اليوم الأخير في حياة عواد!

  • 10/28/2013
  • 00:00
  • 50
  • 0
  • 0
news-picture

عواد السهلي رجل أمن في المدينة المنورة ورد اسمه في كشوفات المشاركين في موسم الحج فأجرى فحوصا طبية في مستشفى أحد قبل سفره إلى مكة المكرمة لأنه يشعر ببعض الآلام فتبين وجود حصوة في الحالب، قالوا له إن العملية سهلة وتجرى عن طريق الليزر وأنها لن تستغرق ساعات ثم يقوم بالسلامة ليلتحق برفاقه ويسافر إلى مكة، فلم يكن منه إلا التوقيع بالموافقة على إجراء عملية الليزر ودخول المستشفى لتفتيت الحصوة. في اليوم التالي اتصلت إدارة المستشفى بذويه وطلبت مرافقا له وأبلغتهم أن عملية الليزر تطورت إلى عملية جراحية وأن عليهم مقابلة الاستشاري، الذي أبلغهم أن جهاز الليزر لم يتمكن من رصد الحصوة وأنها (هربت) على حد تعبيره ما اضطرهم إلى التدخل الجراحي، ذهب إليه شقيقه فوجده يعاني من انتفاخ في البطن وقد تم تركيب قسطرة بولية له واتضح أن الأطباء ارتكبوا خطأ طبيا جسيما تمثل في قطع الحالب!. طلب الأطباء من ذوي عواد الموافقة على إجراء عمليتين جراحيتين عاجلتين دقيقتين قد تتطلبان استئصال الأمعاء أو نقل الكلية لإنقاذ حياته، ثم أبلغوهما أن العمليتين لا يمكن إجراؤهما في المستشفى بل يحتاج الأمر إلى نقله من المدينة المنورة إلى جدة كي يتم إجراء العمليتين في المستشفى التخصصي، وصدر أمر بتوفير طائرة إخلاء طبي لنقله إلى جدة، ولعدم توفر طائرة الإخلاء الطبي فقد تم نقله بسيارة إسعاف من المدينة إلى جدة ويرافقه ممرضان فقط. حين وصلت سيارة الإسعاف إلى جدة تبين أن التحويل كان للعيادات الخارجية التي ذهب أغلب أطبائها للمشاركة في موسم الحج وأنه لم يكن هناك تنسيق حقيقي بين المستشفيين بخصوص هذه الحالة العاجلة، فكل ما لدى هذا المريض هو ورقة كتبها أحد الأطباء في مستشفى أحد على سبيل (الواسطة) كي يتم إدخاله المستشفى، وللأسف لم يتم توجيه المريض إلى مستشفى آخر في جدة لإنقاذه وهو في هذه الحالة الخطرة، بل عادت سيارة الإسعاف إلى المدينة المنورة بعد فشل هذه المهمة العاجلة. استغرقت سيارة الإسعاف منذ انطلاقها من المدينة المنورة حتى عودتها خائبة إلى النقطة ذاتها أكثر من 25 ساعة لا شك أن المريض خلالها عانى ما عاناه من آلام ومضاعفات فتوفي «رحمه الله» بعد ساعة فقط من وصوله إلى المدينة المنورة، وقد تم تشكيل لجنة للتحقيق في هذا الخطأ الطبي الفادح دون التحقيق في الأخطاء التنسيقية الفرعية ولا يعلم إلا الله النتيجة التي سوف تخرج بها هذه اللجنة بعد أن أصبحت لجان التحقيق في الأخطاء الطبية أكثر من الأطباء، هذه قصة واحدة من أربع قصص مؤلمة لأخطاء طبية نشرت وقائعها الصحف خلال يومين فقط!، فبينما كانت سيارة الإسعاف تعبر الطريق الطويل بين جدة والمدينة كانت هناك لجان تحقيق في أخطاء طبية أدت إلى الوفاة في مستشفيات حكومية وأخرى خاصة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مشاركة :