سمعنا كغيرنا من المهتمين بتغير الفكر والخطاب الديني في كثير من الصحف المصرية، وكذلك في الإعلام المرئي، والمسموع .. وأدلى بدلوه الجميع في الصراع الفكري الذي ظهر في مؤتمر تجديد الخطاب الديني عندما ألقى الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة بحجر ثقيل في مياه الفكر الراكدة منذ قرون.. كنا فيها مجرد ناقلين لفكر مبني على تراث بشري دون تحليل أو نقد أو حتى تفكير.التغيير يحتاج فكر ورؤية شجاعة، كم من تغيير قبول آراء معارضة وأصوات متشددة دائما في حنين للماضي بمساوئه ومميزاته.ماحدث في مؤتمر تجديد الفكر الديني كشف عن قصور في تقبل فكر الآخر. ما قيل من فضيلة الإمام الأكبر في ذلك الحوار ظهرت كثير من العبارات منها يأتي من مسلمات سابقة ومنها تحديث وتغير يطابق المعايشة اليومية بين المواطنين. فمثلا مولانا الشعراوي قد سئل ذات مرة من عن الصدقة وهل ممكن التصدق في العلن؟ قال نعم.وهنا فلسفة الشعراوي كانت إخراج الصدقة علنا تحث من يراها بأن يتصدق.وقد حدثنا الفيلسوف الدكتور الخشت بتحديث الخطاب الديني في صورة مبسطة لها فلسفة إضافة تصحيح وتوجيه للخطاب الديني في اتجاه فلسفي تطابقي وتعايشي مع تفهمات للمجتمعات ذات توجهات مختلفة في سن تفاعل مجتمعي بعيدا عن العنف والعزلة والتميز بين فئات المجتمع، فمرحبا بالتغيير والتحديث والتدقيق والتوافق لصنع منهج معاصر الخشت.. ولمن لا يعرف فإنه لرئيس جامعة القاهرة، دراسات متعمقة في علوم الدين والرجل لم يدعو إلى الخروج عن المعلوم من الدين بالضرورة، وإنما دعا إلى تجديد ما هو بشري في التراث وإعادة تحليله، وتفسيره بصورة تتوافق مع العصر.كل التحية للرجل المستنير رئيس جامعة القاهرة على جرأته في تحريك كل تلك المناقشات وإحياء قضية تجديد الخطاب الديني.
مشاركة :