قصف متبادل بين القوات التركية والسورية

  • 2/4/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت محافظة إدلب، شمال غرب سوريا، تطورات متسارعة وتصعيدا داميا بين القوات السورية والتركية أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. في وقت أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 14 مدنياً بينهم أربعة أطفال في غارات روسية على مناطق خاضعة لسيطرة ما يسمى «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى. وأعلنت السلطات التركية مقتل 6 من جنودها و3 مدنيين يعملون لصالح جيشها إضافة إلى إصابة 9 آخرين في قصف مدفعي شنته قوات النظام السوري ضد قواتها المتمركزة في إدلب، ما دفعها إلى الرد سريعاً عبر استهداف مواقع عسكرية سورية، ودعوتها موسكو الداعمة لدمشق إلى عدم عرقلة ردها. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «إن طائراتنا طراز إف-16 وقطع مدفعيتنا قامت بقصف أهداف حددتها أجهزة الاستخبارات، ما أسفر عن مقتل ما بين 30 و35 عنصراً من قوات النظام السوري». فيما قال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار الذي تفقد بمرافقة قادة من الجيش الحدود الجنوبية مع سوريا، إن القوات التركية قصفت 54 هدفا في إدلب وقتلت 76 جنديا من القوات السورية. لكن هذه الأرقام نفتها دمشق، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر قوله «إنّ الرد التركي لم يسفر عن أي إصابة أو ضرر». فيما تحدث مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن عن مقتل 13 جندياً سورياً وإصابة نحو 20 آخرين بجروح في الرد التركي، الذي استهدف بعشرات الصواريخ مواقع في جنوب إدلب ومحافظتي اللاذقية وحماة. وطالب أردوغان روسيا بعدم التدخل وعدم محاولة عرقلة الرد التركي، وقال إن التطورات في إدلب صارت خارج السيطرة، وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف: «نأمل أن يفي كل طرف بالتزاماته بموجب اتفاقات آستانا وسوتشي (الهادفة لوقف القتال في سوريا والتي وقعت عليها موسكو وأنقرة)، وأن نتمكن من العمل في إطار هذه الالتزامات». لافتا إلى أن نحو مليون شخص في إدلب يتجهون صوب الحدود التركية نتيجة لهجوم الجيش السوري. وردت وزارة الدفاع الروسية بالقول «إنّ مجموعة من الجنود الأتراك قامت بتحركات في إدلب ليل الأحد/‏‏ الاثنين من دون إبلاغ روسيا بالأمر، ووجدت نفسها تحت نيران القوات السورية التي كانت تستهدف الإرهابيين في منطقة سراقب في ريف إدلب الجنوبي». فيما نقلت وكالة انترفاكس عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن وزيري خارجية روسيا وتركيا اتفقا على ضرورة احترام اتفاق منطقة إدلب. وقال مدير الاتصالات التركي فخر الدين التون: «هجوم نظام الأسد على قواتنا هو أحدث مثال على أفعاله الخسيسة في شمال سوريا»، وأضاف «إذا كانت روسيا غير قادرة على احتواء نظام الأسد ومنعه من استهدافنا فلن نتردد في اتخاذ إجراءات في مواجهة أي تهديد كما فعلنا اليوم في إدلب». وتنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب بموجب اتفاق مع موسكو. ووقع التصعيد بعد ساعات من دخول رتل عسكري تركي ضخم، مؤلف من 240 آلية على الأقل، وفق المرصد إلى شمال غرب سوريا، تمركز الجزء الأكبر منه قرب سراقب. كما أفاد المرصد عن دخول رتل تركي جديد إلى إدلب. في وقت تسعى قوات النظام السوري حالياً للسيطرة على سراقب كونها نقطة التقاء استراتيجية لطريقين دوليين يعرفان بـ«أم فايف» و«أم فور» يربط أحدهما حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن والآخر يربط حلب وإدلب باللاذقية غرباً. واقترب الجيش السوري والقوات الموالية من إدلب بعد قطعهم طريق حلب اللاذقية. وقالت مصادر مقربة من النظام إن الجيش سيطر على بلدة النيرب (8 كلم عن إدلب)، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية 2012، وأضافت أنه بعد سيطرة الجيش على بلدة جوباس لم يتوجه إلى سراقب بل اتجه غرباً وقطع اوتوستراد حلب اللاذقية والمعروف بـ (أم فور) وأصبحت سراقب محاصرة من اتجاهين والسيطرة عليها أصبحت مسألة وقت. وشهد محيط سراقب المزيد من الاشتباكات بين قوات النظام السوري والفصائل، تزامنت مع غارات جوية على ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث أفاد المرصد عن مقتل 14 مدنياً في قصف روسي، قضى تسعة منهم ضمنهم أربعة أطفال في استهداف سيارة كانت تقلهم بعيداً عن التصعيد العسكري في ريف حلب الغربي حيث تدور اشتباكات بين قوات النظام و«هيئة تحرير الشام» والفصائل الأخرى. وشاهد مراسل «فرانس برس» في المكان جثث 14 قتيلا بينهم أطفال تغطي الدماء وجوههم، وهم موضوعون في أكياس أو جرى لفهم بأغطية شتوية، قبل أن يتم نقلهم عبر شاحنة صغيرة إلى بلدة أوروم الكبرى، حيث تمّ استحداث حفرة في أرض زراعية لدفنهم. إسقاط «مسيَّرتين» نقل التلفزيون السوري أمس عن مراسله قوله إن منظومة الدفاع الجوي في قاعدة حميميم الجوية السورية أسقطت طائرتين مسيرتين قرب القاعدة. ولم يذكر التلفزيون مزيدا من التفاصيل. وتدير روسيا، هذه القاعدة الجوية في الوقت الحالي. مقتل إيراني في حلب نعت وكالة أنباء «دفاع برس» الإيراني أصغر باشا بور، وقالت إنه قتل في معارك مع جماعات مسلحة في حلب شمال سوريا. ووصفت الوكالة القتيل بأنه كان من أوائل المقاتلين الذين رافقوا قاسم سليماني إلى سوريا.

مشاركة :