الدوحة - الراية : بمشاركة 30 عازفاً تركياً يقدم مركز شؤون الموسيقى بالتعاون مع أوركسترا قطر الفلهارمونية «الثلاثية المقدسة» للموسيقار رياض السنباطي، وذلك يوم 5 فبراير الجاري على مسرح الشيخة المياسة بالمدينة التعليمية، حيث سيستمتع الحضور بعزف الثلاثية التي قام بإعداد وتوزيع الرؤية السيمفونية الجديدة لها الفنان التركي إسماعيل ظافر هازنيدار أوغلو بقيادة الملحن والقائد الموسيقي اورهان سالييل. معالجة موسيقية ويأتي اختيار رائعة السنباطي لتقديمها من خلال الحفل المنتظر لما له من مشروع تجديدي في الموسيقى العربية خلال المرحلة التاريخية التي عاصرها، وتقديراً لمجهود السنباطي الموسيقي، وسيقدم العمل معالجة ورؤية موسيقية جديدة لهذه الرائعة، من خلال وضع لمسات معاصرة تجعل الموسيقى متجاوزة للمرحلة التاريخية التي تم خلالها تأليف العمل، وهو الأمر الذي يجعلها تتوافق مع إيقاع الحياة الجديدة في القرن الحادي والعشرين، وعلى ذلك يراد من هذا العمل الموسيقي التعبير عن وحدة القيم الإنسانية بين كل الشعوب بكافة الاختلافات العرقية والجغرافية. ويأتي حرص وزارة الثقافة على تقديم هذا العمل من نابع إيمانها بقدرة الموسيقى على التأثير والتعبير عن القيم والمثل، ولعلمها أن الموسيقى لها أثر كبير على الإنسان، كما أن لها دوراً هاماً في المجتمع، وتشترك مع سائر الفنون في نحت شخصية الإنسان، وتحمل قيماً مثل العدل والحرية، كما تحث على العمل وضرورة التحكم في الوقت، وفهم معنى الزمن، فالموسيقى هي رافد من روافد الفنون التي تشجع الإنسان على أن يسمو بالمجتمع وتهذب شخصيته وتجعله فاعلاً في مجال عمله ووسط أسرته ومجتمعه. الانفتاح على الثقافات وبهذه المناسبة يقول خالد السالم مدير مركز شؤون الموسيقى إن وزارة الثقافة تمضي قدماً في استراتيجيتها الرامية إلى نشر الوعي بين أبناء المجتمع، وذلك من خلال الانفتاح على الثقافات وتقديم كل ما من شأنه الارتقاء بالذوق العام وكل ما يحتوي على رسائل إيجابية، موضحاً أن اختيار رائعة السنباطي لتقديمها من خلال الحفل المنتظر جاء في إطار التعاون مع موسيقيين عالميين لديهم رؤى فنية جديدة لأعمالنا العربية الخالدة وضمن المساعي التي تهدف لإعادة تجديد الموسيقى العربية وتقديراً لمجهود السنباطي الموسيقي». ويقصد بالثلاثية المقدسة المدن الثلاث وهي مكة والمدينة وبيت المقدس وهي أماكن مقدسة، لعبت دورا حضاريا وتاريخيا في حياة شعوب المنطقة بل والعالم أكمل، حيث إن الرسالة التي مرت من تلك المدن هي رسالة إنسانية وعالمية، وعلى ذلك يحمل العمل الموسيقى المنتظر رسالة إنسانية موجهة لجميع الشعوب، من أجل نشر السلام وتشجيع الإنسانية على ضرورة التآخي والمحبة والتقارب بين الناس، كما تؤكد أن حضارة الإنسان تقوم على رباط متين قوامه المودة. نبذة تاريخية يُذكر أن قائد الأوركسترا أورهان سالييل من مواليد عام 1968 وينحدر من عائلة موسيقية. وكرّس نفسه للحياة الموسيقية. تعلَم التلحين والعزف على آلة الباصون والبيانو في إسطنبول، وأتم دراسة التأليف والقيادة الموسيقية في هولندا، ثم عكف بعد ذلك على دراسة قيادة الأوركسترا والأوبرا والجوقة في فنلندا. وقد تصدى لهذه الرؤية بالتوزيع الجديد الفنان إسماعيل ظافر هازنيدار أوغلو، وهو ملحن وموزع ومنتج موسيقي، أطلق أول مقطوعة موسيقية من تأليفه وتوزيعه عام 1994 وذلك أثناء دراسته الأكاديمية في مجال الإدارة المالية. وفي العام ذاته نالت هذه المقطوعة جائزة أفضل أغنية. وامتدت مسيرته المهنية ملحناً وموزعاً موسيقياً على مدار 26 عاماً، كانت حافلة بالكثير من النجاحات والأعمال التعاونية مع الكثير من فناني الجاز والروك والبوب البارزين، وكذلك أعلام الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الشعبية التركية. أما رياض السنباطي فيعد من أبرز الأسماء الموسيقية التي عرفها القرن العشرون، بما لديه من موهبة وشغف كبيرين في الموسيقى العربية الكلاسيكية، ونجاحه في الجمع بين الأنواع الموسيقية الشعبية، والطرق الحديثة في مؤلفاته التي تتسم بالأصالة. ولحن السنباطي أكثر من 500 أغنية وارتقى بالموسيقى الكلاسيكية العربية بشكل غير مسبوق.
مشاركة :