إسطنبول - استنكرت تركيا بشدة الخميس تمزيق نائب يوناني في البرلمان الأوروبي العلم التركي خلال جلسة برلمانية، منددةً بتصرف "عنصري" من شأنه تصعيد التوتر بين أنقرة وبروكسل. وخلال نقاش حول حالة المهاجرين في الجزر اليونانية مساء الأربعاء في البرلمان الأوروبي، قام النائب الأوروبي المستقل يوانيس لاغوس بانتقاد تركيا قبل أن يرفع ورقة طبعت عليها صورة للعلم التركي، ويمزقها. وقال خلال ذلك "لا تحرصون إلا على عدم مضايقة تركيا، التي أغرقتنا بعدد لا حصر له من المهاجرين. والعلم التركي علم ملطخ بالدم. الشيء الوحيد الذي يجب القيام به هو أن نقول أخرجوا أيها الأتراك". وردت تركيا بغضب على لسان وزير خارجيتها مولود تشاوش أوغلو الذي كتب على تويتر "العقول العنصرية تعرف أننا نكسر أصابع من يقتربون من علمنا... ليتعلم أطفال أوروبا المدللون أن يعرفوا مكانهم. يجب أن تقول أوروبا "كفى" للعدائية تجاه الإسلام". وأضاف "ننتظر من الاتحاد الأوروبي أن يقوم بما هو مناسب إزاء هذا المهرج". وحاول مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ناتشو سانشيز أمور الذي أجرى الأسبوع الماضي أول زيارة له إلى هذا البلد، أن يهدئ التوتر على تويتر. وكتب في تغريدة "لا شيء يبرر تمزيق علم...هذا عمل مؤسف. خطاب اليمين المتطرف الاعتيادي الكاره للإسلام غير مرحب به في بروكسل". ويأتي ذلك فيما وجهت أثينا أصابع الاتهام إلى أنقرة بعدم القيام بواجباتها كما يجب في الحد من تدفق المهاجرين من أراضيها. وأعلن وزير الدفاع اليوناني نيكوس باناجيوتوبولوس أن البلاد تعتزم اختبار حواجز بحرية عائمة بحيث تكون عائقا أمام وصول المهاجرين القادمين من تركيا إلى الجزر اليونانية ببحر إيجه. وتكافح اليونان لاستيعاب عشرات الآلاف من المهاجرين الذين تتقطع بهم السبل في جزر بحر إيجه. وبدأ الوضع في التدهور سريعا مع ارتفاع عدد القادمين منذ أبريل. وبعد أزمة غير مسبوقة في عام 2015 بين أنقرة وبروكسل ناتجة عن تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى أوروبا، توصل الاتحاد الأوروبي في عام 2016 إلى اتفاق مثير للجدل مع تركيا حول الهجرة، سمح بانخفاض أعداد الهاربين سراً إلى أوروبا. لكن عدد الواصلين إلى الجزر اليونانية ارتفع من جديد في الأشهر الأخيرة، حيث عادت اليونان من جديد في عام 2019 لتكون الممر الرئيسي للمهاجرين واللاجئين نحو أوروبا. وسبق لأردوغان أن هدد بإغراق البلدان الأوروبية بالمهاجرين السوريين في حال لم يقدم له التكتل الأوروبي الدعم المالي أو معارضة تدخله عسكريا ضد الأكراد في شمال سوريا. كما أراد أردوغان إعادة نفس السيناريو في ليبيا حيث هدد الأوروبيين بتدفق إرهابيين إليهم عبر المتوسط في حال عدم الوقوف إلى جانب خياره بحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج والتي يهيمن عليها الإسلاميين وتساعدها ميليشيات ومتشددين للقتال ضد الجيش الوطني الليبي في طرابلس. وخرج الرئيس الفرنسي أمس الأربعاء عن صمته عند استقباله رئيس الوزراء اليوناني، حيث وجه انتقادات لاذعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلا إنه يقوم بأنشطة خطيرة في ليبيا تتناقض كليا مع إلتزامه خلال مؤتمر برلين الذي عقد في ألمانيا لبحث الأزمة الليبية، في إشارة إلى المرتزقة والأسلحة التي ترسلها تركيا إلى ليبيا لدعم حومة الوفاق والميليشيات التابعة لها في طرابلس. كما ارتفع التوتر بين تركيا والدول الأوروبية ولا سيما اليونان على خلفية مساعي أنقرة للتنقيب عن الغاز في مياه جزيرة قبرص. وتدخلها في ليبيا لتعزيز اتسراتيجية فرض نفوذها في المنطقة الغنية بالموارد النفطية. ويندد الاتحاد الأوروبي دائماً بعمليات التنقيب التي تقوم بها أنقرة في شرق المتوسط، ويعتبرها "غير قانونية".
مشاركة :