أكد مساعد وزير الخارجية المصري السفير ناصر كامل، أن العلاقة السعودية المصرية تمر بأفضل مراحلها وأنها لم ولن تتأثر تحت أي ظرف، معتبرا أن «السعودية ومصر قلبان في جسد واحد». وقال في تصريحات لـ «عكاظ» عقب مباحثات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ونظيره المصري نبيل فهمي أمس الأول في الرياض، إن المملكة شكلت حائط صد منيع أمام محاولات التأثير على القرار المصري عقب ثورة 30 يونيو. وحول اللقاء الذي جمع الأمير سعود الفيصل مع وزير الخارجية المصري، قال كامل إن اللقاء اتسم بالأخوة الصادقة بين الشقيقين الكبيرين، وقد تناول مجمل الأوضاع في المنطقة وعلى رأسها الملف السوري والقضية الفلسطينية، وغيرها من التحديات التي تواجه أمتنا العربية، مضيفا أن المباحثات عكست تطابقا كبيرا في وجهات نظر البلدين الشقيقين، وأكدت الحاجة الماسة لمزيد من التعاون والتنسيق الوثيق والمستمر بين مصر والسعودية باعتبارهما ركيزتي الأمن والاستقرار في الوطن العربي. وعبر الدبلوماسي المصري عن شكر الحكومة المصرية وشعب مصر الجزيل لمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والشعب السعودي. وفيما يتعلق بمستقبل العلاقة بين مصر والسعودية، شدد على أن علاقات مصر والسعودية ومنذ زمن بعيد لم تتأثر مطلقا تحت أي ظروف بل العكس هو الصحيح، موضحا أن كل محاولة للنيل من جوهر هذه العلاقات يصدها الحب الكبير بين البلدين الشقيقين، وحتى إبان حكم الإخوان وسياستهم الخارجية كانت العلاقة طيبة بسبب أن السعودية دولة حكيمة ومتعقلة ولا تؤثر فيها صغائر الأمور فهي الحاضنة والضامنة لاستمرار كل العلاقات بين الأشقاء العرب. وأشار السفير كامل إلى العلاقات التجارية بين البلدين، مفيدا أن أكبر تبادل تجاري عربي هو بين السعودية ومصر، وأن حجم التدفق التجاري كبير بين البلدين، كما أن هناك تدفقا شعبيا بين البلدين، إذ أن مئات الآلاف من المصريين يعيشون بكل حب وسط أهلهم في بلدهم الثاني السعودية، كما أن السعوديين الذين يقدر عددهم بنحو 600 ألف شخص يعيشون وسط أهلهم في بلدهم مصر. وشدد على أن السعودية ومصر ركيزتان أساسيتان للوطن العربي. وأفاد أن الجميع يعلم أن السعودية تساند مصر، وأن مصر تساند السعودية وسوف تظل هذه العلاقة لأنها أمن قومي مصري سعودي وليس مشاعر فقط. وحول موقف مصر من اعتذار المملكة عن مقعدها في مجلس الأمن، قال مساعد وزير الخارجية المصري، إن القاهرة عبرت عن ذلك رسميا، وأكدت على لسان وزير الخارجية أنها تتفهم وتقدر وتتضامن مع الموقف السعودي احتجاجا على ازدواجية المعايير. وفيما يتعلق بمحاولات بعض الدول فرض حصار على مصر، عقب ثورة 30 يونيو، أكد الدبلوماسي المصري أن المملكة العربية السعودية وعددا من الدول العربية الشقيقة شكلت حائط صد أمام أي محاولة لأي دولة أو مجموعة من الدول للتأثير على القرار المصري عشية ثورة 30 يونيو، وأن هذه المواقف كانت حاسمة. ووصف موقف خادم الحرمين الشريفين بـ «النبيل»، والذي سيظل يذكره الشعب المصري طوال تاريخه، إذ أنه شكل حائط صد منيع، مشيرا إلى وجود تفهم دولي متزايد لحقيقة الوضع في مصر، وتشجيع للمضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق التي ارتضاها الشارع المصري، وأن ما حدث في مصر كان إرادة شعبية.
مشاركة :