«الإمارات للآداب».. يستشرف ملامح الغد

  • 2/5/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: محمدو لحبيب بدأت صباح أمس في فندق إنتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان طيران الإمارات للآداب تحت شعار ماذا يحمل لنا الغد؟ وذلك بمشاركة 206 من الكتّاب والمفكرين والمبدعين من أكثر من 43 دولة، ومجموعة كبيرة من المواهب المحلية، متجاوزة بذلك كل الأرقام التي سجلتها الدورات السابقة من حيث المشاركين. كانت أولى الفعاليات التصفيات النهائية لمسابقة الشعر للجميع التي تنظمها مؤسسة طيران الإمارات للآداب بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون وبنك الإمارات دبي الوطني، والتي تجري كل عام تزامناً مع المهرجان، حيث يشارك فيها طلبة المدارس في الفئتين العمريتين من (8 سنوات إلى 13 سنة) ومن (14 إلى 18 سنة) باللغتين العربية والإنجليزية، وقد حضرتها أحلام بلوكي، مديرة المهرجان، وإيزابيل أبو الهول الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب، وعدد من أولياء أمور الطلاب المشاركين ومُدرسيهم. أبدع الصغار في التنافس في المسابقة، وألقوا قصائد عديدة لشعراء كبار مثل قصيدة رسالة إلى الأمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، و قصيدة «الله اعطانا خير وانعام» للمغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وقصيدة دع الأيام للإمام الشافعي، وقصيدة إرادة الحياة لأبي القاسم الشابي، وقصيدة النملة والمقطم لأمير الشعراء أحمد شوقي، ولن أبكي لفدوى طوقان، وموال بغدادي لنزار قباني، وأنشودة المطر لبدر شاكر السياب، وتنسى كأنك لم تكن لمحمود درويش وغيرهم. وتميز إلقاء المشاركين بسلامة اللغة، والحضور الذهني والجسدي المتناسب مع الإلقاء، وتميزت هذه الدورة بمشاركة أكثر من 400 طالب وطالبة في المسابقة باللغة العربية، وقدمت المسابقة فرصة استثنائية للطلبة الموهوبين في إلقاء الشعر لتقديم قصائدهم المفضلة والتميز في إلقائهم، وهي مفتوحة لكافة الطلبة في دول مجلس التعاون الخليجي (الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والبحرين، والمملكة العربية السعودية، والكويت). وأكدت بلوكي ل «الخليج» أن الاهتمام بالصغار والنشء من خلال هذه المسابقة ينسجم تماماً مع شعار المهرجان وتطلعاته وقالت: نحن نسعى دائماً إلى توفير المجال للصغار من خلال هذه المسابقة وفعاليات أخرى خاصة بهم للتعبير عن أنفسهم، ومواهبهم سواء في مجال إلقاء الشعر، أو في مجال كتابة القصة وغيرهما، وهو ما يجعلهم تواقين للإبداع، وشغوفين بالتميز في ذلك، وهذا ينسجم مع روح الغد التي نريد استكشافها من خلال هذه الدورة من المهرجان. ويزخر المهرجان الذي يستمر حتى 9 فبراير الجاري، بالعديد من الفقرات والجلسات المتنوعة، التي تهدف في مجملها لاستكشاف التحديات التي يمكن أن يحملها الغد لنا وللبشرية جمعاء، وكيفية توقعها بشكل سليم ووضع الأسس اللازمة لمواجهتها وصولا إلى عالم آمن وخال من الحروب والعنف، ويطبعه التسامح والمحبة. ويقدم المهرجان نفسه من خلال الفعاليات والورش وجلسات الحوار العديدة والمتنوعة كمكان أمثل لكل أفراد الأسرة وكافة الشرائح العمرية والثقافية من خلاله تناوله وطرحه قضايا تهم الجميع مثل التغير المناخي، وقضايا البيئة، والحياة المستقرة، والجوانب الروحانية، واستكشاف الفضاء، وقصص البطولة، وأعظم التحديات التي تواجه حياة المستقبل، وكل ما يمكن أن يعلمنا كيف نصنع مجتمعاً متضامناً متسامحاً سعيداً إلى جانب جلسات في مجالات الأدب المختلفة مثل الكوميديا والرومانسية، وأدب الجريمة، والتاريخ. يطرح المهرجان في دورته الحالية كذلك أسئلة إشكالية تهم كل إنسان على هذا الكوكب، منسجماً بذلك مع روح التسامح التي تنتهجها الدولة، فعن طريق التساؤل عن كيف يمكننا إنقاذ الكوكب؟ وكيف نجادل شخصاً عنصرياً؟ وكيف يمكن أن نجد السلام والسعادة في عالم يعج بالأزمات والتحديات؟ يبرز المهرجان كمنصة تتلاقى فيها كل أفكار العالم، كما يتناول في ذات الوقت مواضيع إنسانية أخرى تنتمي إلى الأخلاق العامة والمثل والقيم من قبيل الروحانية، والإحسان إلى الذات والآخرين، ويخصص المهرجان حيزاً معتبراً هذا العام لنقاش الاستدامة ومميزاتها والحلول التي تقدمها للبيئة ولسلامة الحياة. جلسات فكرية وأدبية وورش للكتابة الإبداعية، كلها محاور بارزة من بين أخرى يشهدها المهرجان في دورته الحالية، ومن بين الورش التي ينعشها كتاب عرب وعالميون، ورشة بعنوان الواقعية في الرواية مع إنعام كجه جي، وتركز على التخفيف من لغة الخطابة في الكتابة، ودور اللغة ومفرداتها في تصوير الأشياء كما هي وتقريب القارئ من واقع حياة الشخصيات الروائية، والتعامل مع الموضوع والأسلوب بشكل يخدم ذلك، وخلال الورشة سيتعرف المشاركون فيها على تقنيات تجنب الحشو والتكرار اللغوي أثناء الكتابة، وستقوم الكاتبة بتوجيه المشاركين من خلال تمارين كتابة إبداعية تساعدهم على الغوص في بحر اللغة العربية لصنع لغة روائية جديدة واكتساب المهارات المطلوبة لكتابة أعمال روائية . قصص المعاناة يفتح المهرجان أبوابه لقصص المعاناة الإنسانية التي خاضها البعض مثل السورية نوجين مصطفى التي بدأت رحلة لجوئها سنة 2014 من بلدها كوباني في سوريا وهي في سن السادسة عشرة، حيث خاضت هي وشقيقتها رحلة امتدت لأكثر من 3500 ميل، ووصلت في نهايتها إلى ألمانيا حيث مُنحت هناك حق اللجوء. وتتحدث نوجين عن أصحاب الهمم من اللاجئين وعن الذين ما زالوا يعيشون منهم في سوريا، وتستعرض أيضاً كيف استطاعت دون معلم أن تتعلم اللغة الإنجليزية من خلال متابعتها المسلسل الأمريكي أيام حياتنا. ويمكن القول إن هذه الدورة من المهرجان تحمل في طياتها كل ما يمكن للإنسان أن يفكر به من خلال حلمه في تغيير العالم وجعله مكاناً أفضل بغد مشرق وزاهٍ.

مشاركة :