بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانقسامات والتقلبات، أصبحت بريطانيا أول دولة تغادر الاتحاد الأوروبي لتنهي بذلك علاقة صاخبة استمرت 47 عاما، في انفصال تاريخي سيحتفل به مناصروه اليوم الجمعة. كانت بريطانيا قد أجرت استفتاء على البقاء في الاتحاد الأوروبي عام 2016، ليصوت 52% من البريطانيين لصالح الخروج. وأيدت الدول الأعضاء السبع والعشرون اتفاق الانسحاب الذي جرى التوصل إليه في أكتوبر بعد أكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات الصعبة، ولكي يمر الانفصال بهدوء ستواصل بريطانيا تطبيق القواعد الأوروبية خلال الفترة الانتقالية. قال ستيفن باركلي وزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) إن بريطانيا ستحدد المزيد من التفاصيل فيما يتعلق بأهدافها في اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي فور إعلان خروجها. وأضاف أن المسألة الرئيسية هي أننا سنملك التحكم في قواعدنا ولن نكون مستقبلين للقواعد”، لافتًا إلى أننا سنتمكن من تحديد المعايير العالية في حقوق العمال والبيئة ودعم الدولة في إطار تلك السياسة التجارية”. كما ستدخل بريطانيا في مفاوضات موازية مع الحليف الأمريكي التاريخي، بعدما أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماسة لهذا الانفصال معتبرا انه يشكل آفاقا اقتصادية جديدة. من جهته، أعلن كبير المفاوضين الأوروبيين حول بريكست ميشال بارنييه الذي بات مكلفا المباحثات حول العلاقة المستقبلية مع لندن “أشعر بالأسف لأن تكون اختارت بريطانيا الانعزال بدل التضامن، أنه بالطبع يوم حزين ودراماتيكي، مما يساهم ذلك في اضعاف الجانبين”. يذكر أنه رفض النواب بغالبية ساحقة اتفاق بريكست، فيما رفضت بروكسل إعادة التفاوض على الاتفاق، مما أضطر تيريزا ماي إلى تنظيم انتخابات أوروبية في 23 مايو/أيار، وفي اليوم التالي أعلنت استقالتها. وتوصل رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون لاتفاق مع بروكسل لم ينجح بتمريره في مجلس العموم، مما دفعه للدعوة إلى انتخابات مبكرة على أمل إنهاء حال المراوحة. ويشكل تحويل بريكست الى خطوة ملموسة انتصارا لجونسون الذي نجح حيث فشلت سلفه تيريزا ماي التي خاضت مفاوضات طويلة وصعبة مع الاتحاد الاوروبي ولم تتمكن في إقناع البرلمان بتمرير الاتفاق.
مشاركة :