فتحت صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بابًا أمام باقي الدول كي تسير على نفس النهج، حيث فتحت باب التفاوض بين لندن وبروكسل حول الكثير من التحديات. الأكثرية البرلمانية التي حظي بها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أسقطت كل المرفقات التي أرادت المعارضة إلحاقها في الاتفاق، من أجل تقييد المفاوضات المقبلة حول المرحلة الانتقالية والشكل النهائي لعملية بريكست. ويعرف الأوروبيون نقاط ضعف جونسون في المفاوضات المقبلة، وأبرزها خشيته من العلاقات المنقوصة مع أوروبا، حيث تساعد دعاة الانفصال في أقاليم المملكة المتحدة وخاصة اسكتلندا على التعبئة خلف مشاريع الاستقلال عن لندن. يمتلك جونسون نقاط قوة أبرزها سوق العمل البريطاني الجاذبة للأوروبيين، بالإضافة إلى الإمكانيات الأمنية والعسكرية الكبيرة للمملكة المتحدة، بالإضافة إلى علاقاتها الخارجية القوية مع الدول والتكتلات حول العالم، ولا شك أن إبرام بريطانيا اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة وأخرى مع كندا ستقرب المسافة كثيرًا بين لندن وبروكسل في المفاوضات، كذلك سعي حكومة جونسون لإقامة علاقات اقتصادية مميزة مع دول الكومنولث. وتستعد المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي في تمام الساعة 11 مساءا بتوقيت جرينتش، الجمعة، بعد وحدة استمرت لنحو 47 عاما ويلقي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خطابا يدعو فيه إلى ضرورة انتهاز هذه الفرصة التاريخية لتوطيد علاقات الشراكة مع دول العالم ولصياغة علاقات جديدة مع الاتحاد الأوروبي، وفي إطار الاحتفال بالمناسبة ستطرح بريطانيا قطعة نقدية من فئة 50 بنسا كُتب عليها “سلام.. ازدهار.. صداقة” بينما ستتزين المباني الرسمية بأعلام وأضواء العلم البريطاني.