تمكن فريق طبي من وحدة العناية المركزة في قسم طب الأطفال بكلية الطب والمدينة الطبية الجامعية بجامعة الملك سعود من إنقاذ حياة طفل – بفضل الله تعالى – خلال الأسابيع الأولى من ولادته بعد علاجه من مرض وراثي نادر أصيب به منذ ولادته وهو اختلال في مناعة الجسم يتسبب في الوفاة خلال الأسابيع الأولى من الولادة نتيجة الأمراض المناعية. وقام أعضاء الفريق الطبي بقيادة الدكتور فهد السحيم والبروفسور عبدالله العنقري أستاذ أمراض المناعة، ومشاركة أطباء العناية المركزة والأعصاب والأمراض الجينية بمتابعة حالة الطفل في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود الذي يبلغ من العمر حاليًا 3 أعوام وذلك منذ كان رضيعًا في سن 13 يومًا، وشخّص الفريق الطبي وضعه الصحي ومعرفة ميكانيكية المرض بالتعاون مع أخصائيي المناعة المخبرية من كلية ماونت سيناي الطبية في نيويورك، وجامعة باريس ديكارت في فرنسا إلى أن تم التوصل إلى طريقة العلاج المناسبة له التي أسهمت في إنقاذ حياته ولله الحمد عن طريق استخدام علاج مناعي يستخدم في حالات معينة وهي طريقة طبية تستخدم لأول مرة في العالم ونجحت بفضل الله تعالى. وقال الدكتور فهد السحيم أستاذ مشارك واستشاري طب العناية المركزة للأطفال : إن الفريق الطبي استطاع الجمع بين العلاج السريري الاستثنائي الداعم والتشخيص الوراثي واستخدام دواء علاجي مناعي يستخدم لأول مرة في الأطفال الرضّع لاسيما في هذا المرض بالذات، وأسهم التعاون مع الفريق الدولي المكون من الدكتور دوسان بوغونوفيتش الأستاذ المشارك في علم الأحياء الدقيقة وطب الأطفال بكلية ماونت سيناي الطبية، والبروفيسور كازانوفا استاذ أمراض المناعة من جامعة باريس في إتمام هذا البحث على أعلى المقاييس العلمية مؤكداً على أن الفريق تمكن من إظهار فوائد التشخيص الوراثي السريع للاختلالات الوراثية الذي يساعد بإذن الله في توفير العلاج الفعال والمستدام لأمراض مستعصية وفتاكة. وأضاف أن تقرير هذه العملية نُشر بمجلة نيو إنجلاند الطبية (New England Journal of Medicine) إحدى أهم المراجع الطبية على مستوى العالم في مجال البحث العلمي الإكلينيكي، ويعد نشرها لهذا السبق الطبي دعمًا وتأكيدًا لنمط الممارسة الطبية الجديد وهي الطب الدقيق “Precision Medicine”. من جانبه أوضح الدكتور دوسان بوغونوفيتش الأستاذ المشارك في علم الأحياء الدقيقة وطب الأطفال بكلية ماونت سيناي الطبية والمؤلف المشارك في الدراسة أن التعاون المشترك بين جامعة الملك سعود وكلية ماونت سيناي الطبية في نيويورك وجامعة باريس ديكارت في فرنسا يمثل حالة نموذجية للعلم بلا حدود حيث ثبت أن الرعاية السريرية الصحيحة وتقديم العلاج في الوقت المناسب من شأنه إنقاذ حياة المرضى من الأمراض الفتاكة، مبينًا أن نجاح هذه الحالة تشكل نقطة انطلاق أخرى للعلماء للبحث في علم الجينوم والبيولوجيا الجزيئية و الخلوية في حالات أخرى. بدوره أشار البروفسور عبدالله العنقري إلى أن علاج هذ الحالة يعد مثالاً رائعاً لأهمية المبادرة في استخدام العلاجات الجديدة المناسبة في الحالات المستعصية، ولإبراز قيمة التعاون الدولي في علاج المرضى المصابين بأمراض خطيرة في ظل التقدم الطبي و البحث العلمي الحالي.
مشاركة :