في مثل هذا اليوم 30 يناير 1982 توفي رفعت علي سليمان الشهير بـ"رأفت الهجان" الذي تحولت قصته إلى أسطورة بعد أن كشفت المخابرات المصرية عن قصته، حيث تم إنتاج مسلسل درامي يحمل اسمه، وقامت المخابرات المصرية بزرع "الهجان" داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث أمدهم بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل.واستطاع "الهجان" الانخراط في المجتمع الإسرائيلى بعد فترة تدريب في مصر ومخالطة الرعايا اليهود بالإسكندرية، والعمل بشركة مملوكة لثرى يهودى، كما أسس شركة سياحية تنشأ صغيرة ثم تكبر شيئا فشيئا، حتى يكون أحد رجال المجتمع بتل أبيب، وأصبح "الهجان" صديقا مقربا لموشى ديان، وعزرا فايسمان، وجولدا مائير، حتى كاد أن يترشح لعضوية الكنيست، وبعد نهاية مهمته تزوج ثرية ألمانية تدعى "فراو فالتراوت".ولد "الهجان" 1 يوليو 1927 حيث كان والده يعمل بتجارة الفحم، ووالدته ربة منزل من أسرة مرموقة وتجيد الإنجليزية والفرنسية، وشقيقاه هما لبيب ونزيهة بالإضافة إلى أخ غير شقيق هو سامى، وفى 1936 انتقلت أسرته للقاهرة.لم يهتم الهجان في شبابه بالدراسة حيث كان يميل إلى المسرح والسينما فألحقه أخوه بمدرسة التجارة فتخرج في 1946 وبدأ العمل في شركة بترول في رأس غارب، ونتيجة لعدم انضباطه فصل وانتقل للإسكندرية، وهناك خالط اليونانيين واليهود والفرنسيين، وأتقن اللغة الفرنسية كأهلها وعمل على مركب شحن، ليغادر البلاد لأول مرة إلى نابولى ومارسيليا بجوازات سفر مزورة للفرار من الملاحقة الأمنية بعد تورطه في "مقامرات فاشلة" إلا أن أمره اكتشف سريعا فتم ترحيله إلى مصر، كما منع من دخول بعض الموانئ بعد النصب على البحارة والمسافرين.وأثناء عرضه على النيابة لفت نظر أحد الضباط العاملين بالمخابرات، ورأى فيه القدرة على خداع الآخرين في الوصول لشخصيته الحقيقية وهى مواصفات جيدة لـعميل مخابراتى فقدمه لضابط المخابرات المسئول وتم زراعته في إسرائيل، وفى 1965 تبدأ رحلة الهجان التي استمرت 17 عاما داخل تل أبيب.