يواصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تصريحاته المهاجمة للنظام الإيراني اذ قال خلال زيارته إلى لندن إن حرمان إيران من الأموال والثروات هو المسار الصحيح لدفعها إلى اتخاذ قرارات صعبة، فيما يتعلّق بمشروعها النووي. وكان بومبيو قد وصل الأربعاء إلى بريطانيا لتمهيد الطريق لتقارب تجاري مع الحليف التاريخي للولايات المتحدة في مرحلة ما بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي المقرر الجمعة. من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن إيران ابتعدت عن أعراف المجتمع الدولي وينبغي محاسبتها. ولوحت إيران، الثلاثاء، بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي لمحاولة الضغط على الأطراف الأوروبية للتراجع عن تفعيل آلية تسوية النزاعات المنصوص عليها بالاتفاق النووي والتي قد تعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على الاقتصاد الإيراني المضطرب. ومنذ انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني تسعى واشنطن لاستبداله باتفاق جديد يمنع طهران من مواصلة تطوير برنامجها للصواريخ البالستية الذي يهدد أمن المنطقة، في وقت يدعي فيه النظام الإيراني أن تلك الترسانة من الأسلحة للأغراض الدفاعية بينما تشير كل الدلائل بأن الصواريخ الإيرانية تستعمل من قبل وكلائها في هجمات على دول مجاورة. وكانت الولايات المتحدة انسحبت عام 2018 بصورة أحادية من الاتفاق النووي الذي كان يهدف لمنع طهران من الحصول على ترسانة نووية مقابل تقديم مزايا اقتصادية لها. وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا قصوى على إيران لإجبارها على التفاوض على اتفاق أوسع يتجاوز برنامجها النووي، إلا أن طهران تؤكد أنها لن تدخل في أية مفاوضات مع الولايات المتحدة ما لم تعد واشنطن الأمور لما كانت عليه وترفع كافة العقوبات التي فرضتها على إيران بعد انسحابها من الاتفاق. وكان معهد التمويل الدولي قد قدّم مطلع شهر يناير الجاري لمحة عن مدى الصعوبات التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني في ظل العقوبات الأميركية، والتي زادت الولايات المتحدة من وطأتها مؤخرا، حيث حدّت بشكل كبير من بيع طهران لنفطها في الأسواق العالمية. وفي سياق متّصل، كان بومبيو قد دعا الاثنين النظام الإيراني إلى اطلاق سراح جميع الرهائن الأميركيين والغربيين. وتتهم واشنطن طهران باستغلال ملف الرهائن في عملية ابتزاز حيث وصف بومبيو في السابق تلك المحاولات "بحملة الرهائن الارهابية". وكان بومبيو قد دعا رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي خلال محادثة هاتفية الإثنين إلى "الحفاظ على سيادة العراق" في مواجهة "الهجمات" الإيرانية وذلك غداة هجوم صاروخي استهدف سفارة الولايات المتحدة في بغداد. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنّ بومبيو عبّر خلال الاتّصال عن "استيائه إزاء الهجمات المتكرّرة للجماعات المسلّحة التابعة لإيران على المنشآت الأميركية في العراق". وبعد لندن، يزور بومبيو كييف حيث سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “للتعبير عن الدعم الأميركي لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”، وفق ما أوردت وزارة الخارجية الأميركية. وستتم هذه الزيارة أثناء محاكمة ترامب التي بدأت في مجلس الشيوخ الأميركي بعد اتهامه بتجميد مساعدة عسكرية مهمة لكييف إلى أن يفتح الرئيس الأوكراني تحقيقاً بشأن الديموقراطي جو بايدن، خصم ترامب المحتمل في الانتخابات الرئاسية القادمة في نوفمبر. وبعد كييف يزور بومبيو بيلاروسيا وكازاخستان وأوزبكستان.
مشاركة :