شهدت قاعة ملتقى الإبداع بمعرض القاهرة الدولى للكتاب إقامة ندوة فن السينما.. ما بين الرواية والسيناريو، بمشاركة كل من المخرج الكبير على بدرخان، الكاتب والروائى شريف عبد المجيد، والكاتب والروائى حبيب عبد الرب سرورى من اليمن، والتى أدارها الدكتور محمد عامر. فى البداية تحدث الأديب اليمنى حبيب عبد الرب سرورى، بأن الرواية والسينما كل منهما أثر فى الآخر بشكل كبير، خاصة أن كتاب الأعمال الروائية بدأوا يتأثروا بعنصر المشاهد والسيناريو الموجود فى السينما حتى أنه بدأت تظهر نوعية من الكتابات الأدبية السينماتوغرافية، التى تعتمد على الصورة وإمكانية تحويل مشاهد الرواية إلى عمل سينمائى، كما تأثرت أيضا السينما بالرواية والأعمال الأدبية، من خلال إفساح المجال بشكل اكبر لتحقيق عنصر الخيال الموجود فى الأعمال الأدبية فى العمل السينمائى، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة وأيضا من عنصر الإنتاج السينمائى، الذى يحاول تقريب الوصف الموجود فى الصفحات الأدبية فى صورة مشاهد سينمائية مخدومة بالصورة والصوت. من جانبه قال الروائى والقاص شريف عبد المجيد، إن علاقة السينما بالأدب فى مصر، بدأت من البدايات الأولى للسينما فى مصر، حيث إن أول أفلام السينما المصرية كانت معتمدة على الرواية والأدب، وازدهرت الأعمال الأدبية وتألقت فى السينما المصرية خاصة فى ظل ثورة يوليو 1952 حتى أن الأعمال الأدبية لكبار الكتاب فى ذلك التوقيت، أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، كان يتهافت منتجى الأعمال السينمائية على التعاقد على هذه الروايات بتحويلها إلى عمل سينمائى حتى قبل أن ينتهى كاتب العمل الأدبى من روايات. وأضاف أنه إذا نظرنا فى تاريخ السينما المصرية بشكل مكثف سنجد أن السينما المصرية استفادت بشكل كبير من الأعمال الأدبية، حتى أن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، لو دققنا فيها، سنجد أن 70 فيلم منهم مآخوذين عن أعمال أدبية. وأوضح أن أكبر نموذج على تأثر السينما بالعمل الأدبى والعكس صحيح، أنه ليس طوال الوقت كما هو متعارف، أن العمل الأدبى فقط هو من يتحول إلى عمل سينمائى، ولكن العكس قد حدث فى حالة فيلم شباب امرأة الذى تحول إلى رواية بعد إنتاج العمل السينمائى. على جانب آخر يرى المخرج الكبير على بدرخان أن السينما هى لغة بحد ذاتها. وتعمل على مخاطبة الأحاسيس والمشاعر الموجودة فى النص الأدبى، ولا يمكن للسينما أن تصل للأفكار والأطروحات الفلسفية التى يطرحها النص الأدبى. وأضاف أن الأديب يتأثر بالسينما كما تأثرت السينما بالأعمال الأدبية، وأكبر مثال على ذلك، هى روايات نجيب محفوظ التى نجد فيها انه تأثر بشكل كبير بعمله فى كتابة السيناريو للسينما، من خلال ما يظهر فى أعماله الأدبية بالتركيز على الصورة والمشهد وإبرازة لها بشكل جيد فى روايته، مما جعل روايات نجيب محفوظ من أسهل الروايات التى يمكن تحويلها إلى عمل سينمائى، وهذا نتيجة تأثره بدراسة كيفية كتابة السيناريو السينمائى على يد صلاح أبوسيف، وهذا كما هو الحال عليه فى تأثر السينما بالأسلوب الأدبى وقدرته على تحويلة فى شكل صورة مرئية. وأشار إلى أن العمل السينمائى دائما ما يختلف بحسب رؤية مخرج العمل، فالمخرج يؤثر فى العمل السينمائى النهائى من خلال ثقافته وبيئته وسلوكه ومعتقداته، حتى أن المخرج من الممكن أن يخالف رؤية صاحب النص الأدبى الأصلى، وهذا حدث معى بالفعل فى فيلم الراعى والنساء، حيث انى خالفت رؤية المؤلف فى أن الخير والشر هو قدر فى حياة الإنسان، وهو الأمر الذى خالفته فى رؤيتى لإخراج الفيلم حيث أظهرت أن الخير والشر فى حياة الإنسان ليس قدرا. ولفت إلى أن العمل السينمائى دائما ما يختلف بإختلاف رؤية مخرجة، ولو اننا اسندنا نفس العمل لمخرجين مختلفين، سنخرج بعملين مختلفين تماما وهذا ناتج عن التفاعلات المختلفة من شخص لآخر والثقافات المختلفة من شخص لآخر، والتى تنتج بالضرورة رؤى مختلفة وبالتالي أعمال مختلفة ه تماما عن النص الأدبي الأساسي وهذا يختلف تمامآ عن السرقة التي نراها الآن من النصوص او الأعمال الأجنبية، التي تركز على القشور، فالسرقة تختلف اختلافا كليا عن الإقتباس فالإقتباس هو فن ومهارة أما النقل فهو سرقة ويخرج بأعمال لا قيمة لها.
مشاركة :