دمشق أول فبراير 2020 (شينخوا) واصل الجيش السوري اليوم (السبت) التقدم باتجاه مدينة سراقب الاستراتيجية بريف إدلب شمال غرب سوريا رغم تمركز القوات التركية بثلاث نقاط عسكرية في محيطها، بحسب مصادر متطابقة. ويشن الجيش السوري منذ 19 ديسمبر الماضي عملية عسكرية جديدة ضد الفصائل المسلحة في جنوب شرق محافظة إدلب، ويخوض معارك في هذه المنطقة ضد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل جهادية أخرى. وتمكن الجيش اليوم من السيطرة على قريتين بمحيط مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، بحسب الإعلام الرسمي. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) "إن وحدات من الجيش السوري تابعت تقدمها في عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية بريف إدلب الشرقي، وتمكنت من السيطرة على قريتي لوف وقمحانة على محور خان السبل شرق مدينة سراقب، مكبدة إرهابيي جبهة النصرة والمجموعات المتحالفة معها خسائر بالأفراد والعتاد". وتابعت أن "وحدات الجيش نفذت رمايات تمهيدية مكثفة بسلاحي المدفعية والصواريخ على مواقع وتحصينات التنظيمات الإرهابية شمال شرق خان السبل على محور بلدة سراقب" في ريف إدلب الشرقي. وأكد مصدر عسكري سوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق أن "الجيش السوري كثف عملياته العسكرية بريف إدلب الشرقي وتمكن من تحقيق تقدم باتجاه مدينة سراقب الاستراتيجية". وقال "إن هدف الجيش من السيطرة على مدينة سراقب هو تأمين الطريق الدولي الرابط بين العاصمة دمشق ومحافظة حلب في شمال البلاد. وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه أن "بضعة كيلومترات تفصل الجيش السوري عن مدينة سراقب"، مؤكدا "أن هذا التقدم أقلق قوات الجيش التركي". وفي مواجهة تقدم الجيش السوري، تقوم القوات التركية بإنشاء نقطة عسكرية جديدة في محيط مدينة سراقب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد، ومقره لندن، إن القوات التركية عمدت إلى استقدام معدات لوجستية وعسكرية مؤلفة من دبابات ومصفحات ونحو 20 جنديا إلى مدخل قرية "كفر عميم" الواقعة شرق بلدة سراقب. وأضاف أن القوات التركية "تقوم بإنشاء نقطة عسكرية جديدة لها عند مفرق مفر عميم ضمن ما يعرف بطريق أبو الضهور - سراقب، لتكون بذلك القوات التركية قد تمركزت بثلاث نقاط في محيط سراقب من الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية". وذكر المرصد أن القوات التركية ثبتت أمس الجمعة نقطة عسكرية ثانية شمال مدينة سراقب. وقبل ذلك، تم إنشاء نقطة أولى بمنطقة الصوامع جنوب سراقب، وفقا للمرصد. وتتواجد النقطتان على طريق دمشق -حلب الدولي المعروف بـ (M5). وتمثل سراقب الهدف الثاني للجيش السوري بعد السيطرة على مدينة معرة النعمان في ريف إدلب. وأعلن الجيش السوري الأربعاء الماضي سيطرته الكاملة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية بريف إدلب الجنوبي، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب شمال غرب سوريا. وفي السياق، بدأت ورش الخدمات الفنية بإزالة السواتر الترابية والعوائق على الطريق الدولي بين حماة-حلب في المنطقة الممتدة بين خان شيخون ومعرة النعمان بعد أن أمنت وحدات الجيش الطريق حتى بلدة معردبسة لمسافة تصل إلى نحو 45 كيلومترا، بحسب الوكالة. وطوال الأزمة السورية، برزت إدلب كوجهة رئيسية للجماعات المسلحة، التي أخلت عدة مواقع في جميع أنحاء سوريا بعد استسلامها للجيش السوري. وتعتبرُ إدلب من آخر المعاقل الرئيسية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة في سوريا. وغير بعيد عن إدلب، تخوض قوات الجيش السوري اشتباكات عنيفة مع فصائل ومجموعات جهادية على محاور في غرب مدينة حلب. وقال المرصد السوري إن الفصائل المقاتلة والجهادية "تمكنت في محور حي جمعية الزهراء غرب حلب من السيطرة على دوار المالية ومنطقة جامع الرسول الأعظم، التي كانت تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية". وأشار إلى أن الفصائل قصفت بعشرات القذائف الصاروخية مناطق شارع النيل وأحياء الزهراء والشهباء وحلب الجديدة والموكامبو في مدينة حلب، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن. وفي السياق، قالت الوكالة الرسمية إن وحدات الجيش السوري تصدت لهجوم إرهابي بأربع عربات مفخخة ودمرتها قبل وصولها إلى أهدافها على أطراف حي جمعية الزهراء غرب مدينة حلب. وتابعت أن وحدات الجيش واصلت استهداف تحصينات الفصائل المسلحة وهيئة تحرير الشام بالمدفعية والصواريخ في محور خان طومان وبلدة الخالدية "محققة إصابات مباشرة في صفوفها". وقال مصدر عسكري ل(شينخوا) إن العملية العسكرية في ضواحي حلب الغربية "تهدف إلى توسيع دائرة الأمان لمدينة حلب والمناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية". وغالبا ما تستهدف الفصائل المسلحة بالقذائف الصاروخية أحياء مدينة حلب. وسيطر الجيش السوري في الأيام القليلة الماضية على عدة مناطق غرب حلب، بينها خان طومان والراشدين 5 ومعراتا ومستودعات الوقود ورحبة التسليح ومستودعات خان طومان. وينفذ الجيش السوري منذ 25 يناير الماضي عملية واسعة ضد الفصائل المسلحة في غرب حلب في إطار سعيه لاستعادة السيطرة على كل المناطق الواقعة تحت سيطرتها في محافظتي إدلب وحلب شمال سوريا.
مشاركة :