الوجه ترجمان الخفاء في «مرايا عميقة» لعلي العامري

  • 5/31/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا يتوقف العامري في أعماله عند الوجه الإنساني بصيغته العامة، بل يبحث عميقاً في وجه المرأة، ليبدو المعرض حالة رصد دقيقة لجملة المشاعر التي يمكن أن يطرحها الوجه بكل بما يحمله من تكوينات يمكن من خلاها قراءة سيرة المرأة وحقيقتها، فيظهر جهده في رصد العينين، وتعابير الفم وحركة الشفاه. ونظّم الغاليري ندوة على هامش المعرض شارك فيها الشاعر يوسف عبدالعزيز والفنان إسماعيل الرفاعي ومدير تحرير مجلة دبي الثقافية الكاتب نواف يونس، وأدارها الفنان غسان مفاضلة. يقول العامري حول تجربته مع اللوحة: ركزت في معرضي على موضوع الوجه الإنساني، وتحديداً وجه المرأة، كونه نبعاً تعبيرياً متجدداً ولا ينضب، وارتبط ذلك بالفراسة التي عرفها العرب قديماً، وأرى الوجه ترجمان الخفاء، من خلاله أحاول رصد الضوء المستتر والعتمة المتخفية في أطلس الأعماق الإنسانية،وربما يمكن تفسير شغفي بالمطارات بتأمل الوجوه المتعددة الأشكال والحالات أيضاً، إذ يعد المطار عتبة بين مكانين. ويبين حول تقنيات بناء العمل الفني لديه: استخدمت في لوحات المعرض مواد متعددة، من بينها ألوان أكريليك وأحبار وحنّاء،وكان التجريب في المادة والتقنية يشكل متعة على تماس مع الأفكار والتأملات، بحيث يذوب الوقت في مسامات القماش والورق، إذ تبدو لي اللوحة كائناً حيّاً، أحاورها وتحاورني. حيث تبدأ بخطوط ونقاط لونية غائمة، مثلما تبدأ القصيدة بسطر غائم في الأبجدية. ويتابع: بين النصين البصري والشعري خيط سريّ، مثل عروق فضة في حجر واحد. وكتب الشاعر يوسف عبد العزيز في شهادته حول المعرض: في الوجوه التي يرسمها العامري، أو في هذه الأقنعة التي نقف أمامها، نجد باستمرار تلك العيون الواسعة التي تتأمّل العالم. لكأنّها تقرأ طوالعها، وتستقرئ ما ينتظرها من مفاجآت. ولكنّها في الوقت نفسه، تبدو وكأنّها تتأمّل داخلها الهائج المحتدم،وهكذا فهي تنظر إلى ذلك الدّاخل، وتتفرّس ملكوتها المكنون، كأنها تحرسه من شرور الخارج، وأحابيله الماكرة.

مشاركة :