لا تزال رائحة البارود جديدة ولا تزال آثار الدبابات والعربات المدرعة واضحة على الطريق الموحل المؤدي إلى معرة النعمان، ثاني أكبر مدينة في محافظة إدلب، شمال غرب سوريا، وفقًا لموقع "ماكاو بيزنيس" الصيني.واستولى الجيش السوري على المدينة مؤخرًا، حيث حقق انتصارًا مهمًا ضد الجماعات المتمردة في معقلهم الرئيسي الأخير في إدلب وتطهير جزء من الطريق نحو تأمين الطريق بأكمله الذي يربط العاصمة دمشق في الجنوب بحلب في الشمال.ومع ذلك، الحرب ليست كلمة سهلة، وخاصة بالنسبة للناس العاديين، حيث أن معرة النعمان، التي أصبحت خالية الآن من سكانها، أصبحت مهجورة كمدينة أشباح، تروي بصمت قصة حرب.وخلال جولة نظمتها وزارة الإعلام السورية، زار الصحفيون المدينة بمساعدة الجيش السوري.كما شوهدت ندوب الحرب بوضوح في المدينة، حيث كان السوق خاليًا من أصحاب المتاجر والمتسوقين، لكنه مزدحم بالمقاتلين والجنود، الذين كانوا يتنفسون الصعداء بعد أيام من المعارك العنيفة ضد جماعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.وكانت هناك منازل بلا جدران أو أسقف، وتم تجريد بعض المباني من الجدران والسقوف وتركت مع سلالم مكشوفة في الهواء الطلق.وكانت بعض المباني الأخرى مصبوغة ويبدو أنها استسلمت لأضرارها وركعت على الأرض.وقال محمد بسمة، جندي سوري، إنه سعيد لأن يكون قادرًا على المشاركة في تحرير المدينة من الجماعات المتمردة، حيث تمنى عودة سريعة للسكان إلى منازلهم.ولقد تذوق بسمة نفسه آلام النزوح حيث اضطرت عائلته إلى الفرار من المعارك في الريف في محافظة اللاذقية في عام 2013، قائلًا: "إن فقدان منزل هو أحد أصعب الأمور التي تحملها السوريون أثناء الأزمة".وفي سبأ بحرات، الساحة الرئيسية في معرة النعمان، كانت بعض أشجار النخيل الكبيرة لا تزال قائمة ولكن الأشجار الأصغر كانت إما مكسورة أو محترقة أثناء المعارك. واختفى التمثال الشهيرة لأبو العلاء المعري، الفيلسوف والشاعر والكاتب العربي التاريخي، من الميدان. وآخر مرة شوهد فيها التمثال كانت في شريط فيديو عام 2013 من قبل المتمردين المتطرفين، الذين قطعوا رأس التمثال، لأن المعري كان ينتقد الإسلام في أيامه.وإعتبر متحف اللوحات الفسيفسائية، الواقع بالقرب من الساحة، أحد أشهر المتاحف في العالم حيث تعود بعض اللوحات إلى القرن الخامس.وتم تدمير بعض اللوحات تدميرًا كاملًا، بينما لحقت أضرار أخرى جزئية بينما ظل البعض الآخر على حاله، وكان يروي قصص مئات السنين.وإنه ليس المتحف الوحيد الذي لحقت به أضرار خلال الحرب، حيث كانت المتاحف في حلب وتدمر وإدلب عرضة لنهب وتهريب القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن.وعلى جهاز راديو، صدر أمر للجنود بالتجمع في الميدان في معرة النعمان مع ضابط عسكري يوجههم إلى الاستعداد للمعركة القادمة التي ستجري في مدينة سراقب في إدلب.وقال ضابط عسكري لشينخوا، إن الهدف التالي هو الاستيلاء على مدينة سراقب، وهي نقطة أساسية على الطريق الرسمي الذي يربط دمشق بحلب".كما بدأ الضابط يشرح للمراسلين خطة المعركة على الخريطة، قائلًا إن الجيش السوري يتقدم من اتجاهين في وقت واحد، مجموعة واحدة قادمة من حلب والآخر من إدلب.وقال الضابط للجنود، إنه يجب أن تكون حذرًا وأن يكون الاستهداف دقيقًا لتجنب أي إصابة مدنية.كما تمنى الضابط، أن يستسلم المتمردون بسرعة في سراقب لتجنب الحرب الطاحنة في المنطقة.وكرر موقف الحكومة بأن، الجيش السوري سيواصل القتال حتى تحرير جميع المناطق من الجماعات الإرهابية.وحول عودة المدنيين إلى معرة النعمان، قال الضابط، إن المدينة بحاجة إلى إعادة تأهيل بنيتها التحتية، مشيرًا إلى أن هذا سيبدأ فورًا بعد تنظيف مدينة المناجم وبقايا الحرب.كما تبدو معرة النعمان مثالًا للمناطق التي ضربتها الحرب السورية، وهي خالية من السكان، لكنها تركت عليها آثار الحرب وصدى القصف يتردد من بعيد. لقد أثرت هذه الحرب على كل المعنيين.
مشاركة :