قفزت المعنويات الاقتصادية في منطقة اليورو خلال الشهر الجاري مع ارتفاع ثقة المصنعين إلى أعلى مستوياتها منذ آب (أغسطس)، في مؤشر على أن اقتصاد التكتل الأوروبي ربما يكون حقق بداية قوية للعام الجاري. وبحسب "رويترز"، أظهر المسح الشهري الذي تجريه المفوضية الأوروبية أن المعنويات الاقتصادية في الـ19 دولة، التي تستخدم العملة الموحدة صعدت إلى 102.8 نقطة في كانون الثاني (يناير) من 101.3 نقطة في كانون الأول (ديسمبر)، بما يفوق بفارق مريح متوسط توقعات عند 101.8 نقطة في استطلاع لآراء محللين اقتصاديين. وجاء التحسن مدفوعا بزيادة الثقة بقطاع الصناعة، إذ كان مديرو المصانع أكثر تفاؤلا في توقعاتهم للإنتاج ومخزوناتهم من المنتجات التامة الصنع. وفي بيان منفصل، أفاد مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي "يوروستات" بأن البطالة في منطقة اليورو هبطت في كانون الأول (ديسمبر) لأدنى معدلاتها في أكثر من عشرة أعوام. ودعمت بيانات البطالة الجديدة النظرة المتفائلة في المنطقة، إذ نزل معدل البطالة في منطقة اليورو إلى 7.4 في المائة في كانون الأول (ديسمبر)، وهو أدنى مستوى له منذ أيار (مايو) 2008 عندما بدأت الأزمة المالية العالمية التأثير في التكتل الأوروبي. وبحسب البيانات، فإن عدد الأشخاص العاطلين عن العمل في منطقة اليورو بلغ 12.251 مليون شخص بنهاية الشهر الماضي، بانخفاض 34 ألف شخص عن الشهر السابق له وبهبوط 592 ألف شخص، مقارنة بالفترة نفسها من 2018. وأشارت البيانات إلى أن أدنى معدل للبطالة بين دول الاتحاد الأوروبي سجل في التشيك ليبلغ 2 في المائة، يليها ألمانيا وهولندا بـ3.2 في المائة لكل منهما خلال كانون الأول (ديسمبر) الماضي. في حين أن أعلى معدل للبطالة سجل في اليونان عند 16.6 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي يليها إسبانيا 13.7 في المائة. في سياق متصل، أعلنت الوكالة الاتحادية للعمل ارتفاع عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا بشكل واضح خلال الشهر الجاري، بإجمالي 200 ألف شخص تقريبا، إلى 2.426 مليون شخص. وأضافت الوكالة أن العدد ارتفع بذلك بإجمالي 198 ألف شخص، مقارنة بما كان عليه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وارتفع بنحو 20 ألف شخص، مقارنة بما كان عليه في كانون الثاني (يناير) 2019. وأشارت الوكالة إلى أن نسبة العاطلين ارتفعت بذلك خلال هذا الشهر 0.4 نقطة وبلغت 5.3 في المائة، ويعد ارتفاع عدد العاطلين عن العمل خلال كانون الثاني (يناير) من كل عام في ألمانيا أمرا طبيعيا، حيث تتلاشى بعض الوظائف في مواقع البناء مثلا بسبب الطقس الشتوي، كما يتراجع عدد العمال الموسميين في تجارة التجزئة مقارنة بكانون الأول (ديسمبر). وبحسب بيانات الوكالة الاتحادية للعمل، فإن هناك علاقة بين ارتفاع عدد العاطلين في هذا الشهر، وبين تراجع الطلب على القوى العاملة، مقارنة بالعام الماضي، على الرغم من أن الطلب لا يزال في مستوى مرتفع بشكل عام. وبحسب الإحصائيات، كانت هناك وظائف شاغرة في الشهر الجاري أقل مما تم رصده في الشهر ذاته من العام الماضي، وبلغ عدد هذه الوظائف نحو 90 ألف وظيفة. وبشكل عام، لا يزال خبراء الاقتصاد وخبراء سوق العمل في ألمانيا يرون أن هناك سوق عمل قوية، ولكن دتلف شيله رئيس مجلس إدارة وكالة العمل يرى أن "الضعف الاقتصادي لا يزال يترك آثاره على سوق العمل". ونوهت الوكالة الاتحادية إلى أنه من الممكن أن يتراجع عدد العاطلين عن العمل على المدى المتوسط من خلال تعاف بسيط للاقتصاد، ولا سيما في قطاع الصناعة، وكذلك من خلال زيادة الحاجة للقوى العاملة، حيث لا يزال نقص العمالة المتخصصة كابحا أساسيا للنمو الاقتصادي في ألمانيا.
مشاركة :