أبوظبي في 2 فبراير/ وام / اطلقت هيئة البيئة في أبوظبي مشروعا لنثر ما يزيد عن مليون بذرة لمجموعات مختارة من الأنواع النباتية البرية المحلية ضمن بعض الموائل الطبيعية بهدف تأهيلها وتعزيز الغطاء النباتي ودعم المخزون البذري في الأنواع المختلفة للتربة في إمارة أبوظبي. وسيتم نثر البذور في أربعة مناطق مختلفة داخل إمارة أبوظبي تتضمن 100 موقع في كل محمية من محميات.. الغضا الطبيعية ومحمية الحبارى الطبيعية في منطقة الظفرة ومحمية المها العربي فضلا عن نثر البذور في وادي طربات في محمية متنزه جبل حفيت في مدينة العين الذي يمتد طولة على مساحة تصل إلى 5 كيلومترات. وتتضمن الأنواع النباتية التي سيتم نثر بذورها "الغاف والسمر والغضا والرمث والحاذ والسبط وحب الريشة والمرخ والشوع" وغيرها. وستتم عملية نثر البذور عن طريق النثر المباشر في المواقع الخالية من الغطاء النباتي وضمن مناطق تحتوي على بعض النباتات التي ستعمل على توفير الموئل المناسب لحماية الأنواع النباتية عند إنباتها كما ستتم عملية زراعة البذور ضمن بعض الخنادق قليلة العمق وسيتم تقييم الغطاء النباتي ضمن الموائل المختارة قبل البذر ومقارنتها بنفس الأماكن بعد البذر لمعرفة وقياس مدى التغير الحاصل من البذر وتأثيره على إغناء هذه الموائل. وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام في هيئة البيئة في أبوظبي.. إن حماية الأنواع النباتية البرية المحلية يعد جزءا من مسؤوليات الهيئة وتتواجد في إمارة أبوظبي ما نسبته 60% من مجمل الأنواع النباتية البرية المسجلة في الدولة وتتولى الهيئة توفير الحماية لهذه النباتات ضمن بيئاتها الطبيعية وحمايتها عبر "شبكة زايد للمحميات الطبيعية" التي تضم 13 محمية برية حيث تتواجد العديد من أنواع النباتات المهددة بالانقراض في العديد من هذه المحميات مثل متنزه جبل حفيت الوطني ومحمية الحبارى وغيرها من المحميات. وأضافت إن النباتات المحلية متأقلمة مع البيئة المحلية وتتمتع بأثر كبير على البيئة الحيوية للمناطق المتواجدة فيها سواء فيما يخدم الإنسان من حيث الغذاء أو العلاج أو البيئة حيث أنها تمنع زحف الرمال وتعمل على تثبيت الكثبان الرملية إضافة إلى أنها تغني التنوع البيولوجي للمنطقة إلا أن التحديات التي تواجهها الهيئة تتمثل في التدمير الذي تتعرض له الموائل الطبيعية مما يؤدي إلى تناقص النباتات البرية بسبب عمليات التطوير العمراني والتعدي الذي تتعرض له النباتات من خلال رحلات البر والرعي الجائر وغيرها من الممارسات غير الصديقة للبيئة مثل القطع الجائر للشجر والاحتطاب والإتجار غير القانوني بحطب تلك الأشجار. وشددت الظاهري على أهمية التنسيق المسبق مع هيئة البيئة من قِبل كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص فيما يتعلق بعمليات جمع البذور حيث يتسبب القيام بهذه العملية بشكل عشوائي في تشكيل ضغط كبير على الأنواع المستهدفة إضافة إلى تدمير البيئات الخاصة بهذه النباتات أثناء عملية الجمع علاوة على ما يمثله ذلك من مخالفة للوائح والقوانين الموضوعة بهدف حماية الموائل الطبيعية في الإمارة. ومن المتوقع أن تساهم عملية نثر البذور بتحسين الموائل الطبيعية في الإمارة ورفع نسب التغطيات النباتية ضمنه مما يدعم أشكال مختلفة من التنوع البيولوجي المختلف للفقاريات والطيور والثدييات الصغيرة والزواحف وغيرها عبر توفير المأوى والغذاء لها هذا فضلا عن مساهمتها في زيادة مخزون التربة من البذور الأمر الذي سيدعم الموائل المختلفة ويساهم في تحسين الغطاء النباتي لها للسنوات المتتالية حيث أن عمليات البذر والزراعة ستتم لبذور مصفاة بالإضافة إلى بذور ضمن ثمارها حيث ستعمل تلك الثمار على حفظ البذور لفترات أطول كما إنها ستلعب دورا هاما في امتصاص الرطوبة من الأرض والجو مما يزيد من فرص الإنبات للنباتات المختلفة. يشار إلى أن الهيئة تدير مشتل بينونة الواقع في منطقة الظفرة والذي تصل طاقته الإنتاجية إلى 300 ألف شتلة سنوياً ويتم استخدام الشتلات المنتجة في مشاريع الهيئة المختلفة كإعادة تأهيل بعض الموائل البرية وزراعتها في المحميات كمحمية الحبارى كما يوجد به حالياً مجموعات مخزنة من البذور لما يقرب من 58 نوعا من النباتات البرية المحلية ومن أهم هذا الأنواع الخنصور والنخيل القزم والسمر والغاف والقفص والغضا والثمام والشوع والأرطا بنوعيها الحاذ وغيرها من النباتات كما تعكف الهيئة حالياً على إنشاء مشتل مركزي بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون شتلة سنوياً بالإضافة إلى إنشاء مركز للمصادر الوراثية للأنواع النباتية المحلية.
مشاركة :