وصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن إلى العاصمة صنعاء يوم الجمعة في ثاني زيارة له للبلاد. وعين اسماعيل ولد الشيخ أحمد وهو دبلوماسي موريتاني مبعوثاً للأمم المتحدة في اليمن في ابريل خلفا لجمال بن عمر ويحاول أحمد عقد مفاوضات سلام لانهاء الحرب الدائرة في البلاد. وفي الأسبوع الماضي طلب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة من أحمد تأجيل محادثات جنيف للسلام التي كان مقررا أن تعقد يوم 28 مايو. وجاء قرار الأمم المتحدة تأجيل المحادثات جاء استجابة لطلب من حكومة اليمن وأطرف أخرى في الصراع بإتاحة «مزيد من الوقت للاستعداد». ولكن أحمد قال للصحافيين الجمعة: إن الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة بايجاد حل سياسي للصراع. وتابع «ما زلنا مصممين ان ليس هناك حل كما قلنا في الماضي إلا حل سلمي ولازم لكل الاطراف اليمنية أن تأتي إلى الطاولة وجئت بهذا الصدد من أجل ان نتشاور مع كل الاطراف الموجودة هنا في صنعاء من أجل التحضير لهذا المؤتمر الذي مازالت الأمم المتحدة مصممة على ان تعقده في اقرب وقت ممكن إن شاء الله». ميدانياً شنت طائرات التحالف العربي صباح امس غارات جوية عنيفة على معسكر موال للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في مدينة تعز جنوبي اليمن. وقال شهود عيان ل»الرياض» إن طائرات التحالف قصفت معسكر قوات الأمن الخاصة بالمدينة بعدة صواريخ ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وكانت أسلحة ثقيلة تتمركز في المعسكر تقصف بشكل عشوائي الأحياء السكنية في المدينة. يأتي هذا فيما سقط قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة شهدتها مدينة تعز مساء الجمعة وفجر امس. وذكرت مصادر محلية ان اشتباكات عنيفة دارت بين المقاومة الشعبية وقوات الحوثيين وصالح في المرور وحوض الاشراف ومناطق اخرى في شمال وغرب المدينة، فيما قصف الحوثيون وقوات صالح بشكل عنيف احياء الروضة والشماسي والأخوة والجمهوري، وشارع الأربعين. واكدت مصادر طبية سقوط ضحايا في صفوف المدنيين جراء القصف. ونفذ رجال المقاومة الشعبية الجمعة هجوماً على نقطة تفتيش تابعة للحوثيين وتتمركز قرب معسكر قوات الأمن الخاصة، وأسفر الهجوم عن إحراق طقم ومقتل أربعة من الحوثيين وإصابة ستة آخرين. كما شنت طائرات التحالف امس سلسلة غارات مكثفة على مواقع يتمركز فيها المسلحون الحوثيون والموالون لصالح بمحافظة مأرب شرقي اليمن. وقالت مصادر محلية ل»الرياض»: إن نحو ثماني غارات استهدفت تلك المواقع المتواجدة في منطقة «الجفينة» غرب المدينة، ومواقع في منطقتي الدشوش والسائلة، ومواقع جوار منازل قيادات حوثية. ولم يُعرف بعد نتائج تلك الغارات، لكن المصادر رجحت سقوط قتلى وجرحى حوثيين. كما وكان الطيران قصف الخميس اهداف وتجمعات للحوثيين وقوات صالح في مارب التي تشهد مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية المسنودة بقوات الجيش الموالي للشرعية والحوثيين وقوات صالح. واشارت المصادر الى سقوط قتلى وجرحى بينهم قيادات حوثية جرى استهداف منازلهم والتي تحولت الى مقرات للحوثيين. ومن بين القتلى قيادي يدعى ابو الفضل الكبسي. في حين تم استهداف منزل القيادي الآخر يكني أبو إدريس مسؤول الجماعة في محافظة حجة. هذا وقال الشيخ صالح الانجف رئيس تحالف قبائل مأرب ل»الرياض» ان طيران التحالف لعب دورا مهما في قصف مواقع الحوثيين وقوات صالح، مؤكدا ان معارك عنيفة تشهدها منطقة الجدعان وصرواح اسفرت عن سقوط عشرات الضحايا في صفوف الحوثيين وقوات صالح، مؤكدا اسر 85 شخصًا منهم خلال المواجهات وتدمير والاستيلاء على عدد من الاليات العسكرية لهم. كما شن طيران التحالف بعد منتصف الليل غارات عنيفة استهدفت مقر القوات الجوية وقاعدة الديلمي العسكرية شمال صنعاء. وسمع دوي انفجارات عنيفة وتصاعد لألسنة اللهب تتصاعد من الأماكن المستهدفة، واستمرت الانفجارات لبعض لأكثر من ساعة ونصف فيما قتلت مصادر ان الطيران استهدف مخازن أسلحة. وكذا غارات على المجمع الحكومي في منطقة بيت الفقية والدريهمي بمحافظة الحديدة غربي البلاد ما أسفر عن قتلى وجرحى من الحوثيين. وقال شهود عيان ان العشرات من مليشيا الحوثي كانوا يتمركزون في المجمعين استعداداً لاقتحام قبيلة الزرانيق. وذكرت مصادر محلية ان أكثر من عشرة أطقم على متنها مسلحين حوثيين وصلوا إلى مدينة الدريهمي بالحديدة، بالقرب من قرية الشيخ القبلي «يحيى منصر»، في محاولة لاقتحامها. وذكر ان الحوثيين الذين وصلوا إلى مجمع بيت الفقية من جهة الشرق وغرباً عبر الدريهمي ينوون اقتحام القرية للتفتيش عن شخص اتهموه بقتل احد افرادهم في منطقة النخيلة يوم الخميس. واستمرت المواجهات العنيفة في مدينة عدن وتركزت بشكل اساسي في منطقة دار سعد وبالقرب من مطار عدن. وشن الطيار التابع لقوات النحالف سلسلة غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في عدن الجمعة ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وكانت المقاومة الشعبية بمحافظة عدن حققت الجمعة تقدماً في بعض المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وقوات صالح المسلحة. وقال مصدر في المقاومة ل»الرياض» إن رجال المقاومة خاضوا اشتباكات شرسة مع ميليشيات الحوثي وصالح بغطاء جوي منذ فجر يوم الجمعة، وتقدموا باتجاه بعض المناطق في خور مكسر. وأضاف «ان المقاومة تقدمت باتجاه حي العريش وغازي علوان بخور مكسر»، لافتاً إلى ان المقاومة على وشك احكام السيطرة على المنطقتين. وأشار إلى ان اكثر من 20 مسلحاً حوثياً قتلوا في الاشتباكات، فيما سقط 5 قتلى من المقاومة، وعشرات الجرحى من الطرفين. وذكر ان ذلك التقدم جاء بعد تمكن المقاومة من قطع طريق الامداد بين خط العلم والمدينة الخضراء والمندارة. وأوضح ان المقاومة من جهة مدينتي المنصورة والشيخ عثمان، تسعى إلى تحرير مدينة خور مكسر والسيطرة عليها. وأكد ان المقاومة تستخدم حالياً اسلحة جديدة لأول مرة تستخدم في المواجهات، إضافة إلى قوات تم تدريبيها خلال الشهرين الماضيين، استعداداً لجعلها نواة لجيش وطني يتم اعداده. وتشهد عدن قتالاً عنيفاً بشكل شبه يومي بين الحوثيين وأنصار صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من أخرى، وقتل فيها 40 شخصاً على الأقل الخميس. الى ذلك اتهم حزب الاصلاح ميليشيات الحوثي بنقل قيادات واعضاء في الحزب معتقلين لديها الى مواقع عسكرية مستهدفة من قبل طيران التحالف. وحمل مصدر مسؤول في التجمع اليمني للإصلاح، في بيان له جماعة الحوثي المسلحة، المسؤولية الجنائية، عما قد يلحق بقياداته وأعضائه المختطفين لديها، بعد نقلهم إلى مواقع عسكرية مستهدفة. وقال الاصلاح أن ميليشيات جماعة الحوثي نقلت عدداً من قيادات الاصلاح المختطفين بينهم، عضو الهيئة العليا للإصلاح محمد قحطان الى موقع عسكرية متوقع استهدافها من قبل طيران التحالف. وأكد المصدر أن جماعة الحوثي تتحمل كامل المسؤولية حياة وسلامة قيادات وأعضاء الإصلاح المختطفين.
مشاركة :