توقع خبراء سياسيون واقتصاديون، أن تصبح الولايات المتحدة أكبر مورد للطاقة إلى الصين، بعد توقيع البلدين المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بينهما. وتتضمن تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري، موافقة الصين على زيادة قيمة وارداتها من السلع الأمريكية بواقع 76.7 مليار دولار في العام الأول من اتفاق المرحلة الأولى. وفي حال توقيع بكين على المرحلة الثانية من الاتفاق التجاري، سترفع واشنطن كافة الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية، وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم التوقيع، وتراجع عنه لاحقا. وقال أوميت ألبيرين، أستاذ زائر في جامعة بكين، متخصص في العلوم الإدارية والاقتصادية، إن الصين استوردت منتجات طاقة بقيمة 9.1 مليارات دولار من الولايات المتحدة 2017، وذلك قبل بدء الصراع التجاري بين قطبي التجارة في العالم. غير أنه أشار أن الرقم "يجب أن يصل إلى 52.4 مليار دولار خلال الفترة بين 2020 و2021 "بعد توقيع الاتفاق المذكور في 15 يناير/ كانون الثاني. وأضاف ألبيرين: "الصين ستشتري من الولايات المتحدة منتجات طاقة بقيمة 18.5 مليار دولار هذا العام، وهي ملتزمة أيضا بشراء منتجات بقيمة 33.9 مليار دولار في العام المقبل". "ليس من المعقول أن تستوعب الصين هذه الكمية الكبيرة من الطاقة الإضافية"، بحسب الخبير ألبيرين "وذلك في ضوء الانخفاض المتوقع في نسب الطلب على الطاقة في الصين". ولفت إلى ارتفاع نسبة الطلب على الطاقة في الصين خلال 2019 بمقدار 5.2 بالمئة، لكنه رجح انخفاض هذه النسبة إلى 2.4 بالمئة في 2020. وتابع:"تستورد الصين النفط الخام حاليا من 45 دولة، يأتي أكثر من نصفه من روسيا والسعودية وأنغولا والعراق وعمان". وتواجه الصين حاليا، تراجعا في الطلب على الخام، بسبب هبوط طلبيات الوقود نتيجة قيود مفروضة على حركة النقل البري والجوي، مع تصاعد تفشي فيروس "كورونا الجديد" في الصين. ** صادرات النفط الإيرانية ورأى ألبيرين أن بدء المرحلة الأولى من صفقة التبادل التجاري مع واشنطن، "قد يوقف شراء بكين للنفط من إيران". وفي ضوء العقوبات الأمريكية على طهران، فإن صادرات النفط الإيرانية "محدودة للغاية، ومع ذلك تبيع إيران بعضها إلى الصين. وقال: "لعل أسهل طريقة لوصول الصين إلى مشتريات الطاقة بقيمة 52.4 مليار دولار من الولايات المتحدة، تكمن في تقليل شراء النفط من إيران التي تخضع أساسا لعقوبات شديدة". وترفض وزارة النفط الإيرانية، منذ يوليو/ تموز 2018 إصدار أي معلومات عن حجم صادرات النفط، أو الجهات التي يتوجه إليها هذا النفط. وتشير إحصاءات غير رسمية أن الصينيين استوردوا 630 ألف برميل من النفط الإيراني يوميا خلال الفترة بين 2017 وسبتمبر/ أيلول 2018، حسب تقرير لمركز "أتلانتيك كونسيل" الأمريكي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ** الرسوم الجمركية ورغم توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري مع واشنطن، إلا أن بكين لم ترفع بعد الرسوم الجمركية المفروضة على وارادات النفط الأمريكية. وحسب خبراء، فإن هذا الواقع من شأنه أن يقلل فرص بكين في الوصول إلى مشتريات طاقة أمريكية بقيمة 52.4 مليار دولار. ورأى غافين تومبسون، نائب رئيس مجموعة وود ماكنزي للاستشارات في مجال الطاقة، أن مسألة الرسوم الجمركية على النفط الأمريكي "ستتسبب بمشاكل للصين فيما يتعلق بقدرتها على زيادة واردات النفط والغاز الطبيعي المسال بأرقام كبيرة". وقال: "في المرحلة الأولى من الصفقة، لن تقوم الصين بتقليل أو إزالة أي من الرسوم الجمركية بنسبة 5 بالمئة على النفط الخام أو 25 بالمئة على الغاز الطبيعي المسال". وتوقع "أن تمتنع شركات النفط الوطنية عن القيام بعمليات شراء كبيرة"، لافتا أن واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بلغت 1.5 مليون طن في 2017، في حين أنه من المقدر أن يصل الطلب الصيني على هذا الغاز إلى 17 مليون طن في 2020، و23 مليون طن في 2021. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :