بعد صفقة ترامب..القضية الفلسطينية لم تعد أولوية عربية

  • 1/31/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة / أحمد يوسف / الأناضول عندما نستمع لتصريحات المسؤولين العرب قبل خمس أو عشر سنوات فيما يخص القضية الفلسطينية، نجدها تختلف كليا عما يقال حاليا، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا "صفقة القرن" المزعومة. فلم تعد تلك الحساسية الواضحة والتضامن القوي في مواقف العرب الرسمية تجاه القضية الفلسطينية، التي كانت دائما المحرك والأساس للرأي العام العربي والإقليمي، ربما باستثناء الرئيس التونسي قيس سعيد الذي وصف الصفقة المزعومة بـ"مظلمة القرن". إلا أن ردود فعل الشارع العربي وعلى المستوى الشعبي، شهد رفضا كاملا لـ "صفقة القرن"، عكسته وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل صعوبة التظاهر، ومنعها في العديد من الدول العربية. والثلاثاء، أعلن ترامب في مؤتمر صحفي بواشنطن، "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، وسفراء الإمارات والبحرين وعمان لدى واشنطن، في خطوة أثارت غضبا فلسطينيا. وغاب عن ردود الفعل العربية الرسمية في أغلبها أي انتقاد واضح للرؤية الأمريكية بل أن بعضها رحب بها ودعا لإطلاق مفاوضات إسرائيلية فلسطينية لبحثها.. وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل. ** الحالة العدمية للوجود العربي وفي حديث للأناضول، قال الكاتب القطري عبد العزيز بن محمد الخاطر، إن "صفقة القرن هذه تمثل الحالة العدمية التي انتهى إليها الوجود العربي برمته". وأضاف أنه "لم يعد هناك وجود عربي حقيقي فاعل على مسرح السياسة اليوم، ولا حتى إرادة على مستوى الأنظمة العربية القائمة". وأكد الخاطر أن "المواقف الرسمية تكشف عن حالة عزاء فاضح أمام التاريخ، وأمام أرواح الشهداء الذين ذهبوا في سبيل القضية العربية الفلسطينية". وأوضح أنه "لم يعد هناك رهان على الأنظمة العربية القائمة حاليا، الرهان فقط على الشعوب وممانعتها أمام ما يخطط لها". وتابع الخاطر "تعتقد تلك الأنظمة أنها بهذا الانبطاح ستكون في منأى من التغيير، ولاتدرك عمق المشروع الصهيوني وأبعاده". وأردف "الحقيقة التاريخية تقول إنه لا يمكن أن تتنازل عن كرامتك واحترام الآخرين لك وتضحي بمبادئك، وأن تمانع فيما دون ذلك". واعتبر الخاطر أن "الممانعة جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب الحية، ستجد هذه الأنظمة ممانعة من داخل شعوبها، وسيعرضها ذلك لوضع لن تحسد عليه، إنها أنظمة تنتحر". ** صفقة بغير واقع ومواقف مجترة من ناحية أخرى، قال أستاذ تسوية النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسن بواشنطن محمد الشرقاوي، إن "ما خرجت به صفقة القرن، وإعلان ترامب، ينطوي على سيكو شيزوفرينيا (فصام) سياسية". واعتبر الشرقاوي، عضو لجنة الخبراء في الأمم المتحدة سابقا، أن "المواقف العربية كانت مجترة اجترارا، لتضيف على الإعلان أجواء احتفالية بصفقة عنونها صفقة، لكن واقعها غير ذلك". وأكد أنها "عبارة عن محاولة فقط لخدمة اليمين الإسرائيلي المتطرف، ومساعدة نتنياهو وحزب الليكود في هذه المرحلة الحرجة من تحدياته داخل إسرائيل، لا أقل ولا أكثر". وبيّن الشرقاوي، أن "ما قام به ترامب عمليا يدمر فكرة حل الدولتين، على خلاف ما يقوله، فهو يتحدث عن تجمعات فلسطينية بوجود ممرات تحت سيطرة إسرائيلية، وليس دولة ذات سيادة كاملة". وأضاف "تعودنا على أن ترامب دائما في إدارته للأزمات، يفتعل أزمة أخرى، فعندما يلوح بصفقة القرن، بحسب التفصيلات التي سمعناها، فهو يفتح جبهة تجاه الأردن، ليطلق إسرائيل في غور الأردن". ولفت الشرقاوي إلى أن "ترامب هنا يهدد باتفاق وادي عربة بين إسرائيل والأردن (اتفاقية السلام بينهما عام 1994)، وهو من الاتفاقات القليلة التي لا تزال قائمة إلى الآن مع دول عربية". وأردف "أعتقد أن قضية غور الأردن وتهديد اتفاقية وادي عربة، لا ينتبه إليهما جل المحللين الآن، وهذه زاوية مهمة ستثير أزمة في المستقبل". ** استنفار شعبي تجاه مسؤولي العرب وعجت وسائل التواصل الاجتماعي بردود فعل للشعوب العربية، حيث عبرت عن رفضها الواضح لتلك الصفقة، التي وصفوها بأنها "بيع للأقصى". الفنانة اللبنانية إليسا خوري، استنكرت صمت العرب عبر حسابها في تويتر، "يقولون صفقة القرن رح تجيب (تأتي بـ) السلام.. على دم ملايين الناس اللي خصّن واللي ما خصّن (المعنيين وغير المعنيين).. شو بشعة السياسة لما يغيب عنها العدل. البيت لنا، والقدس لنا، وبأيدينا للقدس سلام، وحكام العرب عاملين حالن مش شايفين (لا يرون) ولا سامعين". أما إبرهيم شريف من البحرين فقال: "ترى لو سئل الحكام العرب الذين أرسلوا سفراءهم شهود زور في حفل توقيع الصفقة القذرة: هل يقبلون التنازل عن 90 بالمئة من أراضي بلدانهم مقابل بقائهم على كرسي الحكم، ماذا سيكون جوابهم؟". فيما أكد حمد العثمان، عدم شرعية "صفقة القرن" "فلتسقط المسماة صفقة القرن، وليسقط مروجوها ومؤيدوها. ولتحيا فلسطين حرة أبية عربية، وعاصمتها القدس الشريف. وليحيا الشرفاء المخلصين من أبناء الأمة العربية". ورأى الأكاديمي العُماني عبد الله باعبود "في صفقة القرن تكسب إسرائيل أراضي فلسطينية/ عربية وتشتريها بأموال عربية". وتساءل في تغريدة أخرى "يا ترى من أين سيأتي السيد ترامب بـ 50 مليار دولار التي وعد بها الفلسطينيين في صفقة القرن، ومن وعد بدفع المبالغ؟". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :