«سبتية الجاسر» تختتم فعالياتها بندوة أدبية عن الدكتور الأسد

  • 5/31/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم مركز حمد الجاسر الثقافي فعالياته للعام 1435 - 1436هـ بندوة علمية عن الدكتور ناصر الدين الأسد أمس، شارك فيها الدكتور محمد الهدلق والدكتور عز الدين عمر موسى، وأدارها الدكتور منذر كفافي، حيث سلّط المشاركان الضوء على سيرة الدكتور الأسد ومسيرته العلمية، وجهوده في خدمة الأدب والفكر والثقافة، ومؤلفاته التي أثرت المكتبة العربية، ووصفا رحيله بفقد آخر عمالقة النهضة الفكرية والثقافية من جيله. وافتتح الندوة الدكتور محمد الهدلق بورقته التي تحدَّث فيها عن البدايات الأولى للدكتور ناصر الدين الأسد، منذ رأت عيناه النور أول مرة في مدينة العقبة في الأردن عام 1922م حتى وافته المنية في 21 مايو 2015م، وسلط الضوء على مسيرته العلمية وجهوده في خدمة اللغة والأدب، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة في المدرسة الابتدائية التي أنشأها والده في مدينة العقبة، ثم تنقَّل مع أسرته في عدد من المدن من بينها: الشوبك، ووادي موسى، وعمان، والقدس. وبعد حصوله على الثانوية العامة من الأردن التحق في أواخر عام 1944م بكلية الآداب في جامعة فؤاد الأول في القاهرة وحصل منها على شهادة الليسانس في عام 1947م، ثم الماجستير في عام 1951م، ثم الدكتوراه في عام 1955م. وأشرف على دراسته في مرحلتي الماجستير والدكتوراه الدكتور شوقي ضيف. وكان موضوع رسالته للدكتوراه "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية". ثم تحدَّث عن المناصب التي شغلها الدكتور الأسد في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلال الفترة 1954 - 1959 م، وعمله مدرسًا لطلبة الماجستير في معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة لعدة سنوات، وعميدًا لكلية الآداب والتربية في الجامعة الليبية في بنغازي خلال الفترة 1959- 1961م، ثم استُدعي إلى الأردن للمساعدة على إنشاء الجامعة الأردنية في عمَّان، وقد عمل أستاذًا للغة العربية والآداب فيها، وعميدا لكلية الآداب، ثم رئيسًا للجامعة خلال الفترة 1962 - 1968م؛ ثم عمل وكيلاً للإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية، والمدير العام المساعد المشرف على الشؤون الثقافية في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في القاهرة خلال الفترة 1968- 1977م، كما عمل سفيرًا للأردن لدى المملكة العربية السعودية خلال العامين 1977 - 1978م، ثم عُيّن رئيسًا للجامعة الأردنية مرة أخرى وذلك في الفترة 1978 - 1980م، ثم عُيّن وزيرًا للتعليم العالي في الأردن خلال الأعوام 1985 - 1989م؛ وعيِّن رئيسًا للمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية خلال الأعوام 1980 - 2000م. والدكتور الأسد عضو في عدد من المجامع والمجالس العلمية في مصر، وسورية، والأردن، والمغرب، والهند، والصين، وغيرها. وذكر الدكتور الهدلق في ورقته المنح والجوائز التي مُنِحت للدكتور الأسد تقديرًا لإسهاماته العلميّة والثقافية المتميّزة. وأثنى على مؤلفاته الكثيرة التي أثرت المكتبة العربية والمؤلفات التي كُتبت عن عمله وملامح حياته وأدبه ونقده وشعره وفكره وجهوده في النهضة الثقافية. وفي ختام ورقته وصف الدكتور الأسد بأنَّه من أبرز مناصري اللغة العربية الفصحى، الداعين إلى رعايتها والدفاع عنها ضد هجمة اللغات الأجنبية عليها وبخاصة اللغة الإنجليزية التي تسعى إلى إزاحتها عن موقعها لغة للعرب وتراثهم الفكري والأدبي، وسبق وقدَّم ورقة عنه في حضوره، وذلك في الحفل الذي أقامه منتدى الدكتور عمر بامحسون الثقافي لتكريمه منذ عدة سنوات. وتحدَّث الدكتور عز الدين موسى عن ذكرياته مع الدكتور الأسد والشيخ حمد الجاسر في بيروت، وعن الأسد المؤرخ والأديب، ووصفه بأنه آخر العمالقة من جيل النهضة الذين رحلوا، وقال عنه "إنه كان رجلا عصاميا وقورا مهيبا صارما في منهجه العلمي، موضوعيا في دراساته، متواضعا يأنس به جليسه، لما يتميز به من روح الدعابة، وفيه خلق الأدباء وتواضع العلماء". وقد كان أحد أعضاء مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية وسبق وشارك في ندوة عن الشيخ حمد الجاسر ودوره في خدمة التراث العربي، نظمتها الملحقية الثقافية السعودية في دمشق، شارك فيها مجموعة من المفكرين والعلماء، وكان الدكتور الأسد يزور المملكة كثيرا، وله فيها أصدقاء ومحبون كُثر.

مشاركة :