أطلق مجلس حكماء المسلمين، أمس، وثيقة تحدد مبادئ وأدبيات العمل الإعلامي، حملت اسم «مدوّنة العشرين»، في ختام فعاليات التجمع الإعلامي العربي الذي نظمه المجلس في أبوظبي على مدى يومين، بهدف تعزيز السلم والتعايش في المجتمعات، ومكافحة خطابات الكراهية المنتشرة في بعض وسائل الإعلام، نتيجة ممارسات تفتقر للمعايير المهنية. وأوصى المشاركون في التجمّع الإعلامي - الذين وقّعوا على المدوّنة - بضرورة إلزام المؤسسات والإعلامية والثقافية والفنية والرياضية كافة بتطبيق بنود هذه المدونة، للحد من نشر التعصب والمحتوى غير الأخلاقي بين الجمهور. وتفصيلاً، اختتمت أمس، فعاليات التجمع الإعلامي العربي «الأخوّة من أجل الإنسانية»، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين، على مدى يومين في أبوظبي، بإعلان وثيقة مبادئ وأدبيات العمل الإعلامي، حملت اسم «مدوّنة العشرين»، لصدورها عام 2020، ولكونها تتضمن 20 بنداً أو مبدأً من شأنها نشر ثقافة «الأخوة الإنسانية»، بما يسهم في تعزيز السلم والتعايش في المجتمعات، ومكافحة الكراهية، وتحقيق الاستقرار، ودعم التنمية العادلة، وصيانة حقوق الضعفاء. وتلا الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، الدكتور سلطان بن فيصل الرميثي، في ختام أعمال التجمّع الإعلامي، البيان الختامي للتجمّع، قائلاً: «انطلاقاً من وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقّعها قبل عام مضى في أبوظبي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب؛ شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس الثاني؛ بابا الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان؛ من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، وتأسيساً على ما ارتكزت عليه مواثيق الشرف الإعلامية والمهنية التي وضعتها الهيئات والاتحادات والمؤسسات الإعلامية في العالم، وإيماناً من أبناء المجتمع الإعلامي والصحافي في العالم العربي بأخوة الإنسان لأخيه، ودعماً لثقافة التنظيم المهني الذاتي للجماعات المهنية، يؤكد الموقعون على مدونة العشرين، باعتبارها ميثاقاً مهنياً وأخلاقياً للممارسات الإعلامية في كل ما يخص القضايا الإنسانية، على أهمية العمل على نشر ثقافة الأخوة الإنسانية، والاستفادة من الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام لتشكيل الوعي لدى عموم الناس، بما لا يتسبب في تأجيج مشاعر التمييز والعنصرية والطائفية والكراهية بين البشر». ووفقاً للرميثي، تضمنت بنود المدوّنة، التأكيد على كل الحقوق الأصيلة للإعلاميين، وفي صدارتها حرية الفكر والرأي والتعبير والإبداع، باعتبارها حقوقاً أصيلةً لا تكتمل مسؤولية الإعلامي من دونها، ودعم قيم العدل والحق والمساواة وقبول الآخر، وتعزيز المواطنة والاندماج والعيش المشترك، وكذلك نبذ الخطابات التي تهدد مبدأ حرية الاعتقاد، واحترام التعدد والتنوع الفكري. كما شملت بنود المدوّنة عدم نشر أو ترويج أي خطاب للكراهية، مع تجنب أي محتوى إعلامي محوره المقارنات بين الأديان والعقائد والمذاهب أو الطعن فيها وازدرائها، والابتعاد عن استخدام المصطلحات التي يرى أصحاب الديانات والأعراق والأجناس المقصودين بها أنها تمثل إساءة لهم وحطاً من شأنهم، وأيضاً الامتناع عن عرض أو نشر أو إذاعة أو ترويج أي فتوى دينية غير منسوبة لجهات الاختصاص، وكذلك إبراز أثر جرائم الحرب والعنف التي يدفع ثمنها الفادح المدنيون الأبرياء، والابتعاد عن تبني أو ترويج المواقف التي من شأنها إذكاء الحروب، وزعزعة الاستقرار الإنساني، بجانب الالتزام بدعم النازحين وضحايا الحروب والنزاعات والجرائم الإرهابية، والكوارث الطبيعية، وحشد الرأي العام المحلي والدولي للتنبيه لمشكلاتهم ومآسيهم، ووصفهم بالأوصاف التي تقرها القوانين والمواثيق الدولية. وتضمنّت الوثيقة أيضاً، مراعاة البعد الإنساني في التغطية الإعلامية للجرائم والنزاعات والحوادث الإرهابية، والتأكيد على حرمة الدم، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو اللون، وعدم ترويج الخطابات التي تبرر القتل، ومواجهة الصور النمطية المسيئة التي يحاول البعض ترويجها وترسيخها عن فئات من البشر بسبب معتقداتهم أو أنواعهم أو أشكالهم أو أعراقهم، وتشجيع المحتوى الإعلامي الإنساني لإبراز التجارب الإيجابية المتعلقة بقيم الحوار والتسامح والمساواة ونشر الأخوة الإنسانية. ومن بين بنود المدوّنة، دعم نموذج الأسرة في المعالجات الإعلامية، والتركيز على المحتوى الذي يحمي الأسر ويصون بقاءها ويعزز دورها، ومناصرة القضايا العادلة للمرأة، وحقوقها التي أقرتها المواثيق والأعراف الدولية، والاهتمام بقضايا أصحاب الهمم، وعرض متطلباتهم، وإبراز مواهبهم وقدراتهم، وعدم استخدام مصطلحات تنتهك كرامتهم، والتأكيد على احترام المواثيق والمبادئ الأخلاقية والإعلامية المتعلقة بالأطفال وحقوقهم، وإدانة المتاجرة بطفولتهم البريئة أو انتهاكها بأي شكل كان، وأيضاً الامتناع عن ازدراء الأديان، والنيل من رموزها، وتشجيع الجامعات والكليات والمعاهد التي تُدرس الإعلام على تبني هذه المبادئ في مناهجها لإعداد إعلاميين ذوي طابع إنساني. وشملت المدوّنة كذلك، مكافحة التعصب الرياضي، وعدم تغذيته بأي شكل، والالتزام بالأخلاق الرياضية، ومواجهة وكشف الممارسات التي من شأنها إثارة الفتن بين الجماهير. «التواصل الاجتماعي» شهد اليوم الختامي للتجمع حلقة نقاشية حول موضوع مستقبل الأخوة الإنسانية، ومستقبل الإعلام العربي، ضمت رئيس مجلس إدارة صحيفة المصري اليوم، الدكتور عبدالمنعم سعيد، ورئيس مجلس إدارة صحيفة أخبار اليوم المصرية، ياسر رزق، ورئيس تحرير جريدة الأخبار السودانية، عثمان ميرغني، ومقدم البرامج شريف عامر، والمدير التنفيذي لقناة المملكة - الأردن، دانة الصباغ، وأدارتها الإعلامية التونسية نوفر رمول. واتفق المتحدثون على أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تعد وسيلة إعلام، بل هي أداة لقياس الرأي العام، وأن المشكلة التي يعانيها الإعلام العربي ليست في وظيفة الإعلامي، وإنما في المحتوى الذي لا يخدم الجمهور، والذي انساق وراء منصات وأهداف لا تحكمها أية قواعد مهنية أو أخلاقيات، مشددين على ضرورة أن يكون الهدف الأسمى والأهم للعمل الإعلامي هو خدمة البشر، وعدم استخدام الدين بأي شكل من الأشكال كورقة خطابية تحقق أهدافاً وأغراضاً موجّهة.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :