وجدان الصائغ: المبدع العربي يحتاج إلى تقديمه للعالم بشكل لائق

  • 5/31/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ترى الناقدة العراقية وجدان الصائغ أن جغرافيا الإبداع العربي لا تؤمن بجواز السفر الذي يتعثر بصاحبه عند الحدود السياسية وأن ما ينقص الإبداع العربي لأن يكون جزءا من الإبداع العالمي هو تقديم المبدع بشكل لائق من خلال الترجمة. وهي تقول إن الآخر "يجهل لغتنا" وحين استطاع قراءة الأدب العربي منح نجيب محفوظ جائزة نوبل للآداب عام 1988 وإن ضعف حركة الترجمة أدى إلى الجهل بالإبداع العربي .. فالآخر "يجهل ثقافتنا ولغتنا ولكنه حريص على أن يفهم ما يحصل على الأرض بعيدا عن الأفق السياسي". وتضيف أن ترجمة الأدب العربي ستمنح هذا الآخر فرصة لفهم طبيعة المجتمعات العربية التي تقول إن مظاهر هضم حقوق الإنسان فيها تصل إلى حد الإرباك. وردا على أسئلة من "رويترز" بالبريد الإلكتروني قالت إن ندرة الترجمة أدت إلى انحسار الجسر الثقافي في التعرف على ما يحدث في العالم العربي عن طريق "وسائل الإعلام المضللة التي لا تعكس الوجه الحقيقي للإنسان العربي البسيط المشغول بقوته والمحاصر بأحلامه بالأمان والتسامح." وأضافت أن الكاتب العربي يطمح بإبداعاته لفتح حوار ثقافي وحضاري وديني مع الآخر "لأن الإبداع في أبسط تعريفاته هو التحاور مع الآخر وفتح نوافذ للتواصل معه." ووجدان الصائغ أستاذة في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة ميشيجان الأمريكية وشاركت في مؤتمرات ثقافية في عدة عواصم عربية وأجنبية ولها مؤلفات منها (الصورة الاستعارية في الشعر العربي الحديث) و(شهرزاد وغواية السرد .. قراءة في القصة والرواية الأنثوية) و(السنونوة والربيع .. قراءة في القصيدة اليمانية) و(القصيدة الأنثوية العربية .. قراءة في الأنساق). وقالت لـ"رويترز" إن الخريطة الجغرافية للأدب العربي "مغايرة تماما للواقع الجغرافي السياسي العربي" وإن لدى كل بلد نكهة إبداعية تختلف وفقا لبنيته الثقافية والاجتماعية ومخزونه المحلي وذاكرته الحضارية ومن الطبيعي أن تصب هذه النكهة في "موزاييك" إبداعي يمثل وحدة ثقافية إنسانية "عصية على التقسيم أو التفتيت". وأضافت أنه على الرغم من "مرارات الراهن السياسي وعمق النكبات المتوالية ... مرارة تقسيم المقسم وغياب الحدس بالمستقبل والتقوقع في دائرة الوجع اليومي" فإن الإبداع العربي يتجاوز ذلك ويؤمن بالهم العربي المشترك وبحرية إنسان يترقب فجر الديمقراطية الذي يؤوي الفقير ويطعم الجائع ويؤمن الخائف في دياره. وتستشهد على ما تراه وحدة جغرافية لخريطة الإبداع العربي بعمق "الصلات الإنسانية بين المبدعين العرب فكريا وثقافيا ونفسيا وليس أدل على ذلك من تلك الشراكة النفسية بين المثقفين العرب .. فالهم الذي يشغل المبدع المصري يؤرق المبدع التونسي وجرح المبدع العراقي يؤلم ذاكرة المبدع اليمني وهكذا." المفارقة بين تفتت الخريطة السياسية ووحدة خريطة الأدب تكشف في رأيها "تناقضات الحاضر المر". ففي حين تتقهقر البلدان العربية سياسيا واقتصاديا وتتراجع عن مواكبة التطور العالمي "بشكل مخيف" في رأيها يشكل الإبداع العربي تطورا نوعيا يضاهي الإبداع العالمي.

مشاركة :