بالفيديو: ميليفا ماريك.. العبقرية التي فاقت آينشتاين ذكاءً

  • 2/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لكل إنجاز حكايته الخاصة التي تختلف مع اختلاف صاحبه ونظرته لما يحيط به، سواء كان لوحة فنية، أو منحوتة، أو تصميماً هندسياً، أو مجموعة أزياء، أو حدثاً غيّر مجرى التاريخ، ومهما اختلف العمل في تركيبته والخيوط غير المرئية التي شكَّلته، التي لا تراها سوى عين صاحبه، تبقى الشخصية الملهمة، هي المعيار الوحيد الذي لا يتغير، وتبقى تلك العلاقة الغامضة والمثيرة للجدل بها، هي الشرارة الحقيقية التي تستفز الابتكار، فمن هن الملهمات في التاريخ؟ بينما يحتفي العالم بألبرت آينشتاين كأحد أهم علماء الفيزياء في القرن الـ20، ذلك العالم صاحب أهم النظريات التي غيرت الكثير من المفاهيم والتي غيرت بدورها التاريخ، يتبادر إلى الذهن تساؤل بسيط حول ما إذا كان هنالك فضل في قدرة هذا العبقري على الوصول لكل تلك الشهرة، وحصوله على جائزة نوبل للفيزياء، ووصوله إلى إجابات للعديد من نظرياته التي كانت اللبنة للفيزياء الحديثة. الجواب هو نعم، هي ميليفا ماريك، تلك المرأة التي فاقت آينشتاين ذكاءً، وكانت المساعد والمساند والداعم الأول، والمساهم الأهم في تطور أبحاثه ونظرياته، زميلة مقاعد الدراسة، الفتاة الوحيدة بين عباقرة ذكور لم يتمكنوا من مجاراة عبقريتها، والتي فاقتهم في النتائج الدراسية بمراحل ومن ضمنهم آينشتاين، الذي طور معها علاقة صداقة تطورت إلى حب رفضته عائلته، حب بني على كثير من التضحيات التي قدمتها ميليفا لذلك الشاب المتمرد، المغاير لها في الجنسية والعقيدة، والذي آمنت بذكائه وقدرته على النجاح، وحرصت على أن تبقى في الظل، تناقش وتدعم وتساهم في تطويره لأبحاثه، ساعية باستماتة لأن يحظى بالمكانة العلمية التي ظنت أنه يستحقها. وعلى الرغم من عدم تمكن أي شخص من ربط اسمها بأيٍّ من إنجازاته بشكل مباشر، وهو السر الذي حرصت هي على حفظه جيداً ولسنوات طويلة، إلا أن الرسائل اللامعدودة بينهما وبين أصدقائهما، وشهادات العديدين من المعارف والعائلة والتي ذكرتها المقالات والكتب، تقدم أدلة لا تبقي للشك مكاناً، بكمية وقوة التعاون في العمل بين الشريكين منذ لقائهما عام 1896 وحتى انفصالهما عام 1914، حيث كانا مثالاً للزوجين الذين تشاركا الشغف ذاته بعلم الفيزياء، وبالموسيقى، وببعضهما بعضاً. ولدت ميليفا ماريك في 19 ديسمبر 1875 في مدينة تيتل في صربيا، لعائلة ثرية وذات مكانة اجتماعية مهمة، وهي الابنة الكبرى لكل من ماريا روجك ماريك، وميلوش ماريك، الذي تخلى عن منصبه العسكري بعد فترة وجيزة من ولادتها وحصل على منصب في القضاء لاحقاً. تفوق بدأت دراستها الإعدادية عام 1886، إلا أن عبقريتها وذكاءها الحادين جعلا والدها يحرص على أن تحصل على أكثر من مجرد تعليم عادي لفتاة، حيث حصل عام 1891 على إذن خاص لإلحاق ابنته بالمدرسة الثانوية الملكية الكلاسيكية، والتي كانت حصراً على الشباب فقط، لتُوفق بشكل واضح في كل من الفيزياء والرياضيات، وتتخطى بعد ذلك مجموعة من الامتحانات الصعبة، وتحصل على موافقات خاصة لإتمام دراستها وحضور محاضرات الفيزياء المقتصرة آنذاك على الشباب. أكملت ماريك دراستها الثانوية في مدينة زيوريخ في سويسرا، بعد أن انتقلت إليها بسببها حالتها الصحية السيئة، لتتخرج منها وتكمل دراستها في جامعة زيوريخ في مجال الطب، وهو التخصص الذي لم يأخذ من اهتمامها أكثر من فصل دراسي واحد، لتلتحق في خريف 1896 بالمعهد الفدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ، والذي عرف آنذاك باسم «زيوريخ بوليتكنيك»، لتكون بذلك الفتاة الوحيدة في دفعتها المكونة من ستة طلبة من ضمنهم آينشتاين، والخامسة في هذا المجال في تاريخ الجامعة آنذاك. كان الزميلان لا يفترقان، وتطورت علاقة الزمالة والصداقة إلى شغف وحب بعد فترة وجيزة، وبأسلوب تفكير ميليفا التنظيمية، أعانت آينشتاين على إعادة توجيه طاقته ووجهته في دراسته كما تثبت الرسائل بينهما، إضافة إلى شهادات الأصدقاء المقربين الذين تحدثوا عن مدى حضور ميليفا في حياة آينشتاين وتأثيرهما في بعضهما. معارضة عارضت كلتا العائلتين زواج ماريك وآينشتاين، وتحديداً والدته التي رأت أنه يحتاج للزواج بفتاة ألمانية مثله، يهودية مثله، وأصغر عمراً، وأن ميليفا ذكية أكثر من اللازم لتكون صالحة للزواج، بينما أصر والده على أن يحصل ابنه على وظيفة قبل الزواج، وهو ما حصل فعلاً، لكن بعد معاناة وتضحية كبيرتين من ميليفا، التي كانت تحمل في أحشائها طفلة غير شرعية من حبيبها سميت بـ«ليزرل»، والتي اضطرت للتخلي عنها بعد ولادتها، وهي لاتزال مجهولة المصير حتى اليوم. تمكن آينشتاين من الحصول على وظيفة عام 1902، وهي الفترة ذاتها التي تزوج فيها ميليفا بعد أن حصل على موافقة والده المحتضر، مكرساً نفسه للعمل المكتبي ثماني ساعات يومياً، بينما اهتمت زوجته العبقرية بمسؤولية المنزل وولديهما نهاراً، وبشغفهما بالفيزياء مساء، حيث كانا يقضيان ساعات الليل الطويلة يعملان على النظريات والمعادلات التي غيرت التاريخ لاحقاً. بتوقيع آينشتاين حرصت ميليفا منذ بدايات تعاونهما معاً على أن توقع جميع الإنجازات والأعمال والنظريات باسم زوجها فقط، حرصاً منها، وفي مجتمع ذكوري بحت آنذاك، أن تلقى الإنجازات الاهتمام الذي يستحقه، وقالت في إحدى المرات لزميلهما وصديقهما كنراد هابيكت عن امتناعها عن وضع اسمها على أحد اختراعاتهما: «لماذا؟! نحن لسنا سوى كتلة واحدة». لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :