حذر المركز الوطني للتأهيل من خطر التدخين وتعاطي منتجات التبغ، مؤكداً أنه يعد بوابة إلى عالم الإدمان، وأن المراهقين المدخنين أكثر عرضة بثلاث مرات لتعاطي المؤثرات العقلية مقارنة بغير المدخنين، بحسب الدراسات الطبية. ونبه المركز إلى أن التدخين يعد واحداً من أهم 10 أسباب للوفيات والأمراض الخطرة والفقر حول العالم، مشيراً إلى أن التبغ يودي بحياة أكثر من ثمانية ملايين نسمة سنوياً، منهم أكثر من سبعة ملايين ممن يتعاطونه مباشرةً، ونحو 1.2 مليون من غير المدخّنين المعرّضين لدخانه غير المباشر، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية. ونفذ المركز حملات توعية لطلبة المدارس في الدولة، سلط خلالها الضوء على تعريف مرض الإدمان مع التركيز على مادة النيكوتين، كونها إحدى أقوى المواد المسببة للإدمان، وتعد من أهم مكونات السجائر، كما تم التطرق إلى انتشار عادة المدواخ بين الطلبة وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول المدواخ والأضرار التي قد يسببها تدخينه. من جانبه، قال المستشار الأسري عيسى المسكري، إن كثيراً من الأبناء يبدأون في سن المراهقة عادة التدخين لأسباب عدة قد تتعلق بأصدقاء السوء أو غياب الرقابة الأسرية أو من باب التقليد، ولا تستطع بعض الأسر كيفية حماية أبنائها من هذا الخطر، وإقناعهم بالإقلاع عن هذه العادة السيئة. ونبه إلى أن عادة التدخين من أخطر العادات السيئة السريعة في التأثير، وتأتي على مراحل وخطوات تدريجية قد يصعب علاجها، نظراً لاحتكاك مادة الإدمان بالدم، فتتمركز حول مناطق الإدراك والوعي والتحكم، مشيراً إلى أن الأمهات يقع على عاتقهن العبء الأكبر في التربية، حيث تضع أولاً الضوابط والقوانين حتى تمنع ابنها من اكتساب هذه العادة السيئة، وتتصدى لها بالوقاية السلوكية والمعرفية، وتبعده عن الاحتكاك السلبي، وتوضح له خطورة هذه الممارسات الخاطئة وإن بدرت من أقرب الناس إليه، وتبين له الفرق بين السلوك الإيجابي والسلوك السلبي. وأكد أهمية عدم الغفلة عن مراقبة الأبناء، وتوجيههم إلى أن التقليد لا يكون إلا في الخير، فلا يقلد أي سلوك سلبي حتى لو نتج من الوالدين، بل تعلمه الصواب ترغيباً في الخير وترهيباً من الشر، مشيراً إلى أن الابن قد يلجأ إلى التدخين كسلوك سلبي بمقصد إيجابي، وهو البحث عن القوة والرجولة، فمن أراد علاج هذه المشكلة عليه أن يحتفظ بالمقصد الإيجابي، وهو البحث عن القوة والرجولة بسلوك آخر غير التدخين يجد منه المقصد نفسه، كبعض الألعاب القتالية مثلاً أو التدريبات الرياضية التي تغذي في نفسه هذا الشعور، وهو المقصد الذي كان يبحث عنه من خلال تقليد غيره في التدخين. وذكر أنه غالباً ما يأتي العلاج من خلال خطوات مدروسة، بقوة الإصرار من قبل الأهل، وإرادة النفس من قبل الأبناء تربية بالترهيب والتضييق والاقناع، لافتاً إلى أن من أهم الخطوات العلاجية أن يكف الآباء أولاً عن التدخين، فتحاول الزوجة بأسلوب ذكي توضيح الحكم الشرعي أمام زوجها أولاً وتعليم الأبناء ثانياً، وعلى الزوج أن يفكر في صحته وصحة أسرته، فلا يدخن أمام أبنائه أو داخل المنزل أو في السيارة حتى تبقى الأسرة روضة تربوية وبيئة طاهرة من أي عادة سيئة مكتسبة، حرصاً على الخير، وتعاوناً على البر، وتضرعاً بالدعاء. وأخيراً، يبقى تعويد الأبناء الصلاة وتنمية الوازع الديني هما الدرع الواقي من كل عادة سيئة أو سلوك سلبي، فكم وجدنا من أطفال صغار كانوا سبباً لتوجيه آبائهم، وهدايتهم نحو الخير، وإرشادهم نحو القيم السامية والأخلاق الحميدة. حملة توعوية نفذ المركز الوطني للتأهيل، العام الماضي، وبالشراكة مع مدارس الإمارات الوطنية حملة توعوية حول أضرار التدخين والمدواخ لطلاب وطالبات الصفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر، بهدف زيادة الوعي لدى الطلبة لحثهم على نهج السلوك الصحي في حياتهم اليومية، بالإضافة إلى إطار عام لتعزيز المهارات الشخصية في رفض كل ما يسيء لصحتهم البدنية والعقلية. كما تم خلال الحملة شرح الاخطار التي قد تسببها السجائر الإلكترونية التي بدأت في الانتشار أخيراً، والتي لا تقل ضرراً عن السجائر العادية. المركز نفذ حملات توعية لطلبة المدارس سلط خلالها الضوء على تعريف مرض الإدمان مع التركيز على مادة النيكوتين.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :