بغداد/ أمير السعدي، إبراهيم صالح/ الأناضول وصف زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، تكليف الرئيس برهم صالح، السبت، لمحمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة المقبلة بـ"اليوم التاريخي"، فيما صعّد المحتجون من فعالياتهم رفضاً لتكليفه. وقال الصدر، في بيان: "اليوم سيُسَجّل في تاريخ العراق بأن الشعب هو من اختار رئيسا لوزرائه وليس الكتل (السياسية)، وهذه خطوة جيدة ستتعزز بالمستقبل". وأجبرت احتجاجات شعبية، متواصلة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وأضاف الصدر، الذي يدعم تحالف "سائرون" وهو أكبر كتلة برلمانية (54 نائبًا من أصل 329): "اليوم نحن الثوّار مُلزمون بالاستمرار بالتظاهر السلمي، من أجل إكمال الكابينة (التشكيلة) الوزراية المستقلة، النابعة من الشعب وإلى الشعب". وعبّر عن أمله "أن لا يستسلم (علاوي) للضغوطات الخارجية والداخلية، وأن يعلن عن برنامجه، ويُسرع في البدء بالانتخابات المبكرة، وأن يسعى إلى سيادة العراق واستقلاله، بما يحفظ للبلد مكانته وقراره وهيبة قوّاته الأمنية". وتعهد علاوي (65 عامًا) بتشكيل حكومة من دون محاصصة بعيدة عن الأحزاب السياسية، والعمل على إجراء انتخابات برلمانية مبكرة تحت إشراف دولي، وتقديم الفاسدين والمسؤولين عن قمع الاحتجاجات للقضاء، وإطلاق حوار مع المحتجين بشأن مطالبهم. وعاش العراق فراغا دستوريا منذ أن انتهت، في 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، المهلة أمام الرئيس صالح لتكليف مرشح بتشكيل الحكومة؛ جراء خلافات بشأن هوية المرشح. وقالت جبهة "الإنقاذ والتنمية"، بزعامة رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي، في بيان، إنها ترحب بتكليف علاوي. وأضافت الجبهة، أحد قوى تحالف "القرار العراقي" (11 نائبًا)، أنها ستدعم علاوي، بشرط أن يشكل حكومة انتقالية مستقلة، تنجز القوانين والإجراءات المتفقة مع مطالب الحراك الشعبي. فيما قال ائتلاف "الوطنية" (21 نائبًا)، بزعامة إياد علاوي، في بيان، إنه "لم يرشح أحدًا لرئاسة الوزراء، وإنما هي مسؤولية الشعب العراقي، وخاصة المتظاهرين السلميين". وضمن قائمة انتخابية لإياد علاوي، وهو سياسي شيعي علماني، دخل محمد علاوي معترك السياسة، عام 2005، وفاز بعضوية البرلمان لدورتين متتاليتين 2006 و2010. وأضاف الائتلاف أنه "لا يقبل بمرشح يُملى به من خارج العراق"، و"أي حكومة تُشكل خارج إرادة الشعب العراقي لن نكون معها". ومحمد علاوي سياسي شيعي علماني مستقل، وليس من السياسيين المرتبطين بعلاقات وطيدة مع إيران، التي نسجت علاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد منذ 2003. لكنه لا يحظى بدعم المحتجين، الذين يطالبون باختيار رئيس وزراء مستقل نزيه لم يتقلد مناصب رفيعة سابقًا وبعيد عن التبعية للأحزاب ولدول أخرى. وتم تكليف علاوي بحقيبة الاتصالات مرتين (2006-2007) و(2010-2012)، لكنه استقال في المرتين؛ احتجاجًا على ما قال إنه تدخل سياسي في شؤون وزارته من جانب رئيس الوزراء آنذاك، نوري المالكي. كما يطالب المحتجون برحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003. وقال شهود عيان للأناضول إن مئات المحتجين ساروا في مسيرات غاضبة بمدينتي البصرة والنجف (جنوب)، مرددين هتافات رافضة لعلاوي. وأغلق محتجون في الناصرية، مركز محافظة ذي قار (جنوب)، جسري "النصر" و"الحضارات" وسط المدينة. وقطع عشرات من الغاضبين في محافظة الديوانية (جنوب) الطريق الرابط مع النجف. وأغلق آخرون شوارع رئيسية وسط مدينة الديوانية، مركز المحافظة، وفق شهود عيان. وفي النجف، أضرم عشرات المحتجين النيران بإطارات سيارات على طريق مطار النجف، ما أدى إلى إغلاقه تماما. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :