أربكت حالة طفل هندي عمره 4 أعوام، ويعيش بقدم تزن الآن 4,5 كيلوغرام، ويبلغ طولها 26 سنتمتراً، مئات الأطباء من الهند والعالم، الذين قاموا بفحص قدمه العملاقة، ووقفوا عاجزين عن تشخيص هذه الحالة النادرة أو إيجاد العلاج المناسب لها . في حين يرى بعض الأطباء أن هذه القدم العملاقة لا تشكل تهديداً على حياة الطفل، إلا أن أطباء آخرين اقترحوا بترها، لكن والده ديليب كومار(30 عاماً)، وبسبب أن قدم طفله العملاقة لم تؤثر في حياته، بل إنه يمشي ويركض بها شأن الأطفال الآخرين بشكل طبيعي، لا يزال يصرّ على عدم الموافقة على هذا الاقتراح، لأنه سيترك طفله معاقاً، ويعتمد على الآخرين بقية حياته . وقال الطفل ويدعى فيدانت جوشي: "الأطفال يضحكون مني لأنني لا أركض مثلهم بشكل أسرع" . وأضاف: "أنهم لا يسمحون لي بلعب الكريكيت أو كرة القدم معهم، حتى لو أخبرتهم بأني أستطيع أن أركض . وأنا أريد الذهاب إلى المدرسة، لكن المعلمين أخبروا والدي بأني لا أستطيع الذهاب" . وبدلاً من ذلك، فإن فيدانت يعيش معظم الوقت حبيس منزله المكون من غرفتين في ولاية غوجارات بغرب الهند، حيث يلعب فيه مع والدته جيشري جوشي (26 عاماً)، وشقيقته الأصغر فريشا وعمرها عام واحد . وكان فيدانت قد أصيب بمرض غامض جعله يعيش مع والديه مأساة كبيرةً، ليس بسبب نمو قدمه المتزايد، بل لعدم توصل الأطباء إلى تشخيص علمي يفسر مرضه النادر، أو التوصل إلى علاج يقلل من حجم الورم في ساقه . وفي سبيل البحث عن علاج له، قام والداه اليائسان بعرضه على أكثر من 100 طبيب في الهند خلال السنوات الأربع الماضية، لكن معظمهم أصيب بالحيرة من هذه الحالة . ورغم الفحوص الكثيرة التي أجريت لقدم الطفل، وتحليل عينات من الدم واللعاب والعرق، فإن الأطباء فشلوا في تشخيص هذه الحالة . كما تم فحص الطفل فيدانت من قبل أطباء زائرين من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم من مدن هندية أخرى مثل مومباي وأوديبور وشيناي، الا أن أياً منهم لم يتمكن من تشخيص الحالة . وقال والده ديليب كومار الذي تتمحور حياته على إيجاد طبيب يستطيع معالجة قدم ابنه ويجنبها البتر: "حاولت في كل مكان، وفي كل مجال من علوم الطب، من إخصائيي العلاج المثلي (الهوميوباثي)، والعلاج الإخلافي (الآلوباثي)، وإخصائيي التجبير، وإخصائيي جراحة العظام، وإخصائيي الأمراض الجلدية، ولكن دون جدوى . لقد حيرتهم جميعاً هذه الحالة" . وأضاف: "لم يستطع الأطباء الزائرون من أمريكا إخبارنا ما هي المشكلة، بعضهم قال إن هرموناته غير متوازنة، وبعضهم قال إن الدم لا يصل إلى القدم بشكل طبيعي، وقال آخرون إنه احتباس ماء . لكنهم فشلوا جميعاً في إخبارنا بما يمكننا أن نفعله بشأن ذلك" . وقال "إن قدم فيدانت لا تزال تتضخم مع زيادة عمره وطوله، ومن المرجح أن تستمر في التضخم بشكل صادم، وأنا خائف من استمرارها في التضخم إلى حد أن تنفجر مثل بالون" . ومن ناحيته لا يشعر الطفل فيدانت بأي ألم في ساقه أو قدمه عندما يمشي عليها، أو يركض، أو يضع ساقاً على ساق، أو حتى حين يجلس على الدراجة الهوائية بدون مساعدة، لكن عدداً من الأطباء لا يزال يرى ضرورة بتر هذه القدم . وقال والده: "قال لي الأطباء إن بتر قدمه هو الخيار الوحيد، ولكن إذا بترت فإنه سيظل معاقاً، وسوف يظل معتمداً على الآخرين إلى الأبد، عدا عدم قدرته على المشي، وعلى الأقل فإنه يتحرك حالياً" . ويعتقد الدكتور مانيبهاي باتيل أحد الإخصائيين الذين فحصوا حالة الطفل فيدانت أن حالته غير قابلة للعلاج، لكنها بالقدر نفسه لا تهدد حياته . وقال: "خلال عملي منذ 35 عاماً في مجال علوم الطب، فإنني لم أر أي مريض مثل فيدانت" . وأضاف: "يبدو أن حالة قدمه هي مرض جيني، ولكني لا أستطيع تأكيد السبب الحقيقي، ولذلك لا استطيع أن أصف أي دواء أو حتى أي اجراء جراحي، غير أني لا أعتقد بأن هذه الحالة تهدد حياته" . وكانت امرأة بريطانية تدعى ماندي سيللر (39 عاماً) من لانكشاير قد ولدت بساقين عملاقتين استمرتا في النمو بحجمين غير متكافئين، وقد تم تشخيص حالتها في النهاية بمتلازمة "اضطراب بروتس"، وهو تشوه خلقي لم يعرف له علاج حتى الآن، ويعتقد أن الطفل فيدانت يعاني الحالة نفسها . وعندما كانت حاملاً به، قال الأطباء لوالدته ان جنينها بصحة جيدة، لكن ساقه اليمنى لم تكن طبيعيةً وقت الولادة . وقالت: "لو كنت أعلم أنه سوف يولد بقدم مشوهة، لكنت أجهضت الجنين، فليس من عقاب أشد لوالدين يشاهدان معاناة طفلهما وهما عاجزان عن فعل أي شيء يخفف معاناته" . وقالت: "بعض الناس يخافون منه، حتى إن بعضهم سأل إن كانت ساقه بلاستيكية، وحينها راح يبكي، كان ذلك محزناً جداً له ولنا ونحن نشاهد ذلك" . وأضافت السيدة جيشري التي أنجبت طفلة بصحة جيدة بعد ذلك: "أحياناً يأتي فيدانت وهو يبكي، ويقول بأن قدمه تشوهت لأنه ارتكب إثماً في حياته أغضب الله عليه، فأشعر بكلماته تقطعني حين لا أجد من الكلمات ما أستطيع بها أن اوضح له غير ألا يفقد ثقته بالله" . ورغم أن الطفل فيدانت لا يواجه أية عوائق في ممارسة حياته اليومية، إلا أنه لا يستطيع إيجاد الحذاء والبنطال المناسب له . ويقول والده: "من الصعب جداً العثور على حذاء تدخل فيه قدمه، وقد تعودنا في السابق على شراء زوجين من الأحذية بمقاسين مختلفين لاستخدام الفردة المناسبة لقياس كل قدم من كل واحد منهما، ولكن منذ عامين ما عدنا نجد حذاء بحجم كبير يناسب قدمه اليمنى، وصرت أطلب من الإسكافي أن يصنع له حذاء من بناطيلي الجينز القديمة" .
مشاركة :