شارك ممثل المملكة العربية السعودية من رئاسة أمن الدولة العميد فارس بن منصور المالك؛ اليوم، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، في الاجتماع الدولي الأول لمجموعة الخبراء في أمن الأحداث الرياضية الكبرى التابع للبرنامج الدولي لأمن الأحداث الرياضية الكبرى ودعم الرياضة والقيم المتعلقة بها كوسيلة لمكافحة العنف والتطرف التابع للأمم المتحدة. وشكر العميد المالك؛ في بداية الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، الأمم المتحدة، على تنظيم هذا الاجتماع المهم، مبيناً أن أمن الأحداث الرياضية الكبرى التي تقام في شتى دول العالم على مختلف الأصعدة يتطلب جهداً أمنياً كبيراً؛ لكون أمن الشخصيات المهمة وأمن الجماهير وأمن المنشآت تعد الركيزة الأساسية لنجاح تلك الأحداث. وأوضح أنه في المملكة العربية السعودية قد تكوّنت لدى السلطات الأمنية السعودية خبرات متراكمة عن كيفية إدارة وتنظيم الحشود في المواسم الدينية، مثل الحج والعمرة، حيث تستقبل المملكة العربية السعودية في كل عام أعداداً كبيرة من الحجاج والمعتمرين من دول العالم كافة، حيث تراوح أعداد الحجاج سنوياً من ثلاثة ملايين إلى أربعة ملايين حاج خلال أيام معدودة وفي أماكن محددة في مكة المكرّمة ويتنقلون بشكل جماعي وفق الشعائر الدينية الإسلامية. وشرح العميد المالك؛ للحضور، آلية التعامل في مثل هذه المناسبات حيث أصبح تنظيم وإدارة الحشود للمناسبات المختلفة بما فيها المناسبات الرياضية أمراً تقوم به السلطات الأمنية على مستوى عالٍ من الاحترافية والخبرة، مبيناً أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين -حفظهما الله- وضعت المملكة رؤيتها الطموحة 2030 التي تنبثق منها برامج متنوعة عدة ومنها برنامج جودة الحياة الذي يسعى لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن من خلال تهيئة البيئة الملائمة التي تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية. وقال المالك: أُقيم أخيراً عديدٌ من المناسبات الرياضية العالمية في المملكة العربية السعودية تمت بنجاح، وذلك بفضل الله أولاً، ثم بفضل الخطط الأمنية المدروسة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، لتلك المناسبات: بطولة سوبر كلاسيكو الرباعية الدولية 2018، بطولة كأس الملك سلمان بن عبدالعزيز للشطرنج 2018، بطولة فورمولا إي العالمية 2018-2019، أعظم رويال رامبلر WWE 2018، مهرجان الدرعية للفروسية الدولية 2019، نهائي بطولة العالم للوزن الثقيل في الملاكمة 2019، بطولة كأس الدرعية الدولية للتنس 2019، بطولة السوبر الإيطالي 2019، الملاكمة CLASH OF THE DUNES (2019)، بطولة السوبر الإسباني ( 2020)، رالي دكار الدولي (2020). وبيّن العميد المالك؛ أن تأمين المنشآت الرياضية يشكل هدفاً تسعى الدولة إلى تحقيقه وذلك من خلال تدريب كوادرها على كيفية التواصل الفاعل من المسؤولين في تلك المنشآت ومعرفة التعامل مع غرفة العمليات أثناء الأحداث، وفي هذا الإطار يتم تدريب وتأهيل الكوادر الأمنية على استخدام أعلى تقنيات وإمكانات الملاعب وفق سيناريوهات عملية إلى جانب محاضرات نظرية. وأفاد بأن تلك التدريبات تتضمن الجوانب التالية "رفع الحس الأمني لقوات مكافحة الشغب للتعامل مع حالات الطوارئ كافة، التدريب المكثّف لقوات مكافحة الإرهاب للمشاركة في الأحداث الرياضية العامة وعمل التمارين والفرضيات المناسبة واللازمة لمثل تلك الأحداث، التدريب على الإخلاء والحالات المحتملة في أثناء تغطية الحدث وكيفية التعامل مع الجماهير وضبط النفس، التدريب على استقبال البلاغات واستخدام التقنيات المتوافرة لدى غرفة العمليات المسؤولة عن الحدث الرياضي. ولفت ممثل المملكة المالك؛ النظر إلى أمن المهددات العامة "المهددات الطبيعية، والمهددات البشرية"، مبيناً أن التعامل مع الأحداث الرياضية من الناحية الأمنية يتم عبر المراحل التالية (مرحلة ما قبل الحدث "التحضيرية" ، ومرحلة في أثناء الحدث "التنفيذية"، ومرحلة ما بعد الحدث "النهائية"، والمرحلة "المستمرة")، متناولاً الأدوار الإعلامية والترفيهية والاجتماعية. وقدّم المالك؛ في ختام الكلمة، توصيات عامة، منها: توفير غرفة عمليات أو خلية عمليات أمن الأنشطة الرياضية، وأن يكون دور وعمل هذه الخلية دراسة ومراقبة وتحليل التهديدات الارهابية كافة التي قد تهدّد أمن وسلامة الحدث الرياضي وجماهيره، والاستعانة بكل التعاميم والمعلومات الاستخباراتية التي تساعد مسبقاً على تحديد المخاطر وتأمين الحدث من أي أخطار إرهابية، وتكوين قاعدة بيانات أو منصة إلكترونية دولية مزودة بكل التعاميم والتهديدات الإرهابية التي تم رصدها والأشخاص المعنيين بهذه التهديدات، ويكون تزويد هذه المنصة الإلكترونية (الدولية) بقاعدة بيانات خاصة بجميع الأشخاص والإرهابيين المدرجين على قوائم الإرهاب في المجتمع الدولي لتسهيل عملية رصدهم وتحييد أدوارهم الإرهابية قبل وقوعها.
مشاركة :