لقد وهبنا الله كنوزا طبيعية مختلفة، وتركها أمانة في أعناقنا، لنتركها بدورنا للأجيال القادمة بصورة نظيفة وسليمة وصحية، تضمن لهذه الأجيال الحياة الكريمة التي يستحقونها.وتعتبر الصحراء أحد مكونات هذه الكنوز التي يكون الحفاظ عليها مسؤولية كبرى، وهو ما تعمل عليه الجهات المختصة بكل ما أوتيت، لكن لم تخف تلك الجهات تذمرها من الممارسات السيئة من قبل مرتادي هذه المواقع، وعدم الاكتراث لما يجب الانتباه له في حال رغبوا قضاء أوقاتهم في المواقع البرية.» محاولات للمعالجةوقالت الناشطة الاجتماعية زينب العاب: تزخر الأحساء بأجمل الوجهات السياحية في العالم، نظرا لما تتميز به من مقومات سياحية وبيئية طبيعية وتاريخية فريدة، ما يجعلها وجبة تثقيفية وترفيهية ممتعة من أجمل هذه الوجهات السياحية (البيئة الصحراوية الشاسعة) المثالية للتنزه العائلي والاستجمام ولجولات السفاري والتخييم والتطعيس والسباقات والبحث والاكتشاف خصوصا في فصل الشتاء، حيث يزداد عدد مرتادي الصحراء ومحبي الكشتات البرية، لذلك يتوجب أن تكون هناك قوانين صارمة لحماية البيئة الصحراوية من السلوكيات الفردية التي يمكن أن تتسبب بأضرار لها على المدى البعيد، وأن الوعي الواسع الذي يتمتع به المجتمع سواء من المواطنين أو السياح الوافدين يستوجب منهم أهمية الحفاظ على الصحراء، بما يشكل ضرورة قصوى وعاملا يعزز الاستدامة التي تبنتها المملكة وسارت على دربها الكثير من الجهات المعنية والتطوعية من أجل غرس مبدأ النظافة كقيمة وعقيدة.» مطلب مهموقال المرشد السياحي رسمي المؤمن: أصبح التنزه البري سياحة ومطلبا سوقيا من قبل المواطنين سواء مع عوائلهم أو أصحابهم أو من السياح غير المواطنين عبر السياحة الخارجية طلبا لتجربة العيش بالصحراء خلال يوم أو أيام، حيث أجواء الصحراء الساحرة ورمالها الذهبية الجاذبة لكثير من الناس، فسبب ذلك ضغطا على البيئة الصحراوية في عدة موارد، ومنها الاعتداء في بعض المواقع على الأشجار بحثا عن الأخشاب لوقود النار لطبخ الطعام والتدفئة في موسم الشتاء، وكذلك رمي المواد الاستهلاكية في فترة التخييم أو في نهاية الرحلة في محيط التخييم كالأكواب والصحون البلاستيكية أو ترك كيس القمامة عند المخيم وأحيانا دفنه تحت الرمال، مؤكدا أن هذه السلوكيات سببت ضغطا على الموارد الطبيعية وتلويثها عبر ترك تلك المخلفات في الصحراء، ما أدى إلى تلويث مناطق عبر السنوات، وهناك تقارير تشير إلى تناول الحيوانات الصحراوية كالجمال هذه المخلفات ما سبب مشاكل صحية لتلك الحيوانات، وتحلل هذه المواد يحتاج لسنوات وبعضها مئات من السنوات لتمر بفترة التحلل.وأكد أن الحل لمواجهة تلك المشاكل عبر توزيع لوحات إرشادية بأهمية المحافظة على البيئة في الطرق المتوقعة التي تؤدي لمواقع التخييم وفرض دوريات تهتم بالبيئة الصحراوية من قبل الأمانة أو البلدية في موسم التخييم الشتوي لتوعية الناس عبر إرشادهم وإظهار الحضور والمتابعة لتلك الجهات والتوعية الإعلامية عن طريق الصحف المحلية أو السوشيال ميديا من قنوات وسنابات التي يتابعها جمهور كبير من الناس، والعمل على إنتاج أفلام توعية تشجع الناس على أهمية المحافظة على بيئتهم والخطر الذي يمكن أن تشكله سلوكياتهم وتعاملهم مع البيئة بشكل سلبي.» مشاركة جماعيةوقال رئيس رابطة شمال الأحساء البيئية بكر السليم: من السلوكيات الضارة بالبيئة الصحراوية ترك المخلفات بشتى أنواعها، موضحا أن المخلفات قد تكون علبا بلاستيكية أو زجاجية أو معدنية أو فضلات طعام أو أكياس الأعلاف وإطارات سيارات تشوه المنظر العام للبيئة الصحراوية. كما أن المخلفات البلاستيكية معروف أنها لا تتحلل بسهولة، وقد تسبب ضررا على حياة الكائنات من الأنعام والطيور التي قد تأكلها وتسبب لها اختناقا أو تؤدي لموتها، ومن هنا يجب على المتنزه في البر القيام بتنظيف محله وعدم ترك أي مخلفات قد تضر الكائنات الحية وتشوه البر، وحمل النفايات معه ورميها في مكانها المخصص، وكذلك عدم حرق المواد المصنوعة من البلاستيك والمعدن لأنه غير مجد، ويساهم في الإضرار بالبيئة بشكل أكبر، وكذلك عدم الإسراف في المأكل والمشرب مع الحرص على تعظيم النعمة، مطالبا بأهمية المحافظة على البيئة وأنها جزء من المواطنة الصالحة والقيم النبيلة التي حث عليها الإسلام، وأن من يحافظ على نظافة مكان تنزهه في الصحراء ويحمل نفاياته يستشعر عظمة هذا العمل النبيل وأن الله سيأجره.وأضاف: لعل من تجاربنا في رابطة شمال الأحساء البيئية هي توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة خلال مشاركاتنا في الملتقيات ومن خلال وسائل التواصل وكذلك القيام بحملات لإماطة الأذى وحمل النفايات من البر، منها تنظيف سيل السدرة والروضة وبر الدائري والمشاركة مع مكتب البيئة والمياه والزراعة في بعض حملات النظافة، ولدينا خطة لزيادة هذه المبادرات وإشراك جميع فئات المجتمع معنا في هذا العام 2020.» حملات نظافةوقال المهتم بالبيئة علي الحمد: حرصت على إطلاق عدد من حملات النظافة للبيئة الصحراوية التي تميزت بمشاركات كبيرة، مؤكدا أن هذه الحملات وإزالة الأذى والأوساخ وأعمال التوعية لأبناء المجتمع ما هي إلا واجب ديني ووطني علينا، فأنا أستمتع بالبيئة الصحراوية في بلادي لترددي الدائم عليها خصوصا في الرحلات البرية مع عائلتي أو مع الزملاء والتي أحرص فيها على تنظيف المكان الذي أقصده، ثم بدأت بتوسيع هذه الحملات للتنظيف على نطاق الأصحاب والمعارف، فبدأت بإعداد حملات تطوعية والإعلان عنها من خلال السناب، وكان التجاوب ممتازا من الأقارب والأصحاب، ودائما ما أحب المشاركة حرصا على نظافة وطننا الغالي وجمال البر عند التنزه وحرصا على سلامة فلذات أكبادنا، فكان شعاري في هذه الحملات (دع المكان أجمل مما كان) ولا ننسى حث الدين الإسلامي على ذلك؛ فإماطة الأذى عن الطريق صدقة.سلوكيات خاطئة تهدد الطبيعةالمخلفات غير القابلة للتحلل تهدد البيئة الصحراوية
مشاركة :