شارك سكان خاضعون للحجر الصحي في مدينة ووهان الصينية مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لمعركتهم ضد الحمى، لرفع معنويات الآخرين، في الوقت الذي تحارب فيه الصين تفشّي فيروس “كورونا” المتفاقم. وعُرفت المدينة، وهي موطن لنحو 11 مليون فرد، بكونها مركزا لتفشي الفيروس القاتل، الذي انتشر في جميع أنحاء العالم. وبهذا الصدد، تم إخبار السكان بالبقاء في منازلهم بينما تبذل السلطات جهودا مكثفة للسيطرة على تفشي المرض. وكشف فيديو نُشر في تغريدة على تويتر أن أفضل دواء هو الغناء، حيث قام السكان بغناء النشيد الوطني وهتفوا “ووهان، يمكنك تجاوزها (تخطي الأزمة)!”، من شرفات منازلهم. من جانب آخر، استغل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مخاوف الناس من الانتشار الواسع لفيروس كورونا لإطلاق معلومات مضللة، الأمر الذي دفع منصات التواصل للبحث عن سبل لمكافحة هذا المحتوى السيء. التغريدات ومقاطع الفيديو -التي يوجد آلاف منها على موقع التواصل الاجتماعي- تحاول نشر العنصرية ضد الصينيين وتسعي مواقع فيسبوك وغوغل وتويتر جاهدة لمنع تفشي نوع آخر من الأمراض المتمثل في موجة من الأخبار المضللة حول المرض الفتاك. ويكافح عمالقة وادي السيليكون الثلاثة للتقليل من المعلومات الصحية الخطيرة، بما في ذلك المنشورات والصور ومقاطع الفيديو التي تسعى إلى إخافة الناس من اللقاحات. وتواجه الشركات اختبارا كبير في أعقاب وباء محتمل، الآن بعد أن تسبب فيروس كورونا في إصابة 4600 شخص في الصين، مما أسفر عن مقتل 106 أشخاص على الأقل. ويحاول فيسبوك وزملاؤه مقاومة نظريات المؤامرة المنتشرة، بما في الخدعة التي تدعي خطأً أن المسؤولين الحكوميين الأميركيين قاموا سراً بالحصول على براءة للقاح يشفي من هذا المرض. وانتشرت المعلومات الخاطئة عبر مجموعات مغلقة على فيسبوك، وهي قنوات يصعب على الباحثين مراقبتها في الوقت الفعلي. كما انتشرت نظرية أخرى تقول إن الصين وراء نشر المرض لتقليل عدد السكان. من جانبه، بدأ تويتر الاثنين في توجيه المستخدمين الأميركيين الذين يبحثون عن علامات التصنيف المرتبطة بفيروس كورونا إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وقال موقع يوتيوب المملوك لشركة غوغل إنه أطلق خوارزمية تجعل الأولوية للمصادر الأكثر مصداقية. ومع ذلك، هناك عدد من مقاطع الفيديو تحظى بمشاهدات قياسية، بما في ذلك مقطع فيديو شوهد أكثر من نصف مليون مرة يحتوي على معلومات مشكوك فيها حول أصل الفيروس ووسائل انتقاله. يكافح عمالقة وادي السيليكون الثلاثة للتقليل من المعلومات الصحية الخطيرة، بما في ذلك المنشورات والصور ومقاطع الفيديو التي تسعى إلى إخافة الناس من اللقاحات ويقول خبراء إن تفشّي الأمراض بشكل كبير يهدد بأن يكون بمثابة أرض خصبة لمزيد من المعلومات الضارة. وقال أندي ستون المتحدث باسم فيسبوك في بيان “هذا الموقف يتطور بسرعة”. وأشار فرهاد شادلو، المتحدث باسم موقع يوتيوب، إن الشركة “تستثمر بكثافة لرفع محتوى موثوق به على موقعنا وتقليل انتشار المعلومات الخاطئة على موقع يوتيوب”. وعلى تويتر، شارك بعض المستخدمين الذين لديهم متابعات كبيرة مزاعم لا أساس لها من الصحة تؤكد أن كورونا قد انتشر بسبب العادات الغذائية الصينية. وقال الخبراء إن التغريدات ومقاطع الفيديو -التي يوجد آلاف منها على موقع التواصل الاجتماعي- تحاول نشر العنصرية ضد الصينيين، في وقت لم يشر فيه العلماء بعد إلى أصل محدد للعدوى. ورداً على ذلك، أشارت المتحدثة باسم تويتر كاتي روسبروث إلى سياسات الموقع التي تمنع الناس من تنسيق الجهود لتضليل المستخدمين.
مشاركة :