توفي متظاهر مناهض للحكومة متأثرا بجروحه بعد طعنه بالسكين الاثنين جنوب بغداد، خلال هجوم نفذه أشخاص يرتدون قبعات زرقاء يتبعون لميليشيات رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، بحسب ما أكدت مصادر طبية وأمنية. وأصيب ثلاثة متظاهرين آخرين بجروح جراء ضربات بالعصي، وفق ما أوضحت المصادر الطبية، خلال الاشتباك الذي انتهى بتدخل القوات الأمنية وإبعاد ميليشيات القبعات الزرقاء من مخيم الاحتجاج أمام مقر مجلس محافظة بابل منذ مطلع أكتوبر، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وبقبعاتهم الزرقاء التي تميزهم، عادت ميليشيا أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى ساحة التحرير المركزية للاحتجاجات وسط بغداد، مصرين على أن يلاحظ الجميع ذلك، حيث يسعون إلى فض التظاهرات بعد تغريدة من الصدر. ومنذ السبت قام المسلحون الصدريون بطرد المحتجين من مبنى مركزي في وسط العاصمة يسمى المطعم التركي وصار رمزا للحراك، وأزالوا صور قتلى التظاهرات واللافتات المطلبية. ويتمتع الصدر بشعبية واسعة في أوساط فقراء الشيعة، وخصوصا في مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية الكبيرة قرب بغداد. ومع ندرة ظهوره في العلن، يتوجه الصدر (46 عاما) بشكل شبه يومي إلى مناصريه، مستغلا منصة تويتر التي يحرك من خلالها شارعا، ويهدئ آخر. وبدأت مخيمات الاحتجاج في بغداد وجنوب العراق الانقسام إلى مجموعات منفصلة، وفقا لناشطين ومراسلي فرانس برس، وذلك إثر تأييد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تكليف محمد توفيق علاوي تشكيل الحكومة. وفشل ترشيح علاوي في الأول من فبراير في تهدئة الاحتجاجات المتواصلة منذ نحو أربعة أشهر، والتي تجتاح بغداد والجنوب مع مطالب من يتظاهر من الشبان بإصلاح شامل للحكم. ويرفض معظم المتظاهرين علاوي باعتباره قريبا جدا من النخبة الحاكمة، لكن الصدر، الذي أيد التظاهرات، رحب بتكليفه السبت.
مشاركة :