شكّل سحْب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب طلب التصويت على تعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للعبة (فيفا) صدمة كبيرة في فلسطين، ولا سيما بعد تأكيده مرارا عدم التراجع عن الطلب تحت الضغوط. وقال الرجوب إن قراره جاء بعد تلقيه اتصالات كثيرة في الساعات الأخيرة من شخصيات عدة من دول عربية وأفريقية وأوروبية لسحب طلب التصويت، وذلك في كلمة له أمام الجمعية العمومية للفيفا أمس الجمعة. ويبرر إبراهيم أبو سليم نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم سحب الطلب الفلسطيني بظروف الجمعية العمومية للاتحاد الدولي التي لم تكن طبيعية بفعل اعتقال قيادات كبيرة فيها، إضافة للتهديدات الإسرائيلية والضغوط الأوروبية والأميركية والمطالب العربية. ويشير في حديثه للجزيرة نت إلى أن الضغوط كانت تهدف لسحب طلب التصويت مقابل تشكيل لجنة من فيفا لمراقبة الممارسات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية، ومحاولة وجود حلول آنية للمشكلة، وهو ما كان يطالب به الاتحاد الفلسطيني. وفي ظل هذه الأوضاع تجاوب الرجوب مع الأمور، مما أدى لتأجيل الطلب، وفق أبو سليم، وأضاف هذا لا يعتبر نهاية للمعركة المفتوحة بيننا وبين الإسرائيليين، التي لن تتوقف إلا بإلغاء كل الإجراءات الإسرائيلية بحق الرياضيين الفلسطينيين. للسياسة كلمة ويتوقع المسؤول الفلسطيني أن تكون الموافقة على تشكيل لجنة مراقبة الممارسات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية برئاسة رئيس اتحاد كرة القدم بجنوب أفريقيا داني جوردان -المعروف بتعاطفه مع الرياضة الفلسطينية- من الأسباب التي أدت لتأجيل تقديم الطلب. وردا على سؤال عإذا ما كان للسياسة دور في القرار الأخير، يقول أبو سليم إن القيادة السياسية هي المرجعية لكل الأمور، ومنها الرياضة، لأنها تؤثر على العلاقات بين الدول. ويضيف السياسيون الفلسطينيون وغير الفلسطينيين كان لهم وجهات نظر مع اللواء الرجوب بهذا الخصوص، وكان هناك قرار نهائي بسحب الطلب حتى تهيئة الأجواء لذلك. ورغم المبررات التي ذكرها نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فإنه أقر بعدم علمه بقرار سحب التصويت إلا حينما أعلنه الرجوب في زيوريخ، وكان الأمر مفاجئا له. انتصار لإسرائيل الأمر لم يكن مفاجئا لأبو سليم فحسب، بل كان صادما للشعب الفلسطيني ولا سيما الوسط الرياضي، يقول الإعلامي الرياضي الفلسطيني معين حسونة للجزيرة نت. ويلفت إلى أن معظم الوسط الرياضي أصيب بحالة استياء وإحباط نتيجة القرار، لكنه لم يخف وجود بعض الأصوات المؤيدة باعتبار ذلك حنكة سياسية لعدم إمكانية الحصول على الأصوات المطلوبة لتمريره. ويعتبر حسونة سحب طلب التصويت انتصارا لإسرائيل، مشيرا إلى أن الفيفا وعدت في اجتماع جمعيتها العمومية العام الماضي بتشكيل لجنة لمراقبة الممارسات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية، ولكن شيئا على الأرض لم يحدث. ويضيف ما حدث هو سحب الطلب مقابل وعود بتشكيل لجان مراقبة للمرة الثانية على التوالي. سخط إلكتروني وفور إعلان الرجوب سحب الطلب الفلسطيني، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسوما للتنديد بذلك، كان أبرزها بيع يا جبريل، وكارت أحمر لجبريل الرجوب. وكتب الناشط مصطفى أبو زر من غزة إسرائيل الليلة أحرزت هدفا في مرمى القضية، في الأوطان المحتلة قد يتم شراء الحارس، لكن سيكون هناك لاعبون في قلب الهجوم لا يبيعون. بينما تساءل محمد باسم من لا يجرؤ على أن يرفع الكارت الأحمر ليخرج الاحتلال من الفيفا، كيف سيخرج الاحتلال من أرضه؟. وسخر ساري بركة من دبلوماسية سحب الملفات، ودوّن على تويتر: السلطة الفلسطينية بقيادة عباس تحترف دبلوماسية سحب ملفات محاسبة إسرائيل، سلطة تجرد نفسها من شعارات الوطنية. كما نظم آخرون حملة للتوقيع على عريضة على موقع أفاز للحملات المجتمعية لـطرد الرجوب من رئاسة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. وجاء في العريضة وقع على العريضة الآن للمطالبة بطرد جبريل الرجوب من منصبه رئيسا لاتحاد كرة القدم الفلسطيني، إذا وقّع الآلاف منا، فسنعطيه بطاقة حمراء ضخمة عليها عدد تواقيعنا ونعلقها مقابل مكتبه في رام الله وسننشرها في كل وكالات الأنباء.
مشاركة :