منذ ثلاث سنوات، تحاول فاليريا باشكو الحمل ولم يبق أمامها إلا التلقيح الاصطناعي بالأنابيب، الذي تقدمه الخدمات الصحية الروسية مجاناً، إذ تحاول السلطات تجنب حدوث انخفاض جديد في معدل الولادات.وقالت العاملة التي تبلغ 23 عاماً «أنا وزوجي مرتاحان لأن النفقات التي دفعناها ستعوض».وتخضع باشكو لعلاج الخصوبة في مركز خاص بالتوليد في بلدة بالاشيكا خارج موسكو.وتمثل زيادة معدل المواليد على مستوى البلاد أولوية أساسية للرئيس فلاديمير بوتين الذي جعل الأمر أحد بنود خطابه الموجه إلى الأمة الشهر الماضي.وقال إن «روسيا وآفاقها التاريخية تعتمدان على عدد الروس الموجودين»، معلناً زيادة إعانات الأطفال والمخصصات المقدمة للأسر مقابل كل طفل جديد لمساعدة البلاد على «الهروب من المصيدة الديموغرافية».وانخفض عدد سكان روسيا إلى 142,9 مليون في 2010 مقارنة بالعام 1991 عندما انهار الاتحاد السوفييتي وكان عددهم حينها 148,3 مليون. وارتفع العدد الوارد في إحصاء 2010 مجدداً وأصبح 146 مليون نسمة. ويتوقع أن ينخفض العدد ما بين أربعة إلى 12 مليوناً بحلول 2035.في العيادات الخاصة، تكلف جولة التلقيح الاصطناعي بالأنابيب حوالي 100 ألف روبل (1600 دولار) ولا يشمل ذلك بنوداً أخرى. وهذا السعر يساوي أكثر من ثلاث مرات متوسط الأجر الشهري في روسيا.ومنذ العام 2013، بدأت الحكومة تمويل عملية التلقيح في الأنابيب التي تعد أكثر علاجات الخصوبة فعالية بمعدل نجاح يصل إلى حوالي 30 %، بموجب نظام تأمين صحي إلزامي.وقالت د.أولجا سيروفا، الطبيبة في عيادة بالاشيكا، إن «عدد عمليات التلقيح الاصطناعي بالأنابيب ازدادت ثلاث مرات تقريباً» بفضل التمويل الحكومي.وتابعت سيروفا التي تزيّن مكتبها بصورة لبوتين الذي جعل المعركة ضد انخفاض عدد السكان أولوية وطنية «هذه السياسة تعزز معدل المواليد وتأتي كجزء من مشروع الحكومة الذي يستهدف التركيبة السكانية».
مشاركة :