تأشيرة سفر ميلاد رائد جديد لأدب الرحلات فى مصر علاء عبد الهادي

  • 2/4/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

"اكتشفت فى أسفارى أن هناك بلادا تحبها بمجرد أن تنزل من باب الطائرة, وتقع فى هواها مع الدقائق الاولى لتحركك فى شوارعها, الأمر لا علاقة له بدرجة التحضر أو التطور التكنولوجى.. وهناك بلادًا تشعر بأن فجوة بينك وبينها ولا تشعر بألفة مع شعبها وناسها" بهذه الكلمات بدأ الكاتب الصحفى علاء عبد الهادى رئيس تحرير كتاب اخبار اليوم, رحلة شيقة وممتعة وساحرة من خلال كتابه الجديد الذى ينتمى الى أدب الرحلات "تأشيرة سفر".   "تاشيرة سفر" إضافة نوعية لأدب الرحلات، يقدم فيه وفق سجل تاريخي وجغرافي يتميز بعناصر إبداعية فنية، مستخدمًا أسلوب التأويل للنص والنقد الثقافى للشعوب التى اندمج بداخلها، محاولا اقامة مقاربات نقدية لرحلات واقعية في مقابل المتخيلة , يسعى فيها لأن يتلمس آلية فنية لتذوق أدب الرحلات، وعاقدا مقارنة نقدية بين الأنا والآخر، وبين الشرق والغرب.   قدم المؤلف بجرأة فكرية عالية لمفهوم الرحلة، مستخدمًا أدوات المعرفة الواقعية للجغرافيا، وأدوات المعرفة التحليلية والتركيبية والحوار، محاولًا فهم الذات عبر أدوات تقييم الآخر، وما زاد النص جمالا لغته الادبية, وتمكنه من ادوات السرد, وتناسق الجمل والعبارات والتلاحم بالكلمات, معبرا عن الشرق والغرب, مقارنا بها ما عايشه بالوطن. يقع كتاب "تاشيرة سفر فى 174 صفحة مقسمة الى 20 فصل, مقسمة وفقا للزيارات التى قام بها المؤلف الى مختلف قارات العالم, وصدر ضمن سلسلة كتب الهيئة العامة للكتاب.    والمؤلف هو الكاتب الصحفى علاء عبد الهادى رئيس تحرير كتاب اخبار اليوم, وعضو لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الاعلى للثقافة, وكاتب متخصص فى شئون الثقافة والتراث والاثار , وصدر له العديد من الكتب فى عدة مجالات.   وبدأت رحلة " تأشيرة سفر " مع الكاتب علاء عبد الهادى من مدينة بلنجهام الانجليزية يصف لنا رحلة بين دروب الريف الانجليزى الجذاب والرائع, وينتهى به المآل لينام فى فى أحد فصول مدرسة , ثم ينتقل الى مدينة وتبى أغرب المدن السياحية فى العالم, والتى تشتهر بسياحة الرعب والفزع داخل القصر الاسطورى لمصاص الدماء دراكولا, انهم فى هذه المدينة يبعيون قصة وخيالا للسياح, من أسطورة تتضخم يوما بعد يوم.   وانتقل فى كتابة تاشيرة سفر الى أمريكا الذى يصفها بانها ذات طعم خاص لا يقارن ولا يقاوم ولها سحرها الذى طاف فيها عدة ولايات امريكية عاصر فيها التلقبات الجوية التى تشبه السياسة الامريكية تجاه الشرق , يتنقل بنا فى رحلة بين المدن الامريكية باسلوبة الرئيق والشيق والممتع الذى لا يخلو من الحس الفكاهى فى بعض المواقف التى يسردها وكانها استراحة خلال الرحلة داخل كتابة, منها عنوان الفصل الثالث " حيث جاء العنوان " تعالى لى يا اما" عندما رأى الصدور العارية على شواطئ بلغاريا. واتجه الكاتب من الغرب إلى اقصى الشرق إلى بكين عاصمة الصين , واصفا زيارته للمدينة المحرمة التى كانت مقرا للامبراطور , ساردا ما دور بداخلها من اساطير وخرافات, وكذلك زيارته لسور الصين العظيم.   ومن بكين إنطلق بنا المؤلف الى بلغاريا التى زارها فى مهمة صحفية لمدة اسبوعين واصفا الحرية الشخصية بها فى ممارسة الحياة الخاصة امام العامة, دون ابتذال بكلمات منتقاه بعناية, وينطلق الى اوسلو بالنرويج ليؤكد لنا انه مهما غاب عن جذوره فأنها دائما فى قلبه ونبراس لحياته, فعندما رأى نهر نيدليف الذى يخترق اوسلو شبهه بترعة العطف فى قريته ميت السراج بمحافظة المنوفية, ومن اسلو الى استنبول عاصمة العواصم ومقر السلاطين العثمانية, يطلعنا المؤلف على التشابة اللغوى والحياتى الكبير بين الاتراك والمصريين فى الكثير من المجالات. وكان المؤلف اشد انبهارا بزيارته لليابان بلاد واق الواق كما اطلق عليها قديما, واصفا النظافة والنظام والاناقة المفرطة للشعب اليابانى , مازجا الماضى بالحاضر, ليؤكد انه انتقل الى كوكب آخر, ومن اليابان يعود بنا الى فرنسا ليسرد لنا كيف استغل اهالى قرية اسبلته الفرنسية انتاجها للشطة فى جذب السياحة اليها, بانتاجها العشرات من انواع الشطة وصلت الى انتاج شكولاتة بالشطة.. ثم يطير المؤلف الى العتبات المقدسة بالعراق داخل منتجع بابل الاثرى ثم مرقد الامام على كرم الله وجهه ورضى الله عنه وارضاه.. واصفا العتبة العلوية بالمشهد الحسينى بالقاهرة نفس السلوكيات حتى نفس التجاوزاتمن المريدين.. ثم تهبط طائرة عبد الهادى فى المدن الالمانية واصفا علاقة المودة والمحبة لبرلين وبرن ومانهايم بان لها طقوسا خاصة.    ثم ايطاليا التى لا يمل من زيارتها وكل مرة يكتشف فيها شيئا جديدا, وزيارته لاصغر دولة فى العالم الفاتيكان, ثم تمتعه برائحة البحر فى اليونان مهد الحضارة الغربية وتعلمت بها الانسانية اول دروس الديمقراطية وبين جبالها تبلورت الفلسفة الغربية وبين دروبها جرت اول دورة للالعاب الاولمبية.. ثم التحليق الى القطب الروسى ليخرج لنا الكاتب علاء عبد الهادى فى النهاية ان الفارق بيننا وبين الدول العظمى يكمن فى البشر مثلما فعلت المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية واعادة بوتن المجد لروسيا .    ثم يطير الى اسبانيا ساردا كيف اصبحت السياحة العمود الفقرى للاقتصاد الاسبانى, وزيارته لمدريد واذا زرت مدريد لا بد من زيارة الـ" جورينكا" لبيكاسيو .    وبعد مدريد تحول الى جنيف تلك المدينة التى يزورها 15 مليون سائح سنويا وعدد سكانها لا يتجاوز الـ 400 الف نسمة.. ثم يعرض لنا المؤلف تجربته الدنماركية, ثم زيارته الاولى لامريكا الاتينية وبالتحديد الى الارجنتين, ثم يهبط عبد الهادى، فى نهاية الرحلة فى موناكو اكبر كازينو مفتوح فى العالم.

مشاركة :