديات العالمية. جاء ذلك في كلمتها أثناء الجلسة الافتتاحية للدورة 40 لاجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» التي انطلقت، صباح أمس، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» والتي تستعرض على مدى يومين رؤية المنظمة الجديدة، وخطة عملها لعامي 2020 و2021، والخطة الاستراتيجية الجديدة متوسطة المدى «للإيسيسكو» للأعوام 2020 إلى 2030، بحضور الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للمنظمة، والدكتور أبوبكر دوكوري رئيس المجلس التنفيذي «للإيسيسكو»، والدكتور علي زيدان أبوزهري رئيس المؤتمر العام «للإيسيسكو»، وللا مليكة إيسوفو السيدة الأولى في جمهورية النيجر، وجميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، وزكي نسيبة وزير دولة، وسارة الأميري وزيرة دولة، مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة. وأضافت الكعبي أتمنى أن تحقق الدورة النتائج المرجوة بما يصب في خدمة شعوب دول العالم الإسلامي، وأشكر المدير العام على جهوده ورؤيته التي تستهدف تطوير أجهزة «الإيسيسكو»، وتعزيز التنسيق الفعّال مع الدول الأعضاء. وقالت: يمر العالم الإسلامي بتحولات تاريخية في شتى مناحي الحياة، تفرض علينا مواكبة المتغيرات، وتبنّي حلول مبتكرة تستشرف المستقبل، وتلبي احتياجات مجتمعاتنا، وتصنع مستقبلاً أفضل لأجيالنا من خلال ترسيخ ثقافة الحوار بين الحضارات، وإبراز الرؤية الإسلامية تجاه قضايا العصر، ما يستدعي منا العمل على غرس بذور المعرفة والثقافة الفكرية، وبناء نظم تعليمية متميزة وإنجازات علمية بارزة. احترام الاختلاف وذكرت الكعبي: لقد آمنت الإمارات بأن السلام والتسامح مفتاح التنمية المستدامة، وباحترام الاختلاف وتقبل الآخر تعيش المجتمعات بخير وأمان، وبالتعاون والتكاتف نستطيع استئناف حضارتنا وإعادة أمجاد ثقافتنا، ويمثل صون التراث الإسلامي العريق ركناً أساسياً في رؤيتنا للحفاظ على الحضارة العربية والإسلامية. وأوضحت، تمثل المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الصوت الجماعي المعبر عن 54 دولة، وتجمع شعوبنا مشتركات دينية وحضارية وإنسانية، وتقع على عاتقنا مسؤوليات جسام، تتلخص في وضع رؤية موحدة، ومنهجية واضحة، تعزز حضور هويتنا الإسلامية المؤثرة في الساحة الدولية من خلال بناء القدرات، وتبني أفضل الممارسات، وتسخير التقنيات التكنولوجية في خدمة مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال. وأشارت الكعبي إلى أن الاستثمار في الأجيال القادمة ورفدها بأدوات المستقبل شرط أساسي للوصول إلى تنمية ثقافية فاعلة ومستدامة، وقد حرصت الإمارات على توفير منصات تعليمية مجانية للأفراد المهتمين بتطوير مهاراتهم الرقمية، إذ أطلقت الإمارات الأسبوع الماضي، أكبر مشروع عالمي لتعليم البرمجة يستهدف 5 ملايين شاب، في 50 دولة حول العالم، كما أصبح تحدي القراءة العربي مصدر إلهام لملايين الطلاب حول العالم، حيث استقطب التحدي في دورته الماضية 13.5 مليون طالب وطالبة، من 49 دولة عربية، وغير عربية، ونحتاج إلى مئات المبادرات مثل تحدي القراءة العربي، وتحدي الترجمة، ومدرسة، وغيرها من المبادرات التي تنمي مهارات التعليم الذاتي، والتفكير التحليلي، وتوسع مدارك الطلاب. وأكدت التزام الإمارات بدعم الرؤية والاستراتيجية الجديدة «للإيسيسكو» لترسخ مكانة المنظمة منارة حضارية، ومنصة فعالة للعمل الإسلامي المشترك في المجالات الثقافية والعلمية والتربوية، قائلة: «آمل أن يكون اجتماعنا اليوم، في أبوظبي بداية نحو عمل مشترك يوحّد جهودنا، ويعزز من حضور ثقافات وفنون شعوبنا على الساحة الدولية». مرحلة جديدة وقال الدكتور سالم بن محمد المالك، نلتقي في هذه الدورة، لنستقبل مرحلة جديدة نتطلّع جميعاً إلى أن تلبي فيها أعمالنا آمالَنا، وأنْ نتحمّل فيها الأمانة بعزم لا يُفل، بعد أن وقفنا على ما تم تحقيقه في المرحلة السابقة واستخلصنا منها الدروس والعبر، ولا بد لنا أن نمضي قدماً نستشرف آفاق المستقبل،ونرسم مسارات جديدة لعملنا ونجعل التجديد والابتكار منهاجنا في مواكبة التحولات التي نلحظها والتغيرات التي نعايشها. وتابع في إطار هذه الرؤية الجديدة، نريد أن تكون «الإيسيسكو» منظمة حديثة مرتبطة بالأصل ومنفتحة على العصر، مشعة إقليمياً ومؤثرة دولياً؛ منظمة تشخص النقائص وتلبي الاحتياجات، وتعايش واقع الدّول الأعضاء وشعوبها والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء، نريدها أن ترقى إلى أعلى المستويات في كينونتها الداخلية وأنظمتها الأساس، وفق مرجعية إطارية قانونية وإجراءات إدارية ومالية حديثة وأتمتة شاملة لمنظومات عملها.وأضاف لقد توخينا منهج استقْطاب جديداً جذّاباً للكفاءات وصانعاً للقيادات، وأخذنا على عاتقنا تعزيز الثوابت والأركان التي عليها قام عالَمنا الإسلامي، فكراً وثقافة وحضارة، متجنّبين الخوض في ما لا يدخل في اختصاصاتنا من قضايا دعويّة، أو سياسية، ولأن الإعلام الجديد أضحى من أهم قنوات التّواصل، طوّرنا جهاز المنظّمة الإعلامي، من خلال بناء موقع إلكتروني جديد في تصميمه، ومضامينه، واستثمار وسائل التّواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد ممكن من شعوب عالمنا الإسلامي. عقب ذلك تم عرض فيديو موجز عن عدد من المبادرات النابعة من رؤية المنظمة الاستشرافية الجديدة. مسؤولية جسيمة قال أبوبكر دوكوري: مسؤولية مجلسنا التنفيذي جسيمة فهو بيت خبرة العالم الإسلامي، وسنتداول خطط عمل لقرارات مهمة تتعلق بالدعم التخصصي للدول الأعضاء، كما أثنى على قيادة المنظمة الحالية، موجهاً تحياته إلى الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً، قائلاً إن المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المؤسس العظيم لهذه الدولة المزدهرة دخل التاريخ من أوسع أبوابه، وإن ما تنعم به الإمارات هو من بركة حكيم العرب، طيب الله ثراه. الدكتور علي زيدان أبوزهري، لفت إلى أن الاجتماع يمثل محفلاً ثقافياً وعلمياً لتداول القضايا ولمواكبة التطورات بما يليق بحضورنا الإسلامي، موضحاً أن انعقاد المجلس يأتي بالتزامن مع ظروف صعبة تمر بها الأمة الإسلامية، ومنها فلسطين التي تواجه صفقة القرن والقدس التي تتعرض لاستهداف الذاكرة والمكونات، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال تقبع تحت الاحتلال. عقب ذلك تم تسليم جائزة «الإيسيسكو» في مجال محو الأمية والتعليم غير الرسمي لمصلحة منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية للفائز مركز عرفة من جمهورية تشاد، أما جائزة «الإيسيسكو» للمواد التربوية الرقمية المفتوحة دورة 2018 ففازت فيها عدة جهات، هي وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين مبادرة مكتبتي الرقمية، ومنصة ينبع الرقمية لمراكز مصادر التعليم هيفاء أحمد الحربي وهانية عبد الرزاق فطاني من السعودية، ثم صفا حق من بنجلاديش عن مشروع تحسين مهارات التواصل الشفهي، ثم وزارة التربية الوطنية في السنجال عن مشروع الموارد الرقمية للجميع. تعديل اسم «الإيسيسكو» اعتمد المجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) تغيير اسم المنظمة إلى: منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).وفي وثيقة مشروع تغيير الاسم، أشارت الإدارة العامة للإيسيسكو إلى أن المقصود من «العالم الإسلامي» في الاسم المقترح، هو ذلك الفضاء الحضاري الذي يأخذ بعين الاعتبار البعد العالمي في كل المناطق التي يوجد فيها مسلمون أو أقليات مسلمة، أو مناطق ساهمت بشكل أوبآخر، في بناء أو إغناء الرصيد الحضاري المشترك لهذه المناطق. وهو بذلك ليس مفهوماً ثابتاً وجامداً، بل هو مفهوم مرن ومندمج وقابل للانفتاح والتمدد.
مشاركة :