قال قيادي في حزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض إن حزبه يُعدّ «الأكثر تأهيلاً» لتقديم عرض سياسي جديد للمغاربة، الذين سئموا بنظره من «الكذب والشعبوية المقيتة».ودعا عبد السلام بوطيب، مرشح الأمانة العامة للحزب، إلى عقد مناظرة بين جميع المرشحين «حتى يتمكن المتنافسون من عرض رؤيتهم السياسية، وخطتهم التنظيمية لتسيير الحزب في المرحلة المقبلة أمام أعضاء الحزب والمغاربة، وحتى تعطى دلالة للمؤتمر العام للحزب المقرر تنظيمه في 7 فبراير (شباط) المقبل».ويعقد «الأصالة والمعاصرة»، الذي يُعدّ ثاني أكبر الأحزاب السياسية المغربية من حيث عدد المقاعد في البرلمان، بعد حزب «العدالة والتنمية»، مؤتمره العام في أجواء مشحونة وخلافات حادة بين قيادييه، قسمته إلى تيارين.وتتطلع الأنظار إلى المؤتمر العام الرابع للحزب، وما إذا كان سيفرز قيادة جديدة تخرجه من «عباءة السلطة»، التي ظلت تطارده، أو ما سماها أحد قياديي الحزب نفسه بـ«خطيئة الميلاد»، ذلك أن الحزب هو أحد الأحزاب التي أسستها الدولة عام 2008 لكبح تقدم حزب «العدالة والتنمية»، ذي المرجعية الإسلامية، نحو الحكم. إلا أنه لم يفلح في ذلك، حيث أسهمت احتجاجات الربيع العربي عام 2011 في تحجيم دوره في المشهد السياسي، كما ظل الحزب «يفتقر إلى قيادة تتمتع بالمصداقية»، حسب أحد المحللين.في سياق ذلك، قال بوطيب في رسالة وجهها إلى حكيم بن شماس، الأمين العام الحالي للحزب، وإلى رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، سمير جودار، إن الظروف التي يمر بها حزبه «هي ظروف أزمة قلما يختار حزب ما عقد مؤتمره في ظلها، مما يعطي الانطباع لدى عامة المواطنين والمتتبعين لشأن حزبنا بأنه مؤتمر انقلابي لتغير اسم باسم، وأسماء بأخرى، ولنيل مآرب بئيسة، تثير الاشمئزاز من طالبها».وأضاف القيادي الحزبي أن المغرب «يحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى حزب جدي، تقدمي، يقدم للمغاربة عامة عرضاً سياسيا جديداً»، معتبراً حزبه «الأصالة والمعاصرة»، «الأكثر تأهيلاً لتقديم هذا العرض السياسي الجديد عبر التنفيذ السياسي والحقوقي لتوصيات هيئة الإنصاف وللمصالحة، بغية تحقيق الحرية والعدالة والكرامة، التي يتوق إليها المغاربة برمتهم».في غضون ذلك، أوضح بوطيب أن «المغاربة سئموا من العزف على أوتار آلامهم الاقتصادية والاجتماعية، كما سئموا من الكذب والشعبوية المقيتة، التي لم تعد تطيل صبر أحد»، مشيراً إلى أن الشباب المغربي لم يعد يستوعب «الخطابات التقليدية التي تنهل من معين تاريخ المقاومة، ولا من معين تاريخ اليسار، ولا من معين الإسلام السياسي، ولا من معين الخطاب القومي البائد»، بل يحتاج، بنظره، إلى عروض جديدة في السياسة والاقتصاد والثقافة.وترشح لمنصب الأمين العام للحزب كل من محمد الشيخ بيد الله، الوزير السابق ورئيس مجلس المستشارين السابق، الذي سبق أن شغل المنصب ذاته عام 2009، والنائب عبد اللطيف وهبي الذي قاد تيار «المستقبل» المناوئ للأمين العام الحالي، وعبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل، والمكي الزيزي المستشار البرلماني السابق.
مشاركة :