أثار تصريح"ويلبرروس" وزير التجارة الأمريكي، حول فيروس كورونا الجديد، غضب الكثيرين، حيث قال إنه سيعزز الاقتصاد الأمريكي بفضل نمو معدل الوظائف، وعودتها لأمريكا، نظرًا لأن الشركات ستنتقل بعيدًا عن المناطق المتأثرة بالفيروس. إلا أن ذلك التصريح فتح أفقا بعيدة للوجه الآخر للفيروس المنتشر حديثا، حيث أنه رغم التوقعات الجمة بالآثار السلبية اقتصاديا للمرض القاتل،إلى أن الأمر به وجه آخر، وكما يقول المثلالمصري "مصائب قوم عند قوما فوائد". وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أهم النقاط والأسباب التي ستجعل من فيروس كورونا والذي لم يعلن أنه وباء حتى الآن، مكسبا اقتصاديا لأخرون، مع التشديد على أن السلطات الصينية تسعى لئلا تقع في تلك الأزمة الكبرى، وإليكم أهم المستفيدين: - قطاع الأدوية والمهمات الطبية أعلنت الصين وهي البلد المصدر الاول عالميا، حاجتها لبعض المعدات الطبية والتي على رأسها الأوقية والبدل الطبية، والتي بدأت بالفعل فياستيرادها، بجانب بعض الأدوية والأمصال الخاصة بمكافحة الفيروسات، ومن ثم فإن كل ما هو منوط بذلك القطاع جنى أرباحا لم تكن في الحسبان قبل انتشار الفيروس. - تجارة الذهب يعد قطاع الذهب هو أهم وأول ملاذ للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، في وقت الأزمات، حيث كما يقال شعبيا "الدهب تمنهفيه"، الأمر الذي يرفع من بورصته وسعره، وأيضا من إقبال المشترين عليه، ومن ثم نفع اقتصادي عام بسبب تفشي الفيروس الصيني. - قطاع السياحة تعد الصين من الدول ذات الإقبال العالي سياحيا، فبخلاف سور الصين العظيم، هناك العديد من المعالم السياحية الجاذبة التي تكتظ دومابالسياح، بخلاف الوافدين سياحيا لأغراض تجارية، ومع زيادة تفشي الفيروس، سيجعل ذلك تخوفا عن السائحين، الذين سيفضلوا تغيير واجهتهم عن البلد الآسيوي، ومن ثم تحقيق دول أخرى مكاسب اقتصادية من زوار لم يكن هدفهم في الأساس تلك البلاد. - الصناعة أولا يشهد السوق المحلي من الإنتاج والطلب اضطراب كبير، وذلك أول عامل، ومما لا شك فيه أن المغتربين والتوكيلات الكبرى التي يتكونجزء منها من عمالة تابعة لها، من الوارد أن تغلق مصانعها ولو مؤقتا حفاظا على أرواح موظفيها، وهي ذات النقطة التي تحدث فيها وزير التجارة الأمريكي، بشأن نمو معدل الوظائف بأمريكا الشمالية وقلتها بنظيرتها الصينية. - التجارة ستتغير بوصلة مصروفات الحكومة الصينية خلال الفترات المقبلة، وسيكون الصحة والعلاج أولوياتها، الأمر الذي يؤثر قطعا علىعمليات دعم الإنتاج والتصدير، خاصة مع زيادة الإقبال والخوف لدى الشارع الصيني، وقد يتطور الأمر ويتمكن الفيروس من الانتشاربأساليب أخرى غير التعامل المباشر، ومن ثم قد يؤثر ذلك على حجم الصادرات، والإنتاج من الأساس بفضل وفاة المابين بالصين. وحذر بنك الاستثمار الدولي (نومورا) من أن تداعيات فيروس كورونا الجديد، على الاقتصاد الصيني قد تفوق في خطورتها تلك التي أحدثها وباء سارس الذي ضرب البلاد فى الفترة ما بين عامى 2002 إلى 2004، وتوقع البنك - فى تقرير بثته وكالة (بلومبرج) الأمريكية الأربعاء الماضي، أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الأول من 2020 عن 6 % المحقق في الربع الأخير من عام 2019 مشيرا إلى أننسبة التراجع قد تتعدى 2 % أي أعلى من معدل الانخفاض الذي تسبب به وباء (سارس) في الربع الثاني من عام 2003 مقارنة بالربع الأول من العام ذاته. ورجح البنك أن يلجأ صناع القرار في الصين إلى سرعة توفير السيولة النقدية وتقديم الدعم الائتماني لاسيما لأصحاب الشركات المتضررة ، لكنهحذر من أن هذه التدابير قد لا تكون كافية لدفع عجلة النمو بالبلاد وسط توقعات بضعف الطلب المحلي في ظل انتشار الفيروس المميت الذي بدا أكثر فتكا وانتشارا عن وباء (سارس) متسببا في وفاة 132 شخصا حتى الآن، وشبه أزمة فيروس كورونا الجديد، بوباء السارس عام2003، وفيروس الخنازير الأفريقي"، لافتا إلى أنه عامل خطر جديد يحتاج الناس إلى أخذه في الاعتبار. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أصدرت اليوم الجمعة، تحذيرًا طالبت فيه رعاياها بعدم السفر إلى الصين وذلك بعد تفشي فيروس كورونا الجديد. وأعلنت الهيئة الصحية الصينية، اليوم الجمعة، ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 9692، بعد أن أعلنت منذ قليل ارتفاع عددالوفيات بسبب الفيروس إلى 212، وقررت عدة دول تعليق الرحلات القادمة من الصين والمتوجهة إليها على خلفية تفشي فيروس كورونا الجديد. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، حالة الطوارئ العالمة في مواجهة الفيروس، واصفة فيروسات كورونا أو الفيروسات التاجية بأنها"مجموعة كبيرة من الفيروسات، التي تسبب مرضا يتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى أمراض أكثر حدة".
مشاركة :