تعتزم اليونان تشديد إجراءاتها على الحدود من أجل منع وصول المزيد من المهاجرين، حيث باتت أثينا ترزح تحت وطأة الغضب الشعبي المتزايد من حالة الاكتظاظ التي أصبحت عليها المخيمات هناك. وأعلن وزير الدفاع اليوناني نيكوس باناجيوتوبولوس الخميس أن بلاده تعتزم اختبار حواجز بحرية عائمة بحيث تكون عائقا أمام وصول المهاجرين القادمين من تركيا إلى الجزر اليونانية ببحر إيجه، وهو ما أثار حالة من الجدل. وقال الوزير لمحطة “سكاي” الخميس ”نريد أن نرى ما إذا كان من الممكن تنفيذها وما إذا كان التنفيذ مجديا”، وذلك بعد يوم واحد من نشر الحكومة مناقصة للمشروع. ومن المفترض أن يكون الحاجز بطول ثلاثة كيلومترات وبارتفاع نصف متر فوق السطح، ووفقا لبيانات المناقصة، التي تتضمن أيضا تركيب أضواء كاشفة. وتجدر الإشارة إلى أن العملية، بداية من طرح المناقصة حتى التنفيذ، ستستغرق شهورا. وقارنت الصحف اليونانية بين العائق المحتمل وبين المستخدم بالفعل لمنع انتشار التسربات النفطية. وشكك خبراء في أنه سيمنع المهاجرين بالفعل من الوصول إلى الشواطئ. وقال مسؤول في خفر السواحل، طلب عدم ذكر اسمه، ”لا أفهم كيف سيعيق الحاجز الأشخاص عن الوصول إلى اليونان”. وأضاف أنه حتى إذا حدث ذلك، فإن السبل ستتقطع بهم في المياه اليونانية وسيتوجب إنقاذهم وفقا للقوانين البحرية. وحث بوريس تشيشيركوف، الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في أثينا، اليونان على مراعاة حقوق الإنسان في تعليقه على الخبر. وتكافح اليونان لاستيعاب عشرات الآلاف من المهاجرين الذين تتقطع بهم السبل في جزر بحر إيجه. وبدأ الوضع في التدهور سريعا مع ارتفاع عدد القادمين منذ أبريل وبالإضافة إلى استنجادها بالحواجز العائمة تعتزم اليونان توظيف 1200 فرد إضافيّ في سلك الشرطة الحدودية خلال الشهور المقبلة، في محاولة للحد من تدفق المهاجرين من تركيا، حسب ما ذكرته وكالة أنباء أثينا مقدونيا الثلاثاء. وأفاد تقرير الوكالة بأن الحكومة اليونانية دعت بالفعل المرشحين إلى التقدم لشغل 400 وظيفة في الدفعة الأولى. وسوف يتم نشر هذه الدفعة الأولى بشكل حصري على طول الحدود البرية في شمال شرق اليونان. ومنذ توليها مهام عملها في يوليو، وضعت حكومة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس المحافظة خططا لتخفيف العبء عبر نقل اللاجئين المقبولين إلى البر الرئيسي، والحد من التدفق الإجمالي، وتسريع عملية ترحيل من يتم رفض طلبات لجوئهم. وتوجه الحكومة اليونانية أصابع الاتهام إلى أنقرة في تعاملها مع اللاجئين والمهاجرين، إذ اعتادت السلطات التركية ابتزاز أوروبا بورقة هؤلاء لتحصيل مكاسب سياسية واقتصادية. وبالرغم مما قدمته بروكسل من مساعدات لأنقرة بهدف رعاية اللاجئين السوريين وكذلك المهاجرين فإن تركيا ترد على ذلك بالمطالبة بالمزيد أو فتح أبوابها أمام هؤلاء للعبور إلى أوروبا، وهو ما لم يرق لمجموعة من دول الاتحاد على غرار اليونان. وخلال نقاش حول حالة المهاجرين في الجزر اليونانية في البرلمان الأوروبي، قام النائب المستقل يوانيس لاغوس بانتقاد تركيا قبل أن يرفع ورقة طُبعت عليها صورة للعلم التركي، ويمزقها. وقال خلال ذلك “لا تحرصون إلا على عدم مضايقة تركيا، التي أغرقتنا بعدد لا حصر له من المهاجرين. والعلم التركي علم ملطخ بالدم’’. وردت تركيا على النائب الأوروبي على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو الذي استنكر الحادثة الخميس.
مشاركة :