خطة «مؤلمة» لإنقاذ الاقتصاد اللبناني

  • 2/3/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف النقاب أمس عن أبرز نقاط مشروع البيان الوزاري للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب الذي يفترض أن يطرح على البرلمان لنيل الثقة، وأهمها الدعوة إلى خفض معدلات الفائدة وإعادة رسملة المصارف في إطار خطة إنقاذية طارئة تتضمن خطوات مؤلمة لمعالجة الأزمة المالية العميقة في البلاد. وجاء في مسودة مشروع البيان المتوقع أن تناقشه اللجنة الوزارية مرة أخرى اليوم لإجراء القراءة النهائية «إن خطة الإنقاذ الاقتصادية تتضمن خطوات مصيرية وأدوات علاج ستكون مؤلمة تجنباً للانهيار الكامل الذي سيكون الخروج منه صعباً إن لم نقل شبه مستحيل». وأضافت المسودة: «لا يمكن لأي خطة إنقاذية أن تنجح ما لم نقم بتخفيض الفائدة على القروض والودائع، وذلك لإنعاش الاقتصاد وتخفيض تكلفة الدين». ويواجه لبنان نقصاً حاداً في الدولار، ما أدى إلى تداعي الثقة في البنوك، التي فرضت قيودا صارمة على حركة رؤوس الأموال، فضلاً عن استمرار ضعف الليرة اللبنانية وارتفاع الأسعار. وركز البيان على «حماية أموال المودعين، لاسيما صغارهم في المصارف اللبنانية وتنظيم علاقة المصارف مع عملائهم، والمحافظة على سلامة النقد. واستعادة استقرار النظام المصرفي من خلال مجموعة تدابير منها إعادة رسملة المصارف ومعالجة تزايد القروض المتعثرة». ولبنان لديه واحد من أعلى مستويات الدين العام في العالم. وينبغي أن يقرر بسرعة كيفية سداد 1.2 مليار دولار تستحق في مارس المقبل. وتحدث البيان عن خفض خدمة الدين العام من خلال التعاون بين وزارة المال ومصرف لبنان والمصارف لتحقيق خفض ملموس لمعدلات الفوائد على القروض والودائع في القطاع الخاص وعلى توظيفات المصارف لدى مصرف لبنان بشكل ينعكس إيجاباً على إدارة السيولة والاقتصاد ويخفف العبء على المالية العامة. وشملت مقترحات البيان الوزاري الذي جاء في 17 صفحة، الإسراع في إجراء دورة التراخيص الثانية في قطاعي النفط والغاز، وتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء كجزء من إصلاح قطاع الكهرباء. كما تضمن مشروع البيان إجراء إصلاحات ضريبية تعتمد على تحسين الجباية وعلى مكافحة التهريب من المعابر الشرعية وغير الشرعية ومكافحة التهرب الضريبي باعتماد الضريبة التصاعدية الموحدة على مجمل المداخيل. ووفقاً لمسودة البيان الوزاري، فإن الحكومة تتعهد بتخفيض النفقات العامة وإعادة هيكلة القطاع العام عبر خطوات عدة بما فيها مكافحة الهدر. أما فيما يتعلق بتحفيز النمو الاقتصادي، فقد دعا البيان إلى العمل على توسيع مروحة التسهيلات المقدمة من مصرف لبنان وحثه على ضخ السيولة بالدولار لدعم استيراد المواد الأولية والمعدات الصناعية وقطع الغيار. والخطة المتكاملة ستشمل مشاريع قوانين وإجراءات مجدولة على مراحل ثلاث من مئة يوم إلى ثلاث سنوات من تاريخ نيل الثقة في البرلمان. وتدعو أيضاً إلى التواصل مع كل المؤسسات والجهات المانحة أو الداعمة من أجل تأمين الحاجات الملحة والقروض الميسرة وتغطية الحاجات التمويلية للخزينة. ولم يحدد مشروع البيان المؤسسات ولا المبلغ المطلوب. وأكد البيان الحرص على تكثيف التواصل مع الدول العربية الشقيقة والصديقة، وكذلك أعضاء مجموعة الدعم الدولي والمنظمات والهيئات الدولية الإقليمية المعنية بغية العمل على توفير أوجه الدعم كافة للبنان، باعتبار أن استقرار لبنان ضرورة إقليمية ودولية. وقال إن الحكومة ستركز على معالجة الفساد وهو مطلب رئيسي للمتظاهرين. كما تعهدت بمتابعة التحقيقات، واتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص الأموال التي حولت إلى خارج البلاد بعد 17 أكتوبر خلافاً للقانون، ورفع السرية المصرفية والحصانة عن كل من يتولى الوظيفة العامة. وارتكز البيان الوزاري على برنامج عمل يتضمن خطة طوارئ إنقاذيّة، وسلة إصلاحات محورها ورشة إصلاح قضائي وتشريعي ومكافحة الفساد وتصحيحات ومعالجات في المالية العامة ويواكبها إجراءات اقتصادية تحفز الانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج... ويمكن الاستعانة بالخطة الاقتصادية التي أعدها المكتب الاستشاري ماك كنزي. ووفقاً لمسودة البيان، فإن من صلب خطة الإنقاذ الشاملة وضع خطة مالية عامة متوسطة الأجل لضبط الاختلالات المالية ووضع العجز للناتج المحلي في منحى تراجعي. ووصف البيان الحكومة الجديدة بأنها حكومة مستقلة عن التجاذب ّالسياسي تعمل كفريق عمل من أهل الاختصاص. فلا وساطة ولا محاصصة ولا مراعاة ّلأي كان على حساب القانون والمصلحة العامة.. حكومة تلتزم بإنجاز خطة طوارئ خلال الأسابيع الأولى لمعالجة حاجات الناس الطارئة. كما أكد البيان حق المواطنات والمواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة، واعتماد سياسة النأي بالنفس عن السياسات التي تخل بالعلاقات العربية. وشملت مقترحات البيان أيضاً الإسراع في إجراء دورة التراخيص الثانية في قطاعي النفط والغاز وتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء كجزء من إصلاح قطاع الكهرباء. كما التزم البيان بالعمل على إعداد مشروع قانون للانتخابات النيابية يعكس تلاقي اللبنانيات واللبنانيين في الساحات ويحاكي تطلعاتهم.

مشاركة :