ادانة دولية للقصف الجوي العشوائي لقوات النظام في سوريا

  • 6/1/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قتل حوالى 150 مدنيا يومي السبت والاحد في سوريا في غارات جوية للنظام السوري، بينما عزز تنظيم الدولة الاسلامية وجوده في منطقة تدمر في وسط البلاد وفي شمالها. ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد مقتل 141 مدنيا السبت في غارات من طائرات حربية ومروحية على مناطق عدة في سوريا، بالاضافة الى مقتل ثلاثة آخرين الاحد. ودان موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الغارات التي استهدفت السبت ببراميل متفجرة محافظة حلب وتسببت بمقتل 25 شخصا في احياء في شرق حلب واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان، و59 آخرين في مدينة الباب الواقعة في ريف حلب تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية. وقال ان هذا القصف الجوي "يستحق أشد الادانة الدولية". واضاف "من غير المقبول بتاتا ان تهاجم القوات الجوية السورية اراضيها بشكل عشوائي، وتقتل مواطنيها"، مشددا على "وجوب وقف البراميل المتفجرة". وحصيلة القتلى في محافظة حلب هي بين الاضخم في قصف جوي في المنطقة في يوم واحد خلال الاشهر الماضية. وقتل عشرون مدنيا في منطقة جبل الزاوية الخاضعة لسيطرة كتائب معارضة في محافظة ادلب (شمال غرب) في قصف بالصواريخ من طائرات حربية، و22 مدنيا في مدينة الشدادي، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بينما توزع القتلى الآخرون على مناطق اخرى في ريف دمشق ودير الزور (شرق) ودرعا (جنوب). ولا يشمل الاحصاء 43 قتيلا هم مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية مع افراد من عائلاتهم قضوا في غارة لقوات النظام استهدفت مساكنهم في مدينة الشدادي السبت، بحسب المرصد. وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان أعضاء مجلس الأمن الدولي "بإصدار قرار ملزم يمنع استهداف المدنيين في سوريا الذين ترتكب المجازر بحقهم بشكل يومي تحت أنظار المجتمع الدولي". في ردود الفعل الخارجية، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "هالني الاعتداء العنيف الاخير الذي قام به نظام الاسد"، داعيا الى "عملية انتقالية سياسية لا يكون فيها للاسد دور في مستقبل سوريا". وتواصلت الغارات الجوية الاحد على مناطق عدة، بينها مدينة الباب حيث قتل ثلاثة اشخاص، ولم يتبين حجم الخسائر في المناطق الاخرى بعد. وغالبا ما تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لقصف بالبراميل المتفجرة ندد به العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية. وبدأ النظام في عام 2013 بقصف حلب بالبراميل المتفجرة، وهي عبارة عن براميل بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية ولا يمكن التحكم بدقة باهدافها. وتسببت الغارات على حلب في العام 2014 بمقتل ثلاثة آلاف مدني، بحسب منظمة العفو الدولية. في المقابل، ترد المعارضة منذ اشهر على الغارات بقصف بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية على الاحياء الغربية من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام، ما تسبب بمقتل المئات من المدنيين. واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" خبر "ارتقاء ثمانية شهداء واصابة عدد اخر بجروح جراء اعتداء ارهابي بقذائف صاروخية أطلقها ارهابيون على حي الاعظمية في حلب" الاحد. ويأتي هذا التصعيد من قوات النظام بعد سلسلة خسائر تعرضت لها على الارض في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية (مدينة تدمر) على جبهة، ومقاتلي المعارضة ومعهم جبهة النصرة على جبهة اخرى (محافظتا ادلب ودرعا). وواصل تنظيم الدولة الاسلامية تقدمه في منطقة تدمر حيث سيطر السبت على بلدة البصيرة جنوب المدينة التاريخية والواقعة على مفترق طرق يؤدي الى دمشق جنوبا والى حمص غربا. وقال الناشط المعارض محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر ان "البصيرة مفترق طرق مهم جدا واستراتيجي، وبعد السيطرة عليه، باتت الطريق مفتوحة من تدمر الى محافظة الانبار العراقية وسالكة من دون اي عائق. كما ان الطريق مفتوحة من مناجم الفوسفات الواقعة على بعد سبعين كيلومترا جنوب تدمر الى مصفاة بيجي العراقية". كما تمكن التنظيم من احراز تقدم السبت في محيط مدينة الحسكة، واستولى على حواجز عدة على بعد اربعة كيلومترات من مدخل المدينة التي يشن هجوما عليها منذ السبت. وافاد المرصد عن استمرار المعارك بين التنظيم المتطرف وبين قوات النظام التي سقط منها في معارك السبت 15 قتيلا. وعلى الرغم من هذا التراجع على الارض، صرح رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الاحد "ان الجيش العربي السوري قادر على تحرير كل شبر من الارض السورية"، مشيرا الى أن "بقاء الارهابيين في الرقة (شرق، معقل تنظيم الدولة الاسلامية) مسالة وقت فقط، لان الجيش قادم اليها وسوف يهزم التنظيمات الارهابية المسلحة". على جبهة تنظيم الدولة الاسلامية وفصائل المعارضة المسلحة، تمكن التنظيم الاحد من السيطرة على بلدة صوران وقريتي البل والحصية في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة بدأت منذ يومين واستمرت حتى فجر الاحد، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وتبعد صوران عن مدينة اعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلومترات. وقتل ما لا يقل عن 31 مقاتلاً من الفصائل المعارضة في المعارك منذ الجمعة، بالاضافة الى 22 عنصراً من التنظيم الجهادي. وسيكون التقدم الذي حققه تنظيم الدولة الاسلامية خلال الاسابيع الاخيرة على الارض في سوريا وفي العراق المجاور حيث استولى على مدينة الرمادي في محافظة الانبار، محور لقاء يعقده التحالف الدولي ضد التنظيم في باريس الثلاثاء لمراجعة "استراتيجيته". وينفذ التحالف منذ الصيف الماضي غارات جوية على مواقع لجهاديين في سوريا والعراق.

مشاركة :