حذر آشتون كارتر وزير الدفاع الأميركي اليوم (السبت)، من أن عمليات البناء التي تقوم بها الصين في جزر في بحر الصين الجنوبي، تقوض الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادي، لكن على الرغم من تصريحاته كان رد فعل المسؤولين الصينيين محسوبا. واعترف كارتر الذي كان يتحدث لمسؤولين دفاعيين كبار من منطقة آسيا والمحيط الهادي، بأن دولا عدة أقامت مواقع في الجزر المتنازع عليها بالمنطقة، ولكنه قال إن حجم النشاط الصيني أثار غموضا بشأن خططها في المستقبل. وقال كارتر لمنتدى حوار شانغريلا الأمني إن «الصين أنشأت على أكثر من ألفي فدان وهو ما يزيد على كل المطالبين بالسيادة مجتمعين.. والصين لم تفعل ذلك إلا في الـ18 شهرا الأخيرة»، مضيفًا «لا يُعرف إلى أي مدى ستذهب». كما أفاد كارتر أن الولايات المتحدة «تشعر بقلق عميق» من حجم الإنشاءات التي تقوم بها الصين واحتمال إضفاء الطابع العسكري بشكل أكبر على الجزر، قائلا إن ذلك سيعزز «خطر حدوث سوء تقدير أو صراع». لكنه أضاف: «كلنا نعلم أنه لا يوجد حل عسكري لنزاعات بحر الصين الجنوبي. الوقت الراهن هو وقت تجدد المساعي الدبلوماسية والتركيز على إيجاد حل دائم يحمي حقوق ومصالح الجميع». وردًا على تصريحات كارتر، قال وفد صيني عسكري للمنتدى إن وزير الدّفاع الأميركي أخطأ في انتقاد الصين، لكن تصريحاته ليست عدائية مثل تلك التي أدلي بها خلال المنتدى في السنوات الماضية. حيث قال الكولونيل تشاو شياو تشوه من الأكاديمية الصينية للعلوم العسكرية للصحافيين على هامش المنتدى «تصريحات كارتر هذا العام متوازنة بشكل أكبر.. هذا يساعد على بناء علاقات جديدة بين الصين والولايات المتحدة كقوتين كبيرتين كما يساعد على تحسين العلاقات العسكرية». من جهتها، أفادت بوني غلايسر محللة في مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية، بأن الصين والولايات المتحدة تحاولان تخفيف حدّة لغة الخطاب بعد الكثير من التصريحات الغاضبة المتبادلة خلال المنتدى العام الماضي. وقالت: «كارتر يحاول ألا يستهدف الصين بخشونة، لكن في نهاية المطاف المشكلة هي الصين والكل يعرف ذلك». ويجول كارتر حاليا في آسيا مدّة 11 يوما، وهي ثاني جولة له منذ أن أصبح وزيرًا للدفاع في الولايات المتحدة في وقت سابق من العام الحالي. ودعا كارتر خلال كلمة في بيرل هاربر في هاواي إلى وقف فوري لعمليات الإنشاءات التي تقوم بها كل الأطراف التي تطالب بالسيادة على جزء أو على كل بحر الصين الجنوبي، ووقف إضفاء الطابع العسكري على الجزر. وتطالب الصين وماليزيا وتايوان وبروناي وفيتنام والفلبين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد. وتطالب اليابان والصين بالسيادة على جزر تقع بينهما في بحر الصين الشرقي. أمّا جين ناكاتاني وزير الدفاع الياباني فقال في المنتدى: «إذا تركنا كل تصرف غير مشروع دون رد فعل، فسيتحول النظام إلى فوضى قريبًا وسينهار السّلام والاستقرار. آمل وأتوقع من كل الدول بما فيها الصين، أن تتصرف كقوى مسؤولة». من ناحيته، دعا هشام الدين حسين وزير الدفاع الماليزي كل الأطراف في نزاع بحر الصين الجنوبي لممارسة ضبط النفس أو مواجهة عواقب يحتمل أن تنطوي على مخاطر، قائلاً «هذا (الوضع) يحتمل أن يتصاعد ليصبح واحدا من أعنف الصراعات في وقتنا، إن لم يكن في التاريخ. لغة الخطاب الحادة لن تصب في صالح أي بلد».
مشاركة :