مصدر الصورةGetty ImagesImage caption تقوم إسرائيل ببناء المستوطنات في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة عند الحديث عن عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ، فإن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة كانت ولا زالت واحدة من أصعب القضايا التي يجب حلها. وتعتبرها معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "غير قانونية لأنها تخالف القوانين الدولية التي تحكم الأراضي المحتلة، أما إسرائيل فلا توافقها الرأي. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبرها مخالفة للقانون الدولي. سواء كانت المستوطنات شرعية أم لا، فقد كانت تنمو باستمرار. وهنا، نعرض كيف تغيرت المنطقة منذ الحرب الإسرائيلية - العربية في عام 1967. (مناطق خاضعة لإسرائيل بالون الأزرق، والضفة الغربية باللون الأصفر). ألقِ نظرة على الخرائط الست لترى كيف نمت المستوطنات منذ أن احتلت إسرائيل المنطقة منذ أكثر من 50 عاماً. تمثل النقاط الزرقاء المستوطنات التي تحظى بموافقة رسمية من جانب الحكومة الإسرائيلية. وهناك أيضاً مستوطنات غير رسمية، تُعرف بالبؤر الاستيطانية، ولم يتم تضمينها. صفقة القرن: هل تنجح الخطة الأمريكية للسلام في إنقاذ ترامب ونتنياهو سياسيا؟ صفقة القرن: ترامب يعلن خطته للسلام ويقول إنها "ربما تكون فرصة أخيرة" للفلسطينيين قرار واشنطن حول المستوطنات الإسرائيلية يقوّض إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام صفقة القرن: الفلسطينيون في مخيمات لبنان يجمعون على رفضهاImage caption خريطة للمستوطنات الإسرائيلية ومراحل نموها في الضفة الغربية بين عامي 1997 و 2018. Image caption خريطة للمستوطنات الإسرائيلية ونموها في الضفة الغربية بين عامي 1997 و 2018. يعيش ثلاثة ملايين شخص في رقعة صغيرة من الضفة الغربية ، 86 في المئة منهم فلسطينيون، و 14 في المئة (427800 شخص) منهم مستوطنون إسرائيليون. إنهم يعيشون في تجمعات منفصلة عن بعضها البعض في معظم الحالات. أقيمت الكثير من المستوطنات الإسرائيلية في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. أما خلال العقدين الماضيين، تضاعف عدد سكان المستوطنات. تُظهر صور الأقمار الصناعية كيف نمت المستوطنات مع مرور الوقت. ففي عام 2004 كان في مستوطنة جفعات زئيف حوالي 10 آلاف مستوطن. أما الآن ففيها 17 ألف مستوطن. توسعت غرباً بإضافة منازل جديدة وكنيساً واحداً ومركزاً للتسوق. تختلف المستوطنات في الحجم ، ففي بعضها، يعيش فيها بضع مئات من المستوطنين. وأكبرها هي مستوطنة موديعين عيليت التي تضم حوالي 73080، مستوطناً. في السنوات الـ 15 الماضية تضاعف عدد سكانها ثلاثة أضعاف. وقامت حركة "السلام الآن" (وهي مجموعة قامت بحملة تعارض المستوطنات) بجمع هذه البيانات. حتى إذا لم يتم بناء المزيد من المستوطنات الإسرائيلية ، فإنها ستستمر في النمو بسبب معدل المواليد المرتفع. أما معدل المواليد بين الفلسطينيين فأقل بكثير. وحالياً، معدل المواليد لدى المستوطنين الإسرائيليين أكثر من سبعة أطفال للأسرة الواحدة. وهذا يمثل أكثر من ضعف المعدل في إسرائيل ، حيث يبلغ متوسط عدد الأطفال 3.1 طفل لكل أسرة. مقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي، الذي يبلغ المتوسط فيه 1.58 طفل لكل امرأة. وتتميز مستوطنة موديعين عيليت بمعدل خصوبة أعلى من أي مدينة في إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية بمتوسط 7.59 طفل لكل أسرة. وفي الوقت الحالي، تنجب الأمهات الفلسطينيات في الضفة الغربية أطفالاً أقل من أي وقت مضى، ويبلغ متوسط عدد الأطفال 3.2 طفل لكل أسرة. وعلى الرغم من ذلك، فإن تأثير هذا التباين لن يظهر قبل جيل واحد على الأقل.Image caption النساء الإسرائيليات في مستوطنات الضفة الغربية ينجبن أطفال أكثر من النساء الفلسطينيات المستوطنات مبنية على أراض يطالب بها الفلسطينيون من أجل إقامة دولتهم المستقبلية عليها، جنباً إلى جنب إسرائيل. و يقولون إنهم لا يستطيعون بناء هذه الدولة ما لم تتم إزالة جميع المستوطنات.لماذا يريد الإسرائيليون العيش في الضفة الغربية؟ ينتقل بعض الإسرائيليين إلى المستوطنات لأن الإعانات المقدمة من الحكومة الإسرائيلية توفر لهم سكناً بأقل كلفة، وبالتالي التمتع بمستوى معيشي أفضل. كما ينتقل البعض إلى هناك للعيش في مجتمعات دينية متشددة، ويعتقدون أن الله منح اليهود هذه الأرض وعليهم الاستقرار فيها بحسب ما جاء في كتابهم المقدس (التوراة). ثلث المستوطنين في الضفة الغربية هم من الأرثوذكس المتشددين. وغالباً ما يكون حجم الأسر فيها كبيراً وأكثر فقراً. لذلك فإن مستوى المعيشة يعد عاملاً أساسياً أيضاً.مصدر الصورةGetty ImagesImage caption يزعم العديد من المستوطنين أن الله منح تلك الأرض لليهود ولكن الفلسطينيين يرون ذلك تطرفاً يهودياً لكن بعض المستوطنين يرون أن الإقامة في الضفة الغربية مهمة عقائدية، بمعنى أنهم يعتبرونها أرض أجدادهم اليهود. وبحسب منظمة "السلام الآن"، فإن المستوطنين في الضفة الغربية يتوزعون على الفئات الثلاث بالتساوي.من يريد حل الدولتين؟ قليلون هم من يؤيدون فكرة تقسيم هذه الأرض إلى بلدين مستقلين. في عام 2006 ، قال 71 في المئة من الفلسطينيين و 68 في المئة من الإسرائيليين أنهم يؤيدون هذه الفكرة. في عام 2018 ، تراجعت النسبة لتصبح 43 في المئة فقط بين الفلسطينيين، و 49 في المئة بين الإسرائيليين. أما عدد الشباب الذين يدعمون فكرة تقسيم الأرض إلى بلدين مستقلين فأقل من النسب أعلاه. في إسرائيل، فقط 27 في المئة ممن يتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً، يقولون إنهم يؤيدون فكرة حل الدولتين.من أين تم الحصول على البيانات والاستطلاعات أعلاه؟البيانات السكانية للمستوطنات من مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي ومعهد القدس لدراسات إسرائيل، تم تجميعها في مجموعة بيانات من قبل منظمة "السلام الآن".البيانات المتعلقة بمعدلات الخصوبة مأخوذة من الجهاز المركزي للإحصاء الإسرائيلي والمكتب المركزي الفلسطيني للإحصاء. تقديرات حول معدل الخصوبة لمجتمعات المستوطنين كتبها ينون كوهين ويوسف حايم يروشالمي، وهو بروفيسور في الدراسات اليهودية والإسرائيلية في جامعة كولومبيا.بيانات المسح عن المواقف تجاه حل الدولتين مأخوذة من "النبض الفلسطيني الإسرائيلي" ، وهو استطلاع مشترك أجراه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والاستطلاعات ومعهد الديمقراطية الإسرائيلي ومركز تامي شتاينمتس لأبحاث السلام، جامعة تل أبيب.ماذا يقول مراسل الشؤون الدفاعية والدبلوماسية في بي بي سي؟ حتى الوقت الراهن، كان من المقرر أن تُترك جميع جوانب اتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني الصعبة (ما يسمى قضايا الوضع النهائي، مثل الحدود ومستقبل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ووضع القدس على المدى الطويل ومصير اللاجئين الفلسطينيين) لإجراء محادثات وجها لوجه بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم. ولكن ليس بعد الآن. الاتفاق الذي اقترحه الرئيس ترامب وأيده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحماس يؤطر جميع هذه القضايا لصالح إسرائيل. لم يكن الفلسطينيون غائبين فقط عن هذا الاجتماع (فقد قاطعوا إدارة ترامب منذ أن نقل سفارة بلاده من جانب واحد إلى القدس) بل تم عرض المشروع عليهم في نهاية المطاف مرفقاً بإنذار (قبول معايير ترامب أو غيره) ومُنحوا حوالي أربع سنوات للتأقلم معه.Image caption دعم حل الدولتين تضاءل تدريجياً على الرغم من أن الرئيس ترامب يعرض على الفلسطسنيين دولة، إلا أنها ستكون دولة مقطوعة الأوصال. لن يتم طرد المستوطنين اليهود منها، ومن الواضح أن السيادة الإسرائيلية ستمتد لتشمل الأبنية الاستيطانية ووادي الأردن. قد يكون للفلسطينيين عاصمة في ضواحي القدس الشرقية. إلا أن هذا العرض هو " إما أن تقبل بها أو ترفضها" سيخيب آمال الكثير من الطلاب القدامى في المنطقة. والسؤال المطروح الآن هو، ليس ما الفائدة التي قد تجلبها هذه الصفقة، ولكن مقدار الضرر الذي قد يحدثه عن طريق التغلب على تطلعات الفلسطينيين. قطع الفلسطينيون التواصل مع إدارة ترامب منذ ديسمبر/كانون الأول 2017 ، في أعقاب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب. ومنذ ذلك الحين، أنهت الولايات المتحدة مساعداتها للفلسطينيين ومساهماتها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية مايك بومبيو إن الولايات المتحدة تخلت عن موقفها المستمر منذ أربعة عقود، وهو أن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لا تتفق مع القانون الدولي. ما هي القضايا المستعصية؟ من بين جميع النزاعات في الشرق الأوسط، كان الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين الأكثر صعوبة. وعلى الرغم من أن الجانبين وقعا اتفاق سلام في عام 1993 ، إلا أنهما كما كانا منذ أكثر من ربع قرن، إذ لم تتطور الأوضاع بينهما. القدس: لكل من إسرائيل والفلسطينيين مطالب متباينة فيما يتعلق بالقدس. إذ تعتبر إسرائيل، القدس بشطريها الغربي والشرقي (كان الجزء الشرقي يخضع لسيطرة الأردن عام 1967) عاصمة لها, أما الفلسطينيون فيصرون على أن القدس الشرقية (موطن حوالي 350 ألف فلسطيني) عاصمة مستقبلية لدولتهم. الدولة الفلسطينية: يريد الفلسطينيون دولة مستقلة خاصة بهم، تضم الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية. لقد قبل رؤساء الوزراء الإسرائيليون علانية فكرة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، لكنهم لم يتفقوا على شكل هذه الدولة. وقال بنيامين نتنياهو إن أي دولة فلسطينية يجب تجريدها من السلاح بصلاحيات لحكم نفسها بنفسها ولكن ليس كتهديد لإسرائيل. الاعتراف: تصر إسرائيل على أن أي اتفاق سلام يجب أن يشمل الاعتراف الفلسطيني على اعتبار إسرائيل "دولة قومية للشعب اليهودي" ، بذريعة أنه بدون هذا، سيستمر الفلسطينيون في الضغط على مطالبهم الوطنية بالأرض ، مما سيتسبب في استمرار النزاع. ويقول الفلسطينيون إن ما تطلقه إسرائيل على نفسها أمر يخصها، لكن الاعتراف بها كدولة يهودية سيكون تمييزاً ضد السكان العرب من أصل فلسطيني في إسرائيل ، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو دروز. الحدود: لدى كلا الجانبين أفكارٌ مختلفة بشكل جوهري عن المكان الذي ينبغي أن تكون حدود الدولة الفلسطينية المحتملة فيه. ويصر الفلسطينيون على الحدود القائمة على خطوط وقف إطلاق النار التي تفصل بين إسرائيل والقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة بين عامي 1949 و 1967. أما إسرائيل فتصر على أن هذه الخطوط لا يمكن الدفاع عنها عسكرياً ولم تكن تهدف يوماً إلى أن تكون دائمة. لكنها لم تذكر أين يجب أن تكون حدودها، بخلاف توضيح حدودها الشرقية التي قالت إنها يجب أن تكون على طول نهر الأردن. المستوطنات: منذ عام 1967 ، شيدت إسرائيل حوالي 140 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية ، بالإضافة إلى 121 بؤرة استيطانية (مستوطنات بنيت دون إذن من الحكومة). ويعتبر معظم المجتمع الدولي تلك المستوطنات غير شرعية، رغم أن إسرائيل تعارض ذلك. ويقول الفلسطينيون إنه يجب إزالة جميع المستوطنات حتى تكون الدولة الفلسطينية قابلة للحياة . أما نتنياهو، فلم يتعهد فقط بعدم إزالتها بل وإخضاعها للسيادة الإسرائيلية أيضاً. اللاجئون: تقول الأمم المتحدة إن وكالاتها تدعم حوالي 5.5 مليون لاجئ فلسطيني في الشرق الأوسط (تقول السلطة الفلسطينية أن هناك ما يصل إلى 6 ملايين) ، بما في ذلك أحفاد أولئك الذين فروا أو طردوا من قبل القوات اليهودية مما أصبح لاحقاً دولة إسرائيل في فترة ما بين عامي 1948 و1949. ويصر الفلسطينيون على حقهم في العودة إلى ديارهم السابقة ، لكن إسرائيل تقول إن ذلك ليس من حقهم، مشيرة إلى أن مثل هذه الخطوة ستطغى عليها ديموغرافياً وتحول دون تحقيق دولة يهودية.
مشاركة :