قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الاثنين إن الوقت حان لاتخاذ إجراء لمنع الإفراج المبكر عن المدانين بتهم إرهابية وذلك بعد أن هاجم إسلامي متشدد أشخاصا بعد أيام من إخلاء سبيله. وقال جونسون في كلمة في لندن "نحن نتقدم بمشروع قانون لوقف نظام الإفراج المبكر التلقائي لكن الصعوبة تكمن في... كيف يتم تطبيق ذلك بأثر رجعي على الأشخاص الذين يتمتعون به في الوقت الحاضر". وأضاف "نعتقد أن الوقت حان لاتخاذ إجراء لضمان أن الأشخاص في الوضع القائم لا ينالون الإفراج المبكر التلقائي بغض النظر عن مشروع القانون الذي نتقدم به". وينص مشروع قانون جونسون خصوصا على تشديد عقوبات السجن لمرتكبي أعمال إرهابية، على ان يكون الحد الأدنى لأحكام مرتكبي جرائم خطيرة السجن 14 عاما مع منع الإفراج المبكر عنهم. ومن المقرر رفع هذا المشروع قريبا الى البرلمان حيث يملك المحافظون غالبية ساحقة. وتأتي تصريحات جونسون بعد أن أعلنت الشرطة البريطانية الأحد، بأنها قتلت رجلاً طعن عدداً من الأشخاص في حي ستريثام في لندن في حادث وصفه المسؤولون بأنه إرهابي ومن المعتقد أنه يتصل بالتشدد الإسلامي. وتوجّه جونسون بالشكر لأجهزة الطوارئ معلنا تضامنه مع الجرحى والمصابين. وأشادت وزيرة الداخلية بريتي باتيل بشجاعة الشرطة وأجهزة الطوارئ وقالت إنها تتابع التطورات. وتبنّى تنظيم داعش الإثنين حادثة الطعن، وفق ما أوردت وكالة "أعماق" التابعة له على تطبيق تلغرام. وذكرت الوكالة الدعائية أن "منفذ الهجوم في منطقة "ستريتم" جنوب لندن من مقاتلي داعش، ونفذ الهجوم استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف" الدولي ضد التنظيم المتطرف. وفي استنكار للحادث، أعرب رئيس بلدية لندن صادق خان عن "الغضب...من عدم التقدم في تنفيذ التعديلات التي تعهدت بها الحكومة في نوفمبر". وقال في بيان إن "الإرهابيين يريدون تقسيمنا وتدمير نمط حياتنا، نحن في لندن لن ندعهم ينجحوا في مسعاهم". وبحسب خان، يوجد "نحو" 70 شخصاً مدانون بالإرهاب خارج السجن في لندن. وأضاف لقناة آي تي في "أريد أن أسال الحكومة ما الذي نفعله إزاء هؤلاء الأشخاص السبعين". وقالت الشرطة البريطانية في بيان بعد الحادث إنها عثرت على عبوة ناسفة مزيفة مربوطة على جسد الرجل الذي قتله أفراد أمن مسلحون. وأوضح بيان شرطة العاصمة البريطانية أن المصابين رجل يعاني من إصابات تهدد حياته جراء الطعن وامرأة إصابتها أقل خطورة، في حين أن امرأة ثانية أصيبت بسبب تهشم الزجاج بعد استخدام أحد أفراد الأمن سلاحه. وقال شهود إن الرجل كان يحمل سلاحا أبيض، وقال أحدهم إنه كان يرتدي سترة بها عبوات فضية اللون. وأظهرت لقطات جرى تصويرها في منطقة الحادث في ستريثام بجنوب لندن رجلين في زي مدني، أحدهما يرتدي قبعة يرتديها أفراد الشرطة، وهما يصوبان سلاحيهما تجاه الجثة على رصيف مجاور. وقالت لوسي دي أورسي نائبة قائد شرطة لندن "جرى الإعلان سريعا عن أن الحادث إرهابي ونعتقد أنه على صلة بالتشدد الإسلامي"، وقالت الشرطة إن موقع الحادث صار حاليا تحت السيطرة التامة. وقال مصدر أمني إنه يتم التعامل مع الهجوم على أنه إرهابي لأن الرجل كان يضع على جسده عبوة ناسفة مزيفة. وبحسب صحيفة الغارديان فإنّ منفّذ هجوم الأحد اعترف بارتكابه 13 جنحة إرهابية وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في 2018 حين كان عمره 18 عاماً. وحكم عليه بالسجن بسبب نشره على مجموعة عائلية في تطبيق واتساب نشرة دعائية مرتبطة بتنظيم القاعدة. ووفقاً لسكاي نيوز فقد أطلق سراحه في كانون الثاني الماضي بعدما أمضى نصف فترة عقوبته. وكان آخر حادث مماثل وقع في لندن في نوفمبر حين قتلت الشرطة بالرصاص رجلا كان يرتدي سترة ناسفة مزيفة بعد أن قتل شخصين طعنا وأصاب ثلاثة آخرين قبل أن يتمكن المارة من السيطرة عليه. وفي أعقاب ذلك الهجوم طلبت الحكومة التشدّد في الأحكام الصادرة بحق مرتكبي جرائم إرهابية، وإنهاء عمليات الإفراج التلقائية وكذلك الإنهاء التامّ للافراج بشروط على المدانين بتهم ارهابية وزيادة موازنة شرطة مكافحة الإرهاب في السنة المالية المقبلة. ففي يناير، أعلن وزير الداخلية عن إضافة 100 مليون يورو للميزانية السنوية لمكافحة الإرهاب، التي يجب أن تتجاوز 906 ملايين جنيه استرليني (1,06 مليار يورو) لفترة 2020-2021. ويركز مشروع قانون الحكومة على العمل على تفادي تكرار الهجمات، مع وعد مضاعفة أعداد عناصر الرقابة.
مشاركة :