... في أوغندا، ومن دون تمهيد سابق، اتفق رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، أمس، على بدء تطبيع العلاقات.وقال نتنياهو عبر حسابه على «تويتر»، إنه ناقش «تطبيع» العلاقات خلال لقائه سياسيين سودانيين رفيعي المستوى في أوغندا. وأضاف انه التقى البرهان، وذلك في تغيير كبير في العلاقات بين البلدين، اللذين هما نظرياً في حالة حرب.ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي: «يعتقد نتنياهو أن السودان بدأ يتحرك في اتجاه جديد وإيجابي... عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني يرغب في مساعدة بلده على المضي قدماً في عملية تحديث من خلال إنهاء عزلته ووضعه على خريطة العالم».وفي السياق، أكد مكتب نتنياهو أن الأخير يؤمن بأن السودان يسير في اتجاه جديد وإيجابي، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء عكس هذه الرؤية أمام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.ووصل البرهان إلى مدينة عنتيبي الأوغندية، أمس، تزامناً مع زيارة نتنياهو لانغولا. وكان نتنياهو، أعلن قبيل صعوده إلى الطائرة في تل أبيب متوجهاً إلى ، ان «إسرائيل تعود إلى أفريقيا، وأفريقيا عادت إلى إسرائيل». من جانبها، كشفت مصادر، أن نتنياهو «قرر أن يخصص يوماً لزيارة أوغندا، وإتمام اتفاقيات سرية معها، لضمان استيعابها آلاف المهاجرين الأفارقة، الذين لجأوا إلى إسرائيل، إلا أن قطاعاتٍ كبيرة من المستوطنين رفضتهم، وعمدت إلى التضييق عليهم والمطالبة بطردهم، خصوصاً بعد أن تبين أن أعداداً غير قليلةٍ منهم، هم من مسلمي دول أفريقيا ومن عرب السودان وتشاد». وتابعت: «أمام تنامي هذه الظاهرة وارتفاع أصوات المتدينين والأحزاب القومية المتطرفة، قرر نتنياهو بعد تدخل القضاء البحث عن وسيلة للتخلص من المهاجرين الأفارقة، بما يرضي ناخبيه ويحقق له المزيد من أصوات مستوطنيه». في غضون ذلك، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إلى أن نتنياهو عالق في «مصيدة صفقة القرن». فمن جهة، يمارس وزراء من أحزاب اليمين المتطرف - وبينهم وزير الدفاع نفتالي بينيت، ووزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش - وقادة المستوطنين، ضغوطاً عليه من أجل أن تصادق الحكومة على ضم غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات إلى إسرائيل.ومن الجهة الثانية، تعارض الإدارة الأميركية، الخطوات الفورية، الأمر الذي اعتبرت الصحيفة أن من شأنه أن يعزز معارضة العالم العربي والفلسطينيين، للصفقة. وتشير التقديرات إلى أن نتنياهو سيوافق على المصادقة على الصفقة بكل مركباتها، والتي تشمل قيام دولة فلسطينية، في وقت يعارض اليمين والمستوطنون ذلك، رغم أن هذه الدولة، لن تتمتع بأي «مقومات» ويرفضها الفلسطينيون بشدة.وفي رام الله، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ان الشعب الفلسطيني «مصر على نيل كل حقوقه بالتحرر والاستقلال». وأضاف أمس: «سنوقف التنسيق الأمني، ولن نتراجع عن مواقفنا حتى يتراجع الأميركيون والإسرائيليون» عن مشروعهم، و«لن نقبل أن تفرض أميركا شرعيتها وتلغي كل المرجعيات الدولية». وجدد تأكيده على رفض أن تكون واشنطن وسيطاً في عملية السلام وحدها. وقال: «منذ أوسلو عام 1993 ولغاية الآن لم تعطنا أميركا أي نقطة إيجابية».
مشاركة :