من القديح إلى الدمام، وخلال أيام قليلة تكررت محاولات النيل من هذه البلاد وأمنها واستقرارها. توهم المدبرون والمنفذون أن استمرار العمليات الارهابية سيزرع الذعر والخوف بين المواطنين ويؤدي إلى حالات إرباك لدى الجهات الأمنية يجعلها عاجزة عن القيام بعملها والحفاظ على الوطن والمواطن. من يريد الإضرار بالبلاد وأمنها فعليه، وبكل بساطة، الرجوع إلى التاريخ القريب واستلهام الدروس والعبر. متى تعرضت المملكة لأول عمليات قتل وتفجير؟ وكم تبعها من عمليات ارهابية ومحاولات فاشلة؟ الواقع يتحدث عن الكثير ولكن العبرة بالنتائج. الحمد لله الوحدة الوطنية تزداد وتذوب في ثناياها كل محاولات التفتيت وزرع الخلافات المذهبية والطائفية. أما حماة الوطن فحدث عنهم ولا حرج فقد أثبتت الوقائع كل أشكال القوة والصلابة والاستعداد لبذل الغالي والرخيص في سبيل الوطن. سالت الدماء الزكية واستشهد البعض وفي النهاية لا تهاون ولا تخاذل، والكل يردد: وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه. سياسة الدولة وقادتها لم تترك أي فرصة أو مناسبة إلا وهي تجدد التأكيد بأن أمن الوطن خط أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كان الثمن، وفي برقيته لسمو ولي العهد وزير الداخلية في أعقاب جريمة القديح أكد خادم الحرمين الشريفين «أن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم». الأمير محمد بن نايف، وهو من سبق واستهدفه الارهابيون، وضع النقاط على الحروف في حواره الأخير مع أحد أقرباء شهداء القديح وبين أن الدولة ليست عاجزة عن القيام بما هو مطلوب منها لحماية مواطنيها. المواطنون بكل فئاتهم وطبقاتهم لم تفلح كل الجرائم في النيل من وحدتهم وهم يؤكدون المرة تلو الأخرى ألا مجال للاختراق او المساومة، ويكفي لكل منصف أن يقرأ أو يسمع كل ما يقال ويكتب في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام التقليدية لتظهر له الصورة واضحة وجلية. اليوم، وبلادنا تمر بهذه الظروف تزداد مسؤوليتنا كمواطنين في أن نكون سنداً وعيناً ساهرة لرعاية أمن الوطن والتعاون مع الجهات الأمنية في الإبلاغ عن كل أمر أو شخص مشتبه فيه فكم من معلومة صغيرة أسهمت في قطع الطريق وإفشال محاولات مغرضة للقتل والتخريب. ما حصل في القديح وما تلاه في الدمام من جرائم لن توقف مسيرة البلاد ولن تزعزع الامن والاستقرار وستظل بيوت الله عامرة بالمصلين في كل الأوقات والدعوات في أرجائها بأن يحفظ الله لهذه البلاد أمنها واستقرارها.
مشاركة :