«العمى».. الأنظمة الديكتاتورية تفتقد إلى البصيرة

  • 1/31/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: علاء الدين محمود نظم صالون القراءة في ندوة الثقافة والعلوم، في دبي، أمس الأول، جلسة نقاشية حول رواية «العمى» للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو، «1922 2010» الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1998، بمشاركة عائشة سلطان عضو مجلس إدارة الندوة رئيس اللجنة الثقافية، ود. مريم الهاشمي، والكاتبة فتحية النمر، والمهندسة هالة عادل. ذكرت عائشة سلطان أن «العمى»، تعتبر من أهم الروايات التي صدرت في نهاية تسعينات القرن الماضي؛ لثراء موضوعاتها، وتكنيكها السردي، وهي من أعمال الديستوبيا المعاصرة. وأشارت إلى الترميز العالي في الرواية، التي اتخذت من العمى دلالة على التخبط الفكري وغياب منظومة القيم؛ فالكاتب كان يحمل أفكاراً ماركسية؛ وقام بإسقاط موقفه السياسي والفلسفي داخل النص الروائي، فوجه نقداً عنيفاً للديمقراطية الغربية، لذلك اعترضت الحكومة البرتغالية على ترشيحه لنوبل للأدب، خوفاً من التيارات والمذاهب الدينية، مما أغضبه فغادر إلى جزر الكناري. ولفتت سلطان إلى أن «العمى»، صدرت بعد «الإنجيل يرويه المسيح»» التي حاربتها السلطات البرتغالية، وكان لذلك الموقف ظلاله الكثيفة في «العمى». و قدمت هالة عادل إضاءات حول «ساراماجو» وأكدتأن أهمية تجربته تكمن فيما قدمه للوسط الأدبي العالمي من مؤلفات أثرت المكتبة الأدبية؛ فانتشرت أعماله في شتى بقاع العالم، وترجمت إلى أكثر من 25 لغة. وأوضحت عادل أن فكرة الرواية مطروقة، فأول من استخدمها هو الإنجليزي «هربرت ويلز»، في «وادي العميان»، غير أن الرمزية في «العمى»، كانت أكثر عمقاً، بدلالاتها؛ حيث عمل «ساراماجو»، على تعرية المجتمع عبر النقد الذي وجهه للنظم الدكتاتورية المتسببة في انتشار الجهل، والذي هو العمى الذي يقصده «ساراماجو». بينما تجولت الكاتبة فتحية النمر في أجواء وفضاءات الرواية، وتوقفت عند عتبة العنوان، وأبرزت المفارقة المتمثلة في أن العمى لا يعتبر وباءً، ولكن الكاتب برمزية عالية قصد الإشارة إلى انتشار الديكتاتوريات، وفقدان الحرية، وهي النقطة الأساسية في كل أعمال ساراماجو، والرواية حفلت بالوصف والإسهاب وجاءت لغتها متدفقة وسلسلة وجميلة. وشددت النمر على أن الرواية رغم واقعيتها، فإنها تؤكد على الخيال الخصب الذي يتمتع به الكاتب، فهو لم يقدم محاكاة، بل اقترح واقعاً جديداً. من جانبها، ذكرت مريم الهاشمي أن المؤلف استطاع أن يسيطر على انتباه القارئ منذ المشهد الأول، وجاءت الرواية وكأنها عمل مرئي أكثر منه كتابياً، تتيح للقارئ أن يتصور الأمكنة والأشكال ونبرة الصوت ولون الدماء. وأشارت إلى نقطة مهمة، تتمثل في قلب التنميط اللوني، فبياض العيون يعني العمى، بينما يتصور الناس، قبل هذه الرواية، أن البياض هو رمز للسلام والأمان والطمأنينة. وعقب الجلسة، عرض فيلم «العمى» المأخوذ عن الرواية، وهو فيلم كندي أنتج سنة 2008، من إخراج فرناندو ميريليس، وتمثيل: جوليان مور ومارك روفالو.

مشاركة :