عرضت قناة الجزيرة دراسة اجريت على مجموعة من الأطفال حيث قسم الأطفال الى 3 مجموعات فعرض على المجموعة الأولى رجل يهاجم دميه وعرض على المجموعة الثانية رجل يهتم بالدمية وعرض على المجموعة الثالثة رجل لا يكترث بالدمية وبعدها ادخل أطفال كل مجموعة على المكان الذي تواجد فيه الرجل والدمية فقلد أطفال المجموعة الاولى (7-9) السلوك العدائي بمهاجمة الدمية وقلد أطفال المجموعة الثانية (3-7) نفس سلوك الرجل الحسن باحتضان الدمية رغم وجود سكين، يسمح بمعاداتها وابدى أطفال المجموعة الثالثة (6-6) عدم مبالاة بالدمية أسوة بما فعله الرجل والهدف من هذه الدراسة كان دراسة التأثير الكبير لوسائل الاعلام على سلوكيات الأطفال. والان دعونا نسأل أنفسنا ماذا يشاهد أطفالنا؟ في الحقيقة انهم اصبحوا يشاهدون ما نشاهد فلقد تركوا عالمهم الصغير لأنه لم يعد هنالك من يهتم به وانتقلوا الى عالم الكبار حيث افلام العنف والمسلسلات الدرامية البائسة ويرجع كل هذا لنا نحن ذويهم لأننا في الاساس وضعنا اجهزة التلفاز في كل مكان فأنت تتناول طعامك والتلفاز امامك وتذهب الى فراشك وهو امامك بينما يفترض ان يكون التلفاز في غرفة الجلوس وأن يكون تحت تحكم الكبار في البيت وتحديد اوقات للمشاهدة التي تناسب الأطفال وحجب القنوات التي لاتناسب اعمارهم. أطفالنا يشاهدون اليوم كل شيء باستثناء برامج الأطفال التي للاسف لاتجد اي اهتمام من قبل القنوات العربية وغاب التعاون بين القنوات وبين القطاعات التربوية والتعليمية لتقديم مواد تناسب أطفالنا وتسهم في غرس القيم والمبادىء والسلوك الحسن في اذهانهم منذ الصغر ولهذا لو طبقنا التجربة السابقة على مايشاهده أطفالنا لتوصلنا الى نتائج مأساوية في ما يشاهدونه سواء عبر التلفاز او الاجهزة التى نتركها في متناول ايديهم على مدار الساعة دون ان نعرف ماذا يشاهدون وماهو تأثيره على سلوكهم. من موقعي كصاحب تجربة في تأسيس اول مشروع ثقافي عربي ترفيهي للطفل استطيع أن أؤكد لكم أن كل من التقيتهم على مدار السنوات من مسؤولين وقياديين واعلاميين وتربويين يبدون اهتمامهم بالطفل دون ان يتخذوا اي خطوة في سبيل تحقيق هذا الاهتمام او على ابسط الاحوال القيام بأبسط خطوات ماهو مطلوب منهم لصناعة محتوى يقدم لأطفالنا يزرع فيهم قيما ومبادئا تساندهم في مراحل شبابهم وصولا الى تحقيق اهدافهم في المستقبل بعيدا عن العنف بأشكاله او تركهم فريسة لزرع مفاهيم قد تقودهم في المستقبل الى ما نحصد الكثير منه الان كألم في جسد وطننا. فلابد أن تتظافر الجهود للقيام بنهضة لتطوير عالم الطفل ولابد ان تراجع قنوات الأطفال ماتقدمه من محتوى باهت لمجرد الاسترخاص وعدم القدرة على البذل لصناعة محتوى يليق بأطفالنا وبرسم خطوات مستقبلهم وهو كما ذكرت لايمكن أن يتحقق دون تظافر عدة جهات لتحقيقه وحتى يتحقق هذا الحلم لابد أن يهتم البيت بمتابعة أطفاله في ما يشاهدون وتقنين متى يشاهدون فالاجهزة التي يحملها كل طفل معه على مدار الساعة قنابل موقوتة فالحذر الحذر منها لانها مصممة للعقل لا العمر وبالتالي فالعاقل يعرف اين يذهب ولكن الطفل لا يعرف الى اين يذهب وقد تأخذه هذه الاجهزة في متاهات لا يعلم إلا الله الى أين ستوصله. إن عدم الاهتمام بما يقدم لأطفالنا، امر خطير قبل ان تكون هذه الأجهزة في متناول ايديهم منذ ان كان التلفاز قناة واحدة تقدم للأطفال مواد موجهة في ساعات محددة اما وقد تنازلت معظم القنوات عن هذا الدور واصبح الطفل يشاهد كل شيء من الاخبار الى الافلام الى المسلسلات الى الكليبات الغنائية ويكمل الساعات بمشاهدة كل شيء على جهازه المحمول فالوضع اكثر من خطير. بالمناسبة دعني أسألك أيها الأب وايتها الأم متى اشتريتم لطفلكم مجلة متخصصة للطفل او قصة أو كتاب معرفي او فيلم تعليمي وتثقيفي حتى نعرف الى أي درجة تهتمان به.
مشاركة :